أثارت طبعة جديدة لترجمة ملحمتي «الإلياذة» و«الأوديسة» للشاعر الإغريقي هوميروس أسئلة عن حق المترجم في التصرف بالنص، فالنص الجديد يقدِّم تعبيرات مستحدثة من سياق الأحداث على لسان بعض الأبطال في العمل.
والطبعة الجديدة التي صدرت في سلسلة «كلاسيكيات» عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة تقع في 440 صفحة كبيرة القطع تحتوي على شروح في الهامش وفقًا لوكالة «رويترز».
ترجم «الإلياذة» و«الأوديسة» عن الإنجليزية المترجم المصري دريني خشبة (1903-1964) وهي ترجمة تحفل بعبارات مأخوذة من القرآن والشعر والأمثال العربية على نحو قد يرى فيه البعض خروجًا عن السياق
الثقافي للأحداث.
وفي طبعة سابقة منذ 25 عامًا قال الناقد والمترجم المصري سامي خشبة (1939-2008) في المقدمة إنَّ أباه «آثر أن يلخص بعض المقاطع التي لا تروي حادثة متعلقة مباشرة بحبكة الملحمة أو بوقائعها الرئيسية. كما حذف مقاطع أخرى رأى أنَّها قد تؤذي السياق الجديد في الصيغة العربية بإبعاد القارئ عن مجرى الأحداث».
ولكن بعض المترجمين في ظل الصرامة التي تفرضها حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالحفاظ على «النص الكامل» للمؤلفات الجديدة يرون في الترجمات السابقة لكثير من كلاسيكيات الأدب العالمي نوعًا من التساهل.
فتقول الشاعرة العراقية ريم قيس كبة التي ترجمت رواية «أن تقرأ لوليتا في طهران» للإيرانية آذار نفيسي: «إنَّ الترجمة أمانة. ولا يحق لأحد أن يحذف من النص الأدبي أو يضيف إليه أو يصوغ حوارًا بلغة غير مناسبة للسياق أو لا يترجم».
ويشدِّد الكاتب السوري المقيم في الولايات المتحدة، خالد الجبيلي، الذي ترجم رواية «قواعد العشق الأربعون» على أنه «لا يحق للمترجم أن يتصرَّف أو يحور أو يعدل أو يحذف أية جملة أو فقرة أو حتى كلمة من
النص الأصلي وإلا فإنَّ ذلك يعتبر خيانة حقيقية للنص وغشًا للقارئ».
تعليقات