Atwasat

منتجو زيت الزيتون في إسبانيا ينقمون على ترامب

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 13 أكتوبر 2019, 08:03 مساء
WTV_Frequency

كان موسم الحصاد قد بدأ في بساتين الزيتون في الأندلس عندما عكّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأجواء مع إعلانه عن عقوبات تجارية في حقّ الاتحاد الأوروبي تشمل رسوما جمركية نسبتها 25 % على الزيت والزيتون الإسبانيين.

تنتشر بساتين الزيتون حول أنتيكيرا مركز الإنتاج الأساسي في إسبانيا التي تعدّ أكبر منتج عالمي لزيت الزيتون وهي تلبّي وحدها نصف الطلب العالمي على هذا المنتج.

ويقول كارلوس كاريرا الذي يملك 130 هكتارا من شجر الزيتون إن «العام الماضي كانت الأسعار جدّ متدنية بحيث لم تغطِّ كلفة الإنتاج. وإذا ما أضفنا إلى ذلك ارتفاع ثمن منتجاتنا في الولايات المتحدة، فقد يصعب على كثيرين مواصلة العمل في هذا المجال»، حسب ما ذكرت «فرانس برس»..

حدث نادر
وفي حدث نادر من نوعه في إسبانيا، جمعت تظاهرة لمزارعي الزيتون آلاف الأشخاص الخميس في مدريد.

وفي حال دخلت العقوبات الأميركية حيّز التنفيذ في الثامن عشر من أكتوبر إذا تعذّر على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التوصّل إلى اتفاق، ستفرض رسوم جمركية بنسبة 25 % على الزيت والزيتون الإسبانيين.

ومنذ الثاني من أكتوبر، تهدّد واشنطن بفرض رسوم جمركية عقابية على منتجات أوروبية تقدّر قيمتها بحوالى 7,5 مليارات دولار تختلف باختلاف البلدان، على خلفية النزاع القضائي الدائر بين «بوينغ» و«إيرباص».

والزيتون والزيت المصنوع منه هما أهمّ المنتجات الزراعية التي تصدّرها إسبانيا إلى الولايات المتحدة. وبلغت قيمة هذه الصادرات 179 مليون يورو و405 ملايين على التوالي سنة 2018.

يتعاون كارلوس كاريرا مع نحو عشرة مياومين يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة ويهزّون الأشجار بواسطة آلة وعصي لحصد الزيتون في شباك. ولا يزال الزيتون أخضر وفجّا وهو سيباع للاستهلاك، في حين يبدأ إنتاج الزيت بعد بضعة أسابيع عندما تنضج الحبوب.

لكن قد يكون من الصعب هذه السنة تصريف كلّ إنتاج هذا القطاع الذي تسترزق منه بلدات بكاملها. فتعاونية «دي كوب» التي ينتمي إليها كاريرا مع 75 ألف مزارع آخر والتي تتّخذ في أنتيكيرا مقرّا لها تصدّر 15 % من إنتاجها تقريبا إلى الولايات المتحدة، أي حوالى 35 ألف طنّ في السنة.

شرخ أوروبي
وقبل التطوّرات الأخيرة، كانت «دي كوب» تعوّل على السوق الأميركية حيث من المتوقع أن يتضاعف الاستهلاك في أقلّ من 10 سنوات. وهي استثمرت في هذه السوق 80 مليون دولار (73 مليون يورو) منذ العام 2014، لا سيما من خلال معملين للتعبئة في بالتيمور ولوس أنجليس.

ويقول أنطونيو لوكيه رئيس التعاونية «بضربة واحدة تفرض علينا السوق التي نطمح لتنميتها رسوما جمركية».

وما يزيد الطين بلّة في نظر لوكيه هو أن أبرز منافسي إسبانيا (أي إيطاليا واليونان والبرتغال) معفيون من هذه الضرائب. ولا شكّ في أن منتجي هذه البلدان سيستفديون من الوضع للترويج لمنتجاتهم.

ولا تستبعد التعاونية احتمال أن تضطر إلى خفض عدد العمال في أكبر معاملها في الأندلس بنسبة 10 %، لكنها قد تستحدث المزيد من فرص العمل في الولايات المتحدة حيث أعفت إدارة ترامب الزيت غير المعبأ في زجاجات من الرسوم الجمركية.

وقد توسّع «دي كوب» فروعها الأميركية من خلال توظيف عمال محليين، "حتّى لو كان ذلك ينعكس سلبا على العمالة في إسبانيا"، بحسب لوكيه.

ويتّهم المزارعون الإسبان الحكومة الاشتراكية بعدم التحرّك لمواجهة العقوبات الأميركية. ويعتبر لوكيه من جهته أن بروكسل أساءت تقدير تداعيات هذه التدابير التي تحدث شرخا في الاتحاد، مع دول تخضع لضرائب مفرطة وأخرى معفاة من الرسوم.
 

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
تعاون عراقي-أميركي في مجال الكهرباء والطاقة
تعاون عراقي-أميركي في مجال الكهرباء والطاقة
خطوط «فلاي دبي» تلغي رحلاتها إلى إيران
خطوط «فلاي دبي» تلغي رحلاتها إلى إيران
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم