Atwasat

«يونيسيف» تستعين بالقادة الدينيين لتحصن الأطفال ضد العنف

القاهرة - بوابة الوسط: محمود الغول الأحد 15 مايو 2016, 10:44 صباحا
WTV_Frequency

انطلاقاً من فكرة تأثر المجتمعات العربية بالقادة الدينيين، استعانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بكل من الأزهر والكنيسة في مصر، لإصدار رؤيتهما حول المنظور الإسلامي والمسيحي لحماية الأطفال من العنف، وتمثل ذلك في كتابين حول رؤية كل من المؤسستين منفردة، وكتاب ثالث مشترك، أطلقتها المنظمة الاثنين بالقاهرة، تحت عنوان «تحت عنوان (المحبة، السلام، التسامح، رسائل أساسية من الإسلام والمسيحية لحماية الأطفال من العنف والممارسات الضارة».

ولفتت المنظمة إلى أن هذا الإصدار يعد هو الأول من نوعه في هذه القضية، ويقدم دليلاً للآباء ومقدمي الرعاية والمعلمين والقادة الدينيين لتجنب ومنع العنف، بينما يعملون على وضع نهاية للعنف ضد الأطفال.

ويعالج هذا الإصدار 11 نوعاً من العنف والممارسات الضارة التي تواجه الأطفال في مصر وغيرها من دول المنطقة والعالم، وهي زواج الأطفال والزواج القسري، وختان الإناث، والتمييز بين الأطفال، وعمالة الأطفال، والإساءة الجنسية للأطفال، وغياب المظلة الأسرية وأطفال الشوارع، والعنف الأسري ضد الأطفال، والعنف في المدارس والمؤسسات التربوية، واستغلال الأطفال في النزاعات المسلحة، والاتجار بالأطفال، والعنف ضد الأطفال من خلال التلفزيون وشبكة الإنترنت.

الأزهر والكنيسة
وقال شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، في حفل إطلاق الإصدار إن «القيام بكل الحقوق الواجبة للأطفال يمثل مقصداً من المقاصد الكبرى في التشريع الإسلامي، وهذه المقاصد هي حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ النسل وحفظ المال، ويقع تحت مقصد حفظ النسل سائر الحقوق الواجب أداؤها للأطفال».

بينما قال بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، إن «الأطفال هم عطية الله البشرية، وقد سئل حكيم: هل من دليل على أن الله ما زال يحب البشر رغم خطاياهم الكثيرة؟ فأجاب: بالطبع، والدليل أنه -تبارك اسمه- ما زال يخلق لنا كل يوم ملايين من الأطفال يولدون بيننا، فالأطفال زهور الحياة وينبغي أن نشبعهم محبة، وأن نعاملهم معاملة رقيقة طيبة ونتفهم احتياجاتهم».

وبالمناسبة أطلق البابا مبادرة تحت عنوان «حضن وحب»، مناشدًا الآباء والمنظمات كافة للعمل على إسعاد الأطفال، محذراً من الآثار السلبية لسطوة التكنولوجيا على الطفل، مشيراً إلى أن مجرد الصوت العالي المتكرر في البيت شكل من أشكال العنف ويؤدي إلى فقدان الطفل فيما بعد الشعور بالسلوك العنيف حين يصدر منه تجاه من حوله.

في مصر يتعرض 78% من الأطفال في الفئة العمرية من سنة إلى 14 سنة لعنف جسدي من مقدمي الرعاية لهم

ويتعرض 6 من كل 10 أطفال على مستوى العالم في الفئة العمرية من 2 إلى 14 سنة، أي ما يقارب البليون طفل، للعقاب البدني من قبل مقدمي الرعاية لهم، وفي مصر يتعرض 78% من الأطفال في الفئة العمرية من سنة إلى 14 سنة لعنف جسدي من مقدمي الرعاية لهم، وفق بيان للمنظمة حصلت «الوسط» على نسخة منه.

من جانبه، قال الدكتور بيتر سلامة، مدير يونيسيف الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «إن إصدار هذا التقرير يأتي في وقت حاسم للغاية، حيث تتعرض المنطقة لاضطرابات عدة ويتعرض الأطفال بشكل متصاعد للعنف»، معرباً عن أمله في أن تقوم مؤسسات دينية أخرى في سائر أنحاء المنطقة بتبني هذه الإصدارات والعمل معاً من أجل الحد من ظاهرة العنف ضد الأطفال على أشكاله كافة.

يذكر أن المنظمة رفعت من مستوى جهودها لتحسين حماية الأطفال في ليبيا من خلال تدريب الإدارات المحلية، إذ أتم 38 إخصائياً اجتماعياً من ليبيا بنجاح برنامجاً تدريبياً في تونس يتناول تعزيز العدالة من أجل الأطفال، وذلك في أكتوبر 2015.

«يونيسيف» تستعين بالقادة الدينيين لتحصن الأطفال ضد العنف

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية في تركيا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية ...
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل سنوات قلِق على المستقبل
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل ...
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة «إيسيسكو»
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة ...
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم