Atwasat

من نجمين سينمائيين الى طالبين للجوء في فرنسا

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 06 مايو 2016, 04:09 مساء
WTV_Frequency

في قصة تختصر حكايات كثيرة عن افغانستان التي عاشت ثلاثة عقود من النزاعات والاضطرابات،كان نور الله ومارينا من ابطال السينما الافغانية التي تثير استياء المحافظين، لكنهما الان طالبان للجوء في فرنسا.

تبلغ مارينا غولباهاري 24 عاما، بدأت التمثيل في سن العاشرة في كابول، في اواخر العام 2001 الذي شهد اسقاط نظام حركة طالبان المتشددة على يد تحالف دولي.

و تحولت بائعة المجلات الصغيرة التي ضرب مسلحون من طالبان والدها امام عينيها، نجمة سينمائية بعد مشاركتها في فيلم «اسامة» الذي ادت فيه دور فتاة تتخفى في زي صبي اثناء حكم الحركة المتشددة التي كانت تحظر على الفتيات الخروج والتعلم.

وفاز الفيلم بجائزة «غولدن غلوب» العام 2004، لتنطلق مارينا بعد ذلك في مجال السينما الافغانية مشاركة في عدد كبير من الافلام وحاصدة جوائز عدة.

وتقول «السينما حياتي، استطيع في الافلام ان اقول كل شيء عن شعبي»،وفقاً لوكالة الانباء الفرنسية.

اما زوجها الممثل نور الله عزيزي، فهو امضى طفولته في باكستان، حيث ما زال مليونا افغاني يعيشون هربا من النزاعات المستمرة منذ العام 1979.

يستذكر نور الله البالغ من العمر اليوم 28 عاما طفولته البائسة، والليالي التي امضاها في خيمة، وعمله الشاق في مصنع للاحذية.

ولدى عودته الى كابول، عمل في مجالات كثيرة قبل ان يصبح في آخر المطاف ممثلا ذائع الصيت.

وقد اشتهر خصوصا بدور الشرطي او الجندي النشط في محاربة متشددي حركة طالبان،ويقول «كنت سعيدا، كنت احظى بما اريد».

تعرف نور الله على مارينا عن طريق الانترنت، وتزوجا في سبتمبر الماضي، لكن عائلته لم تحضر الزفاف، فقد هالهم أن تكون زوجته ممثلة يتاح لكل الناس أن يروا صورها.

شهدت افغانستان سلسلة حوادث ذات طابع محافظ او ديني متشدد منذ انسحاب القوات الدولية من البلاد اواخر العام 2014 

 

وازدادت الامور سوءا مع انتشار صورة لها تكشف فيها شعرها، في مهرجان سينمائي في كوريا الجنوبية.

ففي قريتها في ولاية كابيسا، خطب امام المسجد قائلا «لا ينبغي لها ان تعود الى هنا»، وهو ما يعني التهديد بالقتل في حال عادت، بحسب زوجها.

قنبلة و طلب لجوء
توالت الاتصالات الهاتفية التي تتضمن تهديدات وشتائم على الزوجين، حتى ان قنبلة رميت على حديقة منزلهما، الا انها لم تنفجر.

وقد اضطر الزوجان لتغيير مكان السكن ثلاث مرات، الى ان سافرا الى مدينة نانت الفرنسية للمشاركة في مهرجان.

ويقول نور الله «لم نكن نفكر قط بالبقاء في فرنسا، ولم نأخذ معنا الكثير من اغراضنا».

لكن عائلتيهما اللتين تعرضتا للضغط ايضا، منعتهما من العودة، واضطر نور الله ومارينا الى طلب اللجوء في فرنسا.

ويقول صديق برمك مخرج فيلم «اسامة» واللاجئ هو الآخر في فرنسا منذ عام «حين يكون المرء ممثلا او مشاركا في فيلم، يتهم بالكفر في افغانستان».

شهدت افغانستان سلسلة حوادث ذات طابع محافظ او ديني متشدد منذ انسحاب القوات الدولية من البلاد اواخر العام 2014.

ويسجل الوضع الامني تدهورا، اذ قتل ثلاثة الاف و700 مدني في العام 2015 جراء النزاع المتواصل، بحسب الامم المتحدة.

لذا تسجل افغانستان حركة نزوح كثيفة، وكان الافغان في العام 2016 يشكلون اكبر عدد من طالبي اللجوء في فرنسا.

يعيش نور الله ومارينا في منزل للمهاجرين في درو على بعد تسعين كليومترا عن باريس.

وتلقي حياة اللجوء ظلا ثقيلا على مارينا، حتى انها فكرت بالانتحار مرة، وتقول «كنت احلم بالعيش في فرنسا، ولكن ليس بهذه الظروف».

في درو، يخشى الزوجان من ان يتعرضا للسوء من احد المهاجرين الافغان المقيمين بينهما. ويقول نور الله «لا ينبغي ان يتعرف احد منهم على مارينا».

وللمفارقة، فإن الحجاب الذي نزعته مارينا فسبب لها هذه المتاعب، باتت مضطرة الى ارتدائه كي لا يتعرف اليها احد،وتقول «كنت في الماضي احلم بالمستقبل، اما الآن فأنا لا افعل شيئا سوى التحسر على الماضي».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز على منصة «نتفليكس» قريبا
«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز على منصة «نتفليكس» قريبا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية في تركيا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية ...
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل سنوات قلِق على المستقبل
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل ...
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة «إيسيسكو»
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم