كانت مكتبة «كايزر» تعج بالطلاب النيباليين والمثقفين والسياح، لكنها الآن تتداعى إثر الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في 25 أبريل الماضي.
والمكتبة التي تعود لأكثر من مئة سنة تحوي مجموعة من الكتب النادرة والبطاقات والمخطوطات القديمة التي جمعت في قصر كبير في قلب العاصمة النيبالية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
ويمكن لمن يزور المكتبة حاليًا أن يرى الرفوف الخشبية مرمية على أرض هذا البناء المشيد قبل 120 عامًا في عهد سلالة «رانا» التي حكمت البلاد لأكثر من قرن حتى العام 1951.
وكانت المكتبة مغلقة في 25 أبريل عند وقوع الزلزال، استغرق الأمر يومين قبل أن تقرر القيمة عليها جاناكي كارماتشاريا معاينة الأضرار، والتي قالت: «بقيت مصدومة، وصعب علي استيعاب مدى جسامة الأضرار... بدأت أبكي في طريقي إلى المنزل، فالكتب هي مثل أولادي وهي تعني لي الكثير، والحمد لله أنه كان يوم سبت ولم يكن أحد في الداخل».
وتضررت ثلث الكتب البالغ عددها 28 ألفًا
وتضررت ثلث الكتب البالغ عددها 28 ألفًا، وهذه المجموعة تابعة لكايزر شومشر أحد ورثة عائلة رانا الذي ذهب إلى بريطانيا في العام 1908 وأعجبته كثيرًا فكرة البيوت الكبيرة التي تضم مكتبات خاصة، وقرر أن يشيد مكتبة في قصره الواقع في وسط نيبال عند عودته إلى البلاد.
ووقعت التماثيل القديمة على الأرض وتترنح رؤوس الحيوانات وصور الزعماء النيباليين بالزي العسكري على الجدران المصدعة، وانكسرت الدرع المعروضة في إحدى الصالات.
وتضم المكتبة في قسمها الإنجليزي كتبًا جلبها شومشر من إنجلترا، من بينها روايات لجون باكن، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
وتسمح هذه المكتبة بالغوص في حقبة غابرة من تاريخ البلاد التي كانت خاضعة لنظام ملكي أطاحت به ثورة ماوية قبل سبع سنوات.
وتعرض المكتبة أيضًا مخطوطات نادرة من جنوب آسيا عن البوذية وفلسفة تانترا وعلم الفلك، والبعض منها جد قديم بحيث إنه كتب على ورق نخيل.
وتبحث الدولة عن موقع آمن لعرض القطع القيمة، والحاجة ملحة إلى نقلها بسرعة مع اقتراب الرياح الموسمية وخطر تزايد الهزات الارتدادية.
وتعهدت الحكومة بتأهيل القصر مع احتمال تحويله إلى متحف.
تعليقات