Atwasat

إسدال الستار على «العقد الذهبي» لنمو الاقتصاد الألماني

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 15 يناير 2020, 05:28 مساء
WTV_Frequency

أظهرت البيانات الرسمية الأربعاء انخفاض النمو الاقتصادي الألماني في العام 2019، ما قد يجدد الجدل حول كيفية استخدام الفائض المالي لتعزيز إجمالي الناتج المحلي.

ولم يتجاوز نمو اقتصاد أكبر قوة اقتصادية في أوروبا 0,6% العام الماضي مقارنة مع 1,5% في 2018، بحسب ما افادت هيئة الاحصاءات «ديستاتيس» في أرقامها الأولية، وفق «فرانس برس».

وحققت الحكومة الألمانية فائضًا بأكثر من 13 مليار يورو في العام 2019، وفق بيانات رسمية صدرت الإثنين الماضي، ما أسفر عن «فسحة مالية» غير مستخدمة وسط دعوات لزيادة الإنفاق. وتجاوزت عائدات الضرائب التي بلغت 357 مليار يورو (397 مليار دولار) حجم الإنفاق بـ13,5 مليار يورو العام الماضي، وفق ما أفادت وزارة المال الفدرالية، بحسب «فرانس برس».

وقال وزير المالية أولاف شولتز للصحفيين في برلين «كان لدينا بعض الحظ، لكننا قمنا كذلك بمهمة جيّدة عبر إدارة» الأموال. وأفادت الوزارة أن الفوائد على ديون ألمانيا المتبقية كانت أقل من المتوقّع، بينما كانت الضرائب على العائدات أعلى من المتوقع.

وصرح البرت براكمان الخبير في ديستاتيس في مؤتمر صحافي في برلين ان «زخم النمو تراجع بشكل كبير» العام الماضي. إلا أن الهيئة أشارت إلى أن النمو الذي استمر لعشر سنوات متتالية كان أطول نمو منذ توحيد ألمانيا في 1990.

13 مليار يورو فائضا في ميزانية ألمانيا للعام 2019

بدورها قالت هولغر شميدنغ من بنك بيرنبرغ انه بالنظر الى المستقبل فإن «العقد الذهبي من النمو الذي شهدته ألمانيا يقترب من نهايته تدريجيا».

في السنوات الأخيرة، أثرت عدة عوامل من بينها النزاعات التجارية والأحداث السياسية مثل «بريكست»، وتباطؤ النمو العالمي ووتيرة التغيير غير المسبوقة تقريبا في قطاع السيارات، على التصنيع الذي يعد العصب الرئيسي للاقتصاد في ألمانيا.

وقالت فريتزي كوهلر-غيب، الاقتصادية البارزة في بنك «كاي اف دبليو» للاستثمار إن «بيئة التجارة الخارجية الصعبة تعني ضغطا دائما على الصناعة الألمانية». وأضافت أنه مع انخفاض معدل البطالة وزيادة مرونة قطاعات الخدمات «فقد أنقذ الطلب الداخلي القوي وحدة الاقتصاد من الدخول في ركود العام الماضي».

ومع بداية العام 2020، من المقرر أن يتم التوقيع على «المرحلة الأولى» من اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين الأربعاء، كما اتضحت خطوات بريكست بعد فوز رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الانتخابات البريطانية الشهر الماضي.

ألمانيا تعلن استثمارات بقيمة 62 مليار يورو لتحديث شبكة السكك الحديدية

وقد يخفف هذان الأمران الضغط على الصناعات الألمانية المعتمدة على التصدير. إلا أن وكالة موديز للتصنيف الائتماني حذرت الثلاثاء من "تدهور البيئة العالمية" بشكل "يؤثر على نمو الاقتصادات المفتوحة للدول الأعضاء في منطقة اليورو في 2020".

ويرى البنك المركزي الألماني «بوندزبنك» ان النمو هذا العام سيكون حول نفس مستواه تقريبا في 2019، بينما توقع عدد من المحللين في المؤسسات الفكرية وبعض البنوك انتعاشاً طفيفاً، إلى نحو واحد بالمئة.

وقالت ديستاتيس ان إجمالي الناتج المحلي سجل «نموا طفيفا» في الربع الأخير من 2019، دون الكشف عن أرقام. ووصف المحلل اوليفر راكاو من «اوكسفورد ايكونوميز» ذلك على تويتر بأنه «نقطة انطلاق ايجابية نسبيا لعام 2020».

كيفية انفاق الفائض
أدت عدة عوامل من بينها ضعف النمو المستمر والتحديات الهيكلية العديدة ومن بينها ارتفاع نسبة المسنين من السكان، وتداعي البنى التحتية وتحول قطاع السيارات إلى الطاقة الكهربائية، إلى انطلاق دعوات لبرلين من داخل البلاد وخارجها لإنفاق المزيد.

ويقول ناقدون ان حكومات المستشارة انغيلا ميركل المتعاقبة التزمت بشكل صارم بسياسة «لا ديون جديدة». وفي السنوات الأخيرة لم يتم انفاق مليارات اليورو من فائض ميزانيات الحكومة بشكل فعال يعزز النمو باقصى درجة.

وصرحت هيئة ديستاتيس الأربعاء أن اجمالي الفائض على جميع مستويات الحكومة - المحلية، الإقليمية والفدرالية - وصل إلى 49,8 مليار يورو (55,4 مليار دولار)، أو 1,5% من اجمالي الناتج المحلي. وبدأت بالفعل عملية شد الحبال بين حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي بزعامة ميركل، وشريكه الأصغر في الائتلاف الحزب الاشتراكي الديموقراطي اليسار الوسط حول كيفية انفاق الفائض.

 

ويفضل الحزب الاشتراكي الديموقراطي زيادة الاستثمارات والانفاق الاجتماعي، بينما يرغب العديد من السياسيين في الاتحاد المسيحي الديموقراطي في خفض الضرائب على الأفراد والشركات.

وقال كارستن برجينسكي الخبير الاقتصادي في «آي ان جي» إن ألمانيا «لا تحتاج بعد إلى صفقة تحفيز قصيرة الأمد .. ويجب استخدام الفائض لتكثيف جهود الاستثمار في القطاعات المعروفة ومن بينها الرقمنة والبنى التحتية والتعليم».

وقالت الحكومة الثلاثاء، ربما ردًا على هذه الأقوال، إنها وافقت على ضخ 62 مليار يورو لتحديث نظام السكك الحديد في إطار خطة أوسع لتشجيع الركاب على اختيار وسيلة مواصلات عامة للحد من الأضرار على البيئة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
واشنطن تعتزم إعادة فرض عقوبات نفطية على فنزويلا
واشنطن تعتزم إعادة فرض عقوبات نفطية على فنزويلا
بايدن يتهم الصين بـ«الغش» بشأن أسعار الصلب
بايدن يتهم الصين بـ«الغش» بشأن أسعار الصلب
تقرير يكشف إضافة «نستله» السكر في حليب الأطفال المباع للدول الفقيرة
تقرير يكشف إضافة «نستله» السكر في حليب الأطفال المباع للدول ...
إيلون ماسك يستعد لزيارة الهند بحثاً عن فرص جديدة
إيلون ماسك يستعد لزيارة الهند بحثاً عن فرص جديدة
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم