Atwasat

انخفاض أسعار «الشاي الأسود» تجبر كينيا على التخلي عن تقنية «سي تي سي»

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 07 يناير 2020, 06:20 مساء
WTV_Frequency

أجبرت الأسعار الآخذة في الانخفاض لأوراق الشاي الأسود المختارة بعناية في كينيا التي تعتبر أكبر مزود لهذا المشروب في العالم، هذا البلد على الدخول في تجربة جديدة وتنويع منتجها، في مصنع يقع على أحد المرتفعات الكينية، يستخدم العمال أياديهم لقطف أوراق الشاي من الحقول، لتعالج لاحقا وتصدّر  إلى مدن العالم من لندن وصولا إلى ولاهور، حيث تحتسيه أجيال مختلفة.

إلا أن أسعار الشاي الأسود الكيني انخفضت ولم يعد يجلب الأرباح التي كان يدرها في السابق، لذلك انتقل العاملون في هذا المجال إلى تجربة بيع أنواع مختلفة من الشاي في أكياس مخصصة لها، في التلال الريفية المحيطة ينييري، يقوم العمال بتجربة مجموعة مختلفة من أنواع الشاي منحرفين بذلك عن عقود من التقاليد بحثا عن زبائن جدد ولمحاربة الأسعار غير المستقرة.

وكان يحوّل هؤلاء المنتجون، على غرار معظم المنتجين في كينيا، أوراق الشاي إلى محتوى مناسب للأكياس لتصدر إلى العالم، من خلال تقنية تقليدية معروفة بـ«سي تي سي» وتعني «فرم، قص ولف» لصنع أكياس الشاي، أما اليوم فهم يجربون إلى جانب الطريقة التقليدية، تقنية جديدة تبقي على الورقة بكاملها مع مذاقات أقوى وعملية صنع تستغرق وقتا أطول، وبدأ مصنع «جيتوجي» الذي يقع في سفوح سلسلة جبال أبيرداري راينج، التجربة الجديدة منذ يونيو.

وقال أنطوني نفتالي مدير العمليات في المعمل في منطقة نييري الواقعة على مسافة 85 كلم شمال نيروبي إن هذا التحول كان مكلفا وبمثابة تغيير ثقافي للعمال والمزارعين على حد سواء، لكن المخاطرة كانت ضرورية، فقد انخفضت أسعار الشاي الأسود بنسبة 21 % في 2018-2019 مقارنة بالعام المالي السابق ما يؤكد الحاجة الملحة إلى تنويع الشاي واستخراج المزيد من كل شجيرة.

وأوضح نفتالي لوكالة «فرانس برس» قائلاً: لقد «اعتمدنا لسنوات عدة على الطريقة التقليدية لكن السعر انخفض، نريد تخفيف الضغط لكن ايضا نريد استكشاف هذه السوق الجديدة».

اضطراب السوق
وقد تعافت الأسعار إلى حد ما، لكن لا تزال أي تقلّبات فيها تؤثر في كينيا، أكبر مصدر لأنواع الشاي الأسود المصنعة بطريقة «سي تي سي» في العالم، ويعتبر الشاي مشروبا رئيسيا في كينيا رغم أنها، على عكس الدول المنتجة الرئيسية الأخرى، تستهلك كميات أقل بكثير مما تصدر.

وتعتبر صناعة الشاي أحد أعمدة الاقتصاد. فواحد من كل 10 كينيين يعتمد على هذه الصناعة وفقا لوكالة تنمية الشاي الكينية التي تمثّل 650 ألف مزارع وتبيع منتجاتهم وتسوقها، إلا أن شركات الشاي سجّلت خسائر هذا العام، ويعود جزء من المشكلة إلى العرض الفائض.

فقد حفّزت الأسعار المرتفعة في السنوات الأخيرة الاستثمار في زراعة الشاي ما أدى إلى تسجيل أكبر محصول في كينيا على الإطلاق في العام 2018 بلغ 493 مليون كيلوغرام، لكن كينيا لطالما اعتمدت على عدد قليل جدا من المشترين إذ كانت تصدر 70 % من إنتاجها إلى أربعة أسواق فقط.

وشهد أكبر ثلاثة من زبائنها وهي باكستان ومصر وبريطانيا، ضعفا في عملاتها الوطنية في السنوات الأخيرة ما جعل واردات الشاي باهظة الثمن، فيما كافحت كبرى البلاد المستوردة الأخرى، إيران والسودان واليمن، من أجل تسديد مستحقاتها.

وقالت ليريونكا تيامباتي الرئيسة التنفيذية لوكالة تنمية الشاي الكينية لوكالة «فرانس برس» أسواقنا الرئيسية في «حالة اضطراب»، مضيفة: «عندما تعجز عن التحكم في السعر، لا يمكنك فعل الكثير. لكن ما نقوم به هو أننا نحاول تنويع المنتج».

قراءة الأوراق
قالت غريس موغامبي مديرة المنتجات المتخصصة في الوكالة التي سافرت حول العالم لمعرفة ما يريده الزبائن، إن الإنتاج المتنوع يفتح الأبواب أمام المزيد من الأسواق حيث تباع أوراق الشاي الكاملة أو الشاي المصنوع وفق الطلب بأسعار أعلى.

وفيما تدرس موغامبي العينات في إحدى قاعات جيتوجي، تعدد المواصفات المختلفة التي يطلبها الزبائن. فالروس يفضلون الأوراق الكاملة والألمان يحبون الأطراف والسعوديون يطلبون الشاي الأسود الداكن والسريلانكيون يكرهون سيقان الأوراق.

وأوضحت موغامبي «أذواق المستهلك تتغير. أصبح محبو الشاي أكثر وعيا بالنوع الذي يفضلونه»، مضيفة: «إذا اضطر الشخص إلى إنفاق المزيد من المال على كوب من الشاي، فهو يفضل أن يتميز بخصائص محددة».

لكن هذه المنتجات التخصصية لا تمثل سوى جزء صغير جدا من صادرات كينيا ويقول المنتقدون إن الوكالة التي تمثل 60 % من إنتاج الشاي في البلاد، كانت بطيئة في التكيف مع التحولات الحاصلة، ففي العام 2000، قرر مجلس إدارتها إطلاق مجموعة متنوعة من الشاي، لكن بحلول نهاية العام 2019، أنتج 11 مصنعا فقط من أصل 69 أنواعا مختلفة عن أكياس الشاي الأسود.

تزرع بعض المصانع مثل «كانغايتا» الواقعة في الجهة الجنوبية من جبل كينيا، الشاي الأرجواني، وهو نوع نادر تتميز به المنطقة دون غيرها، وتشمل الأصناف الحرفية الأخرى، الشاي الأبيض الممتاز، وهو ورق من الشاي الأبيض الخفيف معبأ في أكياس هرمية فاخرة، ومثل هذه المنتجات تجذب أيضا الزبائن الشباب الذين يشربون الشاي، ويشكلون سوقا متنامية ويطلبون شيئا آخر غير الشاي الأسود.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
واشنطن تعتزم إعادة فرض عقوبات نفطية على فنزويلا
واشنطن تعتزم إعادة فرض عقوبات نفطية على فنزويلا
بايدن يتهم الصين بـ«الغش» بشأن أسعار الصلب
بايدن يتهم الصين بـ«الغش» بشأن أسعار الصلب
تقرير يكشف إضافة «نستله» السكر في حليب الأطفال المباع للدول الفقيرة
تقرير يكشف إضافة «نستله» السكر في حليب الأطفال المباع للدول ...
إيلون ماسك يستعد لزيارة الهند بحثاً عن فرص جديدة
إيلون ماسك يستعد لزيارة الهند بحثاً عن فرص جديدة
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم