بعد ثلاثة أشهر على اعتداء قاعة باتاكلان، عادت فرقة «إيغلز أوف ديث ميتال» مساء الثلاثاء إلى باريس معتلية مسرح أولمبيا في حفلة اُتخذت في إطارها إجراءات أمنية مشددة وكانت مفعمة بمشاعر التأثر.

واستقبل الجمهور، بحرارة كبيرة، أعضاء الفرقة الأميركية على مسرح أولمبيا الباريسي الشهير، وكان في صفوف الحضور ناجون من اعتداءات نوفمبر، وقد أتى بعضهم على عكازات، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.

وقال جيسي هيوز، قائد الفرقة واضعًا نظاراته الزهرية المعتادة والقميص القطني الأسود للفرقة والحمالات الحمراء: «سنمضي وقتًا ممتعًا معًا، ولا أحد يمكنه أن يوقفنا».

ودخل أعضاء الفرقة المسرح على وقع أغنية «إيل إيه 5 أور باري سيفييي» (إنها الخامسة وباريس تستفيق) الشهيرة (1968)، لجاك دوترون التي تتناول الهوية الخاصة للعاصمة الفرنسية.

وتوقفت الفرقة عن العزف في وسط الأغنية الأولى «آي أونلي وانت يو»، ليقول عازف الدرامز فيها جوش هوم: «لنأخذ بعض الوقت لنتذكر وسنعاود العزف بعد ذلك»، لتنطلق الأغنية من جديد بعد أقل من دقيقة.

وصاح جيسي هيوز للجمهور بعد تأدية بعض الأغاني: «أنا أحبكم أيها المجانين، لا يمكنكم أن تتصوروا إلى أي حد».

أصبحت باريسيًّا
وأضاف بعد فترة: «أنتم وأنا علقنا معًا: لقد أصبحت باريسيًّا، كنت بحاجة إليكم وأنتم لم تخذلوني».

وانسجم المغني كليًّا بالحفلة شاربًا نخب الحضور ومحطمًا غيتارًا على الأرض مع أنه في مقابلات سابقة بكى مرات عدة عند حديثه عن اعتداء باتاكلان.

وأهدى أغنية «سيكريت بلانز» إلى نيك الكسندر المسؤول التجاري للفرقة الذي قُتل في قاعة باتاكلان.

وعاد قائد الفرقة إلى المسرح بغيتار كهربائي أزرق وأبيض وأحمر بألوان العلم الفرنسي، وأنهى الحفلة التي استمرت قرابة الساعتين بعدما نزع قميصه القطني، بعناق حار وطويل مع صديقه جوش هوم الذي أسس معه الفرقة لكنه لم يكن حاضرًا في حفلة 13 نوفمبر.

وقال إيمانويل ويتشا (42 عامًا) لوكالة «فرانس برس»، وهو خارج من القاعة مبتسمًا ومتكئًا على عكازين: «لقد نجحت في الاستمتاع فعلاً بالحفلة، لم آت من أجل العلاج بل لاستمتع بوقتي وهذا ما فعلت».

وحضر إلى المكان فريق من نحو ثلاثين شخصًا بينهم علماء نفس طوال مدة الحفلة لمساعدة الناجين وأقاربهم.

وضرب طوق أمني استثنائي في محيط القاعة.

وكتب رئيس الوزراء الفرنسي إيمانويل فالس في تغريدة قبل انطلاق الحفلة: «إيغلز أوف ديث ميتال: الاستمرار في العيش الاستمرار بالعزف، تحية إلى الضحايا ونشيد من أجل الحرية».

وكانت الفرقة استأنفت في عطلة نهاية الأسبوع في ستوكهولم ومن ثم أوسلو جولتها العالمية التي علقتها غداة الاعتداء الذي ذهب ضحيته 90 شخصًا خلال حفلتها في قاعة باتاكلان.

وسحبت الفرقة أغنية «كيس ذي ديفيل» (قبل الشيطان) التي كانت تعزفها عند وقوع الهجوم من قائمة الأغاني التي تؤديها منذ استئناف حفلاتها.

وأُعيدت تسمية الجولة «نوزامي تور» بالفرنسية، أي «جولة الأصدقاء».

وستقيم الفرقة في إطارها حفلات في أوروبا وأميركا الجنوبية والشمالية وأستراليا.

وأكدت أنها ترغب في أن تكون أول مَن يدشن قاعة باتاكلان بعد إعادة فتحها.