Atwasat

فرنسا: تصاعد اللهجة بين الحكومة ونقابات العمال في انتظار كلمة ماكرون برأس السنة

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 30 ديسمبر 2019, 06:19 مساء
WTV_Frequency

بعد 25 يوما من بدء اضراب العاملين في قطاع النقل، تصاعدت اللهجة بين نقابة الاتحاد العام للعمل والحكومة وتحولت الأنظار إلى إيمانويل ماكرون الذي سيخاطب الفرنسيين لمناسبة رأس السنة مع ترقب المضربين والمعارضة مبادرة منه، حيث وتظاهر أكثر من 10 آلاف شخص السبت احتجاجا على إصلاح نظام التقاعد في كافة انحاء فرنسا، علما بان الاضراب في وسائل النقل مستمر خصوصا في منطقة إيل دو فرانس.

وتوقعت الشركة الوطنية للسكك الحديد ان يتم الاحد تشغيل 4 قطارات من أصل 10 و6 قطارات سريعة من أصل 10 وقطار واحد في المنطقة الباريسية من أصل خمسة. وسيغلق 13 خط مترو من أصل 16 في باريس قبل التحسن الكبير الذي أعلنته للإثنين، ولا يتوقع ان تجري أي مفاوضات قبل السابع من يناير.

واتهم المسؤول في الشركة فيليب مارتينيز الحكومة عبر جريدة «لو جورنال دو ديمانش» بتنظيم «فوضى» والرهان على «تراجع» الحركة الشعبية التي تخطت فترة تلك التي نظمت في 1995، حيث قال «أرادوا فرض مهل علينا خلال أعياد الميلاد يطرح إيمانويل ماكرون نفسه بأنه رجل العالم الجديد لكنه يقلد مارغريت تاتشر»، مضيفًا: «قال أنه تغير وأنه مستعد للإصغاء أين الفصل الثاني من ولايته؟».

وفي الجريدة نفسها اتهم وزير الدولة للنقل جان باتيتس جيباري نقابة الاتحاد العام للعمل بممارسة العمل النقابي لـ«لتعطيل وحتى الترهيب»، منددا بـ«ضغوط تمارس بشكل غير طبيعي على قسم من العاملين في السكك الحديد» للمشاركة في التحرك.

ولزم ماكرون الصمت طوال أسابيع وترك رئيس الوزراء إدوار فيليب يعالج المسألة. ودعا من ساحل العاج إلى "هدنة" خلال اعياد نهاية العام وأعلن أنه سيتنازل عن راتبه التقاعدي الرئاسي قبل أن يتوجه إلى بريغانسون، والواقع ان ماكرون ترك لنفسه فرصة لإخراج الوضع من الطريق المسدود في 31 ديسمبر، إلا إذا اختار خوض اختبار قوة جديد ما قد يدفع المعارضة الى مزيد من التشدد.

رسائل متناقضة
وثمة ترقب خصوصا لموقفه من تثبيت رفع سن التقاعد في 2027 الى 64 عاما، الامر الذي تصر النقابات على رفضه في حين يصر فيليب على تطبيقه، ولم يكن هذا الاجراء ضمن المشروع الأصلي لنظام التقاعد لماكرون ولم يكن مدرجا على برنامجه. حتى انه أعرب عن معارضته له نهاية أغسطس قبل أن يقنعه بذلك رئيس الوزراء ومؤيدو التوفير في رواتب التقاعد، ومنتصف الشهر الحالي أشار قصر الإليزيه إلى «تحسن محتمل حول سن التقاعد» ما أثار استياء مقر رئاسة الوزراء.

وقد يسعى ماكرون أيضا إلى تفسير النظام الجديد الذي لا يستوعبه الفرنسيون. وفي نهاية نوفمبر سخر من احتجاج «غريب على إصلاح لا نعرف شروطه بالضبط» وهي عبارة زادت من انعدام الثقة، والتأكيد مجددا أن الأمر يتعلق فقط بالغاء الأنظمة الخاصة قد لا يكون كافيا في حين لا يزال قسم كبير من الفرنسيين يدعم المحتجين. وحرصت الحكومة على استثناء العسكريين والشرطيين ثم الطيارين وراقصي الأوبرا، وسمح صمت ماكرون لمعاونيه بتوجيه رسائل متناقضة، وقالت أورور بيرجيه الناطقة باسم حزب «الجمهورية» إلى الأمام للمضربين «لن تحصلوا على شيء» في حين توقعت أوليفيا غريغوار نائبة رئيس لجنة المال «تنازلات» من الحكومة بـ«المليارات».

سن تقاعد قابل للتعديل؟
تنتظر المعارضة مبادرة من ماكرون، ويطالبه اليسار بسحب الاصلاح خلال كلمته لمناسبة رأس السنة، فيما طالبه اليمين على لسان رئيس كتلة «الجمهورية» في الجمعية الوطنية داميان اباد بـ«إيضاحات».

وقال المستشار الاعلامي داميان البيسار: «في 31 ديسمبر سيتعهد الرئيس مواصلة معركته والبقاء بعيدا من المواجهة وترك المهمة لحكومته. انها استراتيجية للمساهمة في تراجع التحرك» إلى أن تستأنف المباحثات في 7 يناير.

واضاف: «الحكومة قادرة على الانتظار لكن اعتبارا من العاشر من يناير لن يتقاضى عمال السكك الحديد رواتبهم، ويمكن أن يصعد بعضهم تحركه».

واعتبر المحلل فيليب موروشيفروليه ان «الطريقة الوحيدة للخروج من المأزق هي ان يتطرق الرئيس إلى الملف في 31 ديسمبر»، مضيفًا: «عليه أن يعلن شيئا كنقاش كبير أو تعليق للاصلاح. ويمكنه أيضا سحب أو تعديل سن التقاعد لتمرير ما هو أساسي في رؤيته».

وستكون المرة الثانية التي يلقي فيها الرئيس الفرنسي كلمة لتهنئة الفرنسيين بالعام الجديد على خلفية أزمة اجتماعية. فالعام الماضي، واجه غضب «السترات الصفر» لكنه خصص مساعدات بقيمة عشرة مليارات يورو وتخلى عن الضريبة على المحروقات المثيرة للجدل.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
تعاون عراقي-أميركي في مجال الكهرباء والطاقة
تعاون عراقي-أميركي في مجال الكهرباء والطاقة
خطوط «فلاي دبي» تلغي رحلاتها إلى إيران
خطوط «فلاي دبي» تلغي رحلاتها إلى إيران
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم