Atwasat

طرابلس وغدامس 1885 بعيون روسية

القاهرة - «بوابة الوسط» لينا العماري السبت 29 نوفمبر 2014, 03:51 مساء
WTV_Frequency

يعد أدب الرحلات أو ما يُسمى «السفرنامة» التي كتبت عن ليبيا من أهم المراجع الاجتماعية والتاريخية للبلاد، فهي ذاكرة المستكشفين والرحالة الراصدين لكل موضوعات الحياة في زمن نجهل بعضًا من تفاصيله، مصاغة في نص نثري أدبي يتخذ من الرحلة موضوعًا، وغالبًا ما يرفق ببعض الرسومات والصور.

يرصد الإعلامي والكاتب الليبي د. محمد الطاهر الحفيان في مقال له بعنوان «رسوم نادرة لمدينتي طرابلس وغدامس» مذكرات المستكشف ألكسندر فاسيليفيتش يليسييف، أول سائح روسي يصل إلى طرابلس في زيارة له لليبيا العام 1885.

إلى جانب مذكراته أيضًا ترك لوحات فنية رسمها لمدينتي طرابلس وغدامس وثَّقت معالم المدينتين ومظاهر الحياة فيهما وخلَّدت بعض الشخصيات التي التقاها الرحالة وتَعَايَشَ معها عن قرب.

وصف يليسييف العاصمة قائلاً: «على الرغم من أنَّ طرابلس تقف على أنقاض المدينة الفينيقية القديمة (أويا)، التي كرست للإله الأعلى لتيرا، (ميلكارت الرهيب)، ألا أنَّه لم يبق لها من الآثار القديمة إلا القليل جدًّا».

ويتابع في جزء آخر من مذكراته: «لا أستطيع عدم تركيز اهتمامي منذ خطواتي الأولى في شوارع طرابلس على تنوع أجناس سكانها، الأكثر ملاحظة من غيرها من مدن الساحل، باستثناء بعض موانئ سورية. هنا تجد مختلف الثياب، وتلاحظ الألسن الكثيرة التي تفاجئ كل قادم جديد مع أولى خطواته في شوارع طرابلس».


وعن غدامس كتب يليسييف: «من الغريب أنَّ المدينة نفسها لم تلفت انتباهي، بل ما لفت انتباهي هم سكانها الرائعون. عند مدخل المدينة، استُقبلنا من قبل جموع من الغدامسية، الذين كانوا يرتدون أغطية على الرأس بيضاء وسوداء، كما الطوارق. انطلقوا نحو قافلتنا الصغيرة وهم يطلقون صرخات البهجة، يحيون قائد القافلة (ابن صلاح)، ويستوضحون منه كل شيء ضروري عني .


كثيرٌ من القادمين اقتربوا من جملي، في نفس الوقت الذي قام البعض بقيادته من رسنه، بينما البعض الآخر مسّد جنبه المتعرق، وآخرون وصلوا إليّ أيضًا. في شرف مقامي كرحالة طبيب، يجمع الأعشاب الطبية في الصحراء، حملت متقدمًا حزمًا من النباتات اليابسة، الأمر الذي لفت انتباه الجميع».


ويكمل في سطور أخرى: «دخولنا غدامس كان احتفاليًّا بهذا الشكل، وقد تسبب في حدوث ضجيج كبير في المدينة، التي نادرًا ما ترى أوروبيًّا. بيت (ابن صلاح) كان يقع خارج حدود المدينة وسط حديقة رائعة لم أكن أحتاج لشيء أكثر منه، أنا فعلًا لم أجد هنا فقط المأوى والمعاملة الطيبة، بل لقيت تكريمًا خاصًا.

الناس الطيبون كانوا في حيرة كيف يُرضون الطبيب القادم إلى غدامس من أجل تقديم العون لعدد من مرضى عائلة ابن صلاح».

مغامرة أخرى يكتبها الرحالة عن الطوارق الليبيين، فهو أول أديب روسي يترك وصفًا لهم وعن دور المرأة عندهم كما ذكر الحفيان في مقاله.


يقول يليسييف عنهم: «ذات مرة حضرت حفلاً أقامه (أخاريخيلين) أحد زعماء الطوارق، الذي عاد منذ وقت قصير من رحلة إلى جبال الهقار، هنا بالإضافة للرجال، كانت توجد النساء. بنات الصحراء كن لابسات ثيابًا زرقاء متزينات بالخواتم والحُلي. كثيرات منهن لهن وجوه مزينة بصبغة صفراء، ولهن ملامح رقيقة.

من بين نساء الطوارق تميزت بالخصوص الحسناء (أفانيور) ابنة (أخاريخيلين).

وُلد ألكسندر فاسيليفيتش يليسييف العام 1858 في مدينة سفيابورغ في فنلندا، وتوفي 1895 كان طبيبًا حربيًّا في تركستان، مناطق البلطيق وفنلندا. ورحالة شملت رحلاته الأولى شمال روسيا وفنلندا والأورال على حدود روسيا الآسيوية.

زار الدول العربية في العام 1881 وأجرى دراسات على معظمها متخصصًا في علم الأجناس وعلم السلالات البشرية والطب.

طرابلس وغدامس 1885 بعيون روسية
طرابلس وغدامس 1885 بعيون روسية
طرابلس وغدامس 1885 بعيون روسية
طرابلس وغدامس 1885 بعيون روسية
طرابلس وغدامس 1885 بعيون روسية
طرابلس وغدامس 1885 بعيون روسية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
نقابة الممثلين المصرية تمنع الإعلام من عزاء «السعدني».. وتعتذر للصحفيين
نقابة الممثلين المصرية تمنع الإعلام من عزاء «السعدني».. وتعتذر ...
انطلاق فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مالمو للسينما العربية في السويد
انطلاق فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مالمو للسينما العربية في ...
جلسة وجدانية حول «زياد علي» في مركز المحفوظات الأربعاء
جلسة وجدانية حول «زياد علي» في مركز المحفوظات الأربعاء
«سيفيل وور» يواصل تصدّر شباك التذاكر في الصالات الأميركية
«سيفيل وور» يواصل تصدّر شباك التذاكر في الصالات الأميركية
نقل المغني كينجي جيراك إلى المستشفى بعد إصابته بطلق ناري
نقل المغني كينجي جيراك إلى المستشفى بعد إصابته بطلق ناري
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم