قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، الثلاثاء، إنهما يعملان باتجاه التوصل إلى اتفاق تجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط سعي الطرفين إلى تخفيف التوترات التجارية بينهما.

وتسعى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ 2017 إلى التوصل إلى اتفاق تجاري، إلا أن جهودهما تعطلت، ويشير اجتماع ترامب مع فون دير لايين على هامش منتدى دافوس، الأول منذ توليها منصبها، إلى أن الطرفين يرغبان في إحراز تقدم، حيث قال البيت الأبيض إنه يتوقع الآن تحقيق «تقدم ملموس».

وصرح ترامب وإلى جانبه ممثل التجارة الأميركي روبرت لايتهايزر، للصحفيين مع بدء الاجتماع: «سنناقش اتفاق تجارة جيدا. وسنناقش مسائل أخرى كذلك»، مضيفًا: إن الاتفاق التجاري «هو شيء نريد جميعا أن نتمكن من التوصل إليه»، وجدد ترامب تحذيره بأنه قد يفرض رسوما جمركية على واردات بلاده من السيارات الأوروبية، وقال: «إذا لم يجر التوصل إلى اتفاق تجارة فإننا سنفكر في هذا الأمر بجدية».   

من جانبها قالت فون دير لايين إنها تتطلع إلى العمل مع ترامب، وأكدت أن الأميركيين والأوروبيين «أصدقاء جيدون»، وأضافت: «أنا مقتنعة بأننا يمكن أن نتوصل إلى أجندة أميركية أوروبية إيجابية بخصوص التجارة، وكذلك التكنولوجيا والطاقة ومجالات أخرى عديدة»، وقال ترامب مازحا إنه سمع أن فون دير لايين «التي تحظى باحترام بالغ، هي مفاوضة صعبة للغاية، وهذه أنباء سيئة لنا».

مواجهة التحديات العالمية
إلا أن البيت الأبيض تحدث بإيجابية عقب الاجتماع، وقال في بيان إن ترامب وفون دير لايين «اتفقا على أن على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العمل معا لمواجهة تحديات عالمية مثل ممارسات الصين التجارية غير العادلة، والاتصالات وانعدام أمن الطاقة».

وجاء في البيان أن «الرئيس ترامب جدد التأكيد على أهمية التجارة الحرة والنزيهة والمتبادلة، وأن الولايات المتحدة تتوقع إحراز تقدم ملموس باتجاه إبرام اتفاق تجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب»، كما ناقش ترامب اتفاق تجارة مع الرئيسة السويسرية سيمونيتا سوماروغا، بشكل منفصل. وسويسرا دولة غير عضو في الاتحاد الأوروبي، وقال: «إنهم يريدون إبرام اتفاق، وسنرى ما يمكن أن نفعل».

وقالت سوماروغا إنها ستناقش كذلك الاحتباس الحراري، الذي شكك فيه ترامب رغم اتفاق العملاء في أنحاء العالم على وجود وتسارع هذه الظاهرة، مضيفة: «أعتقد أن الأمر يستحق مناقشته»، وجاءت محادثات ترامب مع الأوروبيين بعد أن أعلنت باريس هدنة مع واشنطن بشأن خططها فرض ضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية التي تحقق عائدات في فرنسا. وهدد ترامب بالرد على ذلك بفرض رسوم جمركية.

وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير قبل اجتماع بروكسل مع نظرائه الأوروبيين، إن الرئيس إيمانويل ماكرون وترامب تحدثا «واتفقا على تجنب جميع أشكال التصعيد بين واشنطن وباريس حول مسألة الضرائب الرقمية»، كما صرح مصدر دبلوماسي فرنسي أن الرئيسين الفرنسي والأميركي، اللذين تحدثا هاتفيا الأحد، اتفقا على منح المفاوضات فرصة لتجنب «حرب تجارية لن تفيد أحدا»، وقال ترامب الثلاثاء إنه «سعيد جدا بالنتائج».

كما اتخذت واشنطن خطوات هذا الشهر لتخفيف التوترات على جبهات تجارية أخرى، فقد صوت مجلس الشيوخ الأميركي هذا الشهر على الموافقة على اتفاق تجارة حرة جديد يربط بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. كما وقعت واشنطن وبكين على اتفاق لتخفيف التوترات التجارية، رغم أنه لا يزال أوليا.