توصلت دراسة حديثة إلى أن أنواع السيارات الموجودة في مجتمع ما قد تشير إلى حقائق واقعية حول مستوى الدخل في هذا المجتمع، والتركيبة السكانية فيه.
فعلى سبيل المثال، كلما ازداد عدد السيارات الأجنبية في حي ما، كان ذلك مؤشرًا على ارتفاع متوسط الدخل في ذلك الحي، وفق «بي بي سي»، الجمعة.
قد لا يبدو ذلك مفاجئًا، لكن الجزء المفاجئ حقًا هو أن كل هذه المعلومات لم تعد تُجمع بشكل يدوي، بل من خلال خوارزميات تعمل في المناطق التي تغطيها خدمة غوغل لعرض صور الشوارع (ستريت فيو). ولهذا النهج دلالات كبيرة على كيفية جمع بيانات عن الدخل على نطاق واسع في المستقبل.
وأجريت دراسة في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا نشرت الشهر الماضي، ومن خلالها وضع فريق البحث خوارزميات خاصة بحثت في 50 مليون صورة من صور غوغل لعرض الشوارع جُمعت من 200 مدينة أمريكية.
وحددت هذه الخوارزميات كل سيارة تقريبًا، ونوعها، وتصميمها وسنة الصنع الخاصة بها، حتى لو حجبت تلك السيارات أشياء أخرى، أو التقطت صورها من زاوية غريبة.
وبعد ذلك، قورنت تلك النتائج ببيانات وفرها إحصاء رسمي عن تلك المدن الأمريكية موضع الدراسة، أجري من خلال مسح ميداني من باب إلى باب، وبلغت تكلفته 250 مليون دولار أمريكي.
وأظهر هذا الإحصاء بيانات تحدد النوع، ومستوى التعليم، والبطالة، إضافة إلى أفضليات التصويت.
ومع هذه المقارنة، تمكن الباحثون من التنبؤ بمجموعة من المعلومات الديموغرافية، منها مستوى الدخل، والعرق، وحتى الآراء السياسية، وكان كل ذلك من خلال أنواع السيارات الموجودة في مختلف تلك المناطق.
ويمكن لاستخدام ذكاء اصطناعي قوي لتحليل صور السيارات من خلال خدمة عرض الشوارع من غوغل أن يوفر طريقة أسرع وأرخص لتحديد المناطق التي قد تعاني من عدم المساواة بشكل أكبر من غيرها.
فعلى سبيل المثال، هناك فوارق اقتصادية كبيرة في مستوى الدخل في مدينة شيكاغو، حيث توجد السيارات الرخيصة وتلك الأكثر كلفة في أماكن منفصلة عن بعضها في جميع أنحاء المدينة، بينما شهدت مدينة جاكسونفيل، في فلوريدا، أقل فارق اقتصادي، من خلال الحكم على توزيع أنواع السيارات، حسب «بي بي سي».
وهذا أمر مهم أيضا لأن الدراسات والإحصاءات التي تتوصل إلى هذا النوع من البيانات (مثل العرق والميول السياسية مثلا) تكون شاقة، ومكلفة، وتستغرق وقتًا طويلًا.
وتقول تيمنيت غيبرو، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إنه منذ نشر الدراسة، تلقى الفريق اتصالات من سياسيين أرادوا استخدام تلك البيانات.
وتستخدم شركة غوغل أيضًا متجولين من البشر يتنقلون في الطرقات التي لا يمكن للسيارات الوصول إليها لالتقاط صور لخدمة «عرض الشوارع».
وطالما أن هناك شركات تكنولوجية تلتقط صورا من حياتنا ومنازلنا وحتى سياراتنا، فإن رواتبنا وأسرارنا قد يكون الوصول إليها أكثر سهولة مما نعتقد.
تعليقات