Atwasat

كيف ارتفعت صادرات الصين في أبريل رغم أزمة «كورونا»؟

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 07 مايو 2020, 04:13 مساء
WTV_Frequency

في تطور مفاجئ، حققت الصادرات الصينية ارتفاعاً في أبريل رغم تفشي فيروس كورونا المستجد الذي يلقي بثقله على الاقتصاد العالمي، مقابل تراجع في الواردات.

ووفق «فرانس برس» هذه المرة الأولى منذ بداية العام التي تحقق فيها صادرات العملاق الآسيوي ودعامة اقتصاده، نموا إيجابياً، بحسب بيانات نشرتها الخميس إدارة الجمارك. وفي ذروة تفشي الوباء في الصين، انخفضت صادراتها بنسبة 17,2% بين يناير وفبراير.

ولا شك في أن هذه القفزة في أبريل تعود إلى النجاح في التعويض، بعد الصعوبات التي واجهها المصدرون في الفصل الأول من العام، في وقت كانت فيه تدابير العزل تؤثر على حركة النقل، كما يرى المحلل من مكتب «أوكسفورد إيكونومكس» لويس كويجس.

أمر حتمي
وبرغم الرفع التدريجي للقيود مذاك، إلا أن تراجعاً جديداً للصادرات على المدى القصير «أمر حتمي»، بفعل الظروف العالمية، وفق كويجس. ويؤثر الفيروس على الصادرات الصينية في وقت لا تزال اقتصادات أبرز شركاء الصين أي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مشلولة بسببه.

ويستثنى من ذلك صادرات المواد الطبية على غرار الأقنعة المطلوبة جداً في الخارج والتي تعدّ الصين المزود الأساسي لها، وفق الاقتصادية إيريس بانغ من مصرف «أي إن جي». وصدرت الصين أواخر أبريل أكثر من مليار قناع إلى 74 بلداً ومنطقة، وفق بيانات وزارة التجارة الصينية.

وبعد عدة انتقادات في الخارج حول تردي نوعية بعض السلع، عززت الصين نظمها لتصدير بعض المعدات الطبية المرتبطة بفيروس كورونا المستجد. وتطلب إدارات الجمارك أن تفي المواد المصدرة بالمعايير الصينية كما بمعايير الدول التي تصدر إليها تلك السلع.

عدم يقين
مع ذلك، يحذر المحلل في مكتب «كابيتال إيكونومكس» جوليان إيفان-ريتشاردز أن «الأسوأ لم يأت بعد بالنسبة للتجارة الصينية» في ظل تهديدات أميركية بفرض رسوم إضافية. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي استعداده لفرض رسوم جمركية عقابية على الصين، التي يتهمها بأنها لم تكن شفافة في ما يتعلق بإدارتها للأزمة الصحية.

ورغم تسجيل صادرات الصين ارتفاعا بنسبة 3,5% في أبريل، قالت إدارة الجمارك إن الواردات تراجعت بنسبة 14,2% عمّا كانت عليه قبل عام، مسجلة بذلك انخفاضا حادا عن حجمها الشهر الماضي حين تراجعت بنسبة 0,9% فقط.

تراجع الواردات
وهذا الانخفاض أدنى من تقديرات مسبقة لمحللين استشارتهم وكالة بلومبرغ، قدروا أن تتراجع الواردات الصينية بنسبة 12,2%. ويشكل هذا التراجع انعكاساً للصعوبات التي يواجهها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في وقت تجاهد فيه الصين لإعادة إطلاق اقتصادها الذي أغلق بكامله تقريبا في يناير.

ولا يزال العديد من الصينيين يحدون من خروجهم إلى الأماكن العامة خشية التقاط الفيروس وهو ما يضرّ بالاستهلاك الداخلي. ولخص المحلل تينغ لو من مصرف الأعمال «نيمورا» في مذكرة الأربعاء الوضع قائلاً إن «الحكومة تبقي على بعض تدابير التباعد الاجتماعي، وعدم اليقين يلقي بثقله على ثقة المستهلكين، وانخفاض الصادرات كان له ارتدادات على مداخيل العائلات والعمل».

ووفق مؤشر مستقل نشر الخميس، سجل انكماش في نشاط الخدمات خلال شهر أبريل. كما خفضت الشركات العاملة في هذا القطاع للشهر الثالث على التوالي عدد العاملين بها فيما معدل التوظيف في قطاع الخدمات عند أدنى مستوياته منذ 14 عاماً وفق شبكة «كياكسين» الإعلامية. وتشكل الخدمات التي تريد بكين من خلالها إعادة التوازن لنموذجها الاقتصادي، نسبة 50% من الناتج المحلي الإجمالي للعملاق الآسيوي.

وكنتيجة طبيعية لارتفاع الصادرات وانخفاض الواردات، ارتفع الفائض التجاري بنحو الضعفين مقارنة مع مارس، إلى 45,3 مليار دولار.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مبادرة أميركية لزيادة واردات الأغذية من أفريقيا
مبادرة أميركية لزيادة واردات الأغذية من أفريقيا
«موديز» تستبعد تحقيق فرنسا هدفها خفض العجز بحلول 2027
«موديز» تستبعد تحقيق فرنسا هدفها خفض العجز بحلول 2027
أسعار النفط ترتفع بعد جلستين من التراجع
أسعار النفط ترتفع بعد جلستين من التراجع
ماكرون يدعو إلى اتفاق تجاري جديد بين أوروبا و«ميركوسور»
ماكرون يدعو إلى اتفاق تجاري جديد بين أوروبا و«ميركوسور»
وارسو وكييف تسعيان لحل النزاع حول ملف الحبوب
وارسو وكييف تسعيان لحل النزاع حول ملف الحبوب
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم