Atwasat

«فرانس برس»: حادثة تحطّم طائرة الخطوط الأوكرانية تشكّل تحديا جديدا لبوينغ

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 09 يناير 2020, 06:31 مساء
WTV_Frequency

تشكل كارثة تحطم طائرة من طراز «بوينغ»، الأربعاء، ضربة جديدة للشركة الأميركية بعد نحو عام على وقف تشغيل طائراتها «ماكس 737» في أعقاب حادثتين داميتين، ولم يرد الكثير من التفاصيل بشأن الحادثة التي تعرّضت لها الطائرة من طراز بوينغ «737-800» التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية الدولية قرب طهران وقتل فيها 176 شخصا هم جميع من كانوا على متنها.

واعتبرت وكالة «فرانس برس» أن الأخبار الأخيرة السلبية المرتبطة بطائرة بوينغ ألقت بظلالها على أسهم الشركة التي أغلقت جلسة التداول الأربعاء على انخفاض بنسبة 1.8% عند 331.37 دولار، وما كان للحادثة أن تأتي في وقت أسوأ بالنسبة لبوينغ، التي لا تزال تعاني من تداعيات حادثين تعرّضت لهما طائرتان من فئة «ماكس» أسفرا عن مقتل 346 شخصا، مما دفع لوقف تشغيل طائرتها الأكثر مبيعا حول العالم وعرّض الشركة لانتقادات على خلفية طريقة تعاطيها مع الأزمة.

وقال الكندي بول نجوروغ، الذي خسر عائلته في حادثة تحطم طائرة ماكس التابعة للخطوط الإثيوبية في مارس العام الماضي إن حادث الطائرة الأوكرانية «أشعرني بالقشعريرة»، مشيراً إلى أن طائرة «737-800 التي سبقت 737-ماكس لطالما اعتُبرت موثوقة على مدى السنوات»، لافتا إلى أنه «لا يجب التسامح مع أي مشاكل تقنية في تركيبة الطائرة هل يمكن أن يكون حادث التحطم على صلة بثقافة الشلل داخل بوينغ؟ هذه نظرية يجب تحليلها».

سبب التحطّم غير واضح
لكن المحللين في مجال الطيران شددوا على أن الطائرتين من طرازين مختلفين ولذا فيجب النظر في الحالتين بشكل منفصل، وأشار ريتشارد أبوالعافية من «مجموعة تيل» الاستشارية المعنية بالطيران والدفاع إلى أن حادثة تحطّم رحلة الخطوط الأوكرانية: «مأساوية ولا يبدو الوضع جيّدا» بالنسبة لبوينغ، لكن سجلّ طراز 737-800 كان ممتازا.

وأشار أبوالعافية إلى أن تصريحات صدرت بعد وقت قصير من الحادثة وأرجعتها لصعوبات تقنية تعكس «درجة لا يمكن تصديقها من غياب المهنية»، إذ صدرت دون الوصول إلى صندوقي الطائرة الأسودين أو اتصالات الطيّار.

وأفادت شركة الطيران الأوكرانية بأن الطائرة التي تحطّمت صُنعت سنة 2016 وجرى فحصها قبل أيام فقط من وقوع الحادثة. وكانت حادثة الأربعاء الأولى لشركة الخطوط الأوكرانية الدولية التي تتسبب بسقوط قتلى، ولم تصدر أي مؤشرات بعد على أن الحادث كان مدبّراً بينما حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من «التكهّن» بشأن أسباب الكارثة.

واختفت الطائرة عن شاشات الرادار بعد دقيقتين من التحليق بينما كانت على ارتفاع ثمانية آلاف قدم نحو 2400 متر، وأعلنت منظمة الطيران المدني الإيرانية التي نشرت نتائج تحقيقها الأوّلي على موقعها الإلكتروني ليل الأربعاء - الخميس أن الطائرة الأوكرانية استدارت للعودة بعيد إقلاعها بعدما واجهت «مشكلة»، ونقلت عن شهود عيان تحدّثهم عن وقوع حريق على متنها.

وأفاد بيان نُشر على موقع السفارة الأوكرانية في إيران بداية بأن عطلاً في المحرّك تسبب بالحادث واستبعد فرضية العمل الإرهابي. لكن ورد في تحديث نشر لاحقا أن لجنة رسمية ستقدم جميع المعلومات المتعلقة بالأمر.

واعتبر سكوت هاملتن من «ليهام نيوز» أن التقارير التي ربطت حادث تحطم الطائرة الأوكرانية بأزمة طائرات ماكس «غير مسؤولة»، مضيفا أن طراز «737-800» يوفر «طائرات يمكن الوثوق بها بدرجة عالية مع وجود الآلاف في الخدمة حول العالم».

وقال هاملتن إن التحقيقات بشأن حوادث التحطم تشمل عادة دراسة احتمال وجود خطأ من قبل الطيّار أو في الصيانة أو مشكلة تقنية أو عوامل خارجية على غرار الطقس والإرهاب أو دخول أجسام غريبة في المحرّك.

وشدد هاملتن على وجوب: «النظر في تاريخ حالات الفشل التي لم تتم السيطرة عليها»، مشيراً إلى حادثة تعرّضت لها طائرة تابعة لخطوط «ساوث ويست إيرلاينز» عندما انفجر محرّك، مما تسبب بمقتل أحد الركّاب.

عقبات في طريق التحقيق
بإمكان الأعمال العدائية بين واشنطن وطهران عرقلة التحقيق، الذي يأتي في وقت لوّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعقوبات جديدة بحق إيران رداً على الضربات الصاروخية التي استهدفت القوات الأميركية في العراق وجاءت رداً على قتل واشنطن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.

وبموجب القواعد التي تحكم التحقيقات الدولية في مجال الطيران، يتعيّن على إيران قيادة التحقيق. لكن يجب أن يشارك في التحقيق ممثلون عن البلد حيث صُنّعت الطائرة وبلد الشركة المشغّلة لها، ومن الطبيعي أن يشارك المجلس الوطني الأميركي لسلامة النقل، المسؤول عن التحقيق بشأن حوادث الطيران، في التحقيقات، إذ إن بوينغ مقرها الولايات المتحدة. وسيعتمد المجلس على الأرجح على خبراء من الشركة المصنّعة.

وأفاد ناطق باسم المجلس بأنه يراقب التطورات المرتبطة بالحادثة «ويتّبع إجراءاته المعتادة للتحقيقات المرتبطة بحوادث الطيران الدولية، بما في ذلك القيود القائمة منذ مدة طويلة بموجب قرارات الحظر في البلاد»، مضيفا: أنه «كجزء من إجراءاته المعتادة، يعمل المجلس الوطني لسلامة النقل مع وزارة الخارجية (الأميركية) وغيرها من الوكالات لتحديد المسار الأنسب للتحرك».

بدوره، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى «تعاون كامل» مع التحقيق في بيان لم يتطرق فيه إلى إيران مباشرة، وأما بوينغ، فوصفت الحادثة عبر «تويتر» بــ«المأساوية» وقالت «نحن على استعداد للمساعدة بأي طريقة لازمة»، حيث أشار مسؤول أميركي إلى أنه «يجب أن تتلقى الولايات المتحدة دعوة من الإيرانيين للمشاركة» في التحقيق.

وأوضح رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية، علي عابد زاده، أنه يمكن للأوكرانيين المشاركة في التحقيق، لكنه تدارك: «لن نعطي الصندوقين الأسودين للمصنّع بوينغ والأميركيين»، بحسب ما نقلت عنه وكالة مهر للأنباء.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الذكاء الصناعي يقضي على 8 ملايين وظيفة في بريطانيا خلال 5 سنوات
الذكاء الصناعي يقضي على 8 ملايين وظيفة في بريطانيا خلال 5 سنوات
تسارع التضخم في إسبانيا إلى 3.2% على أساس سنوي في مارس
تسارع التضخم في إسبانيا إلى 3.2% على أساس سنوي في مارس
توقعات متشائمة للنمو الاقتصادي في ألمانيا بسبب بطء تعافي الاستهلاك
توقعات متشائمة للنمو الاقتصادي في ألمانيا بسبب بطء تعافي ...
العالم يهدر مليار وجبة يوميا بتريليون دولار.. والأمم المتحدة: «مأساة عالمية»
العالم يهدر مليار وجبة يوميا بتريليون دولار.. والأمم المتحدة: ...
مبادرة أميركية لزيادة واردات الأغذية من أفريقيا
مبادرة أميركية لزيادة واردات الأغذية من أفريقيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم