خالد هدية، فنان تشكيلي ليبي يرصد في أعماله جماليات الطبيعة والبيئة المحيطة، يتخذ المدينة القديمة والمعالم الأثرية والريف مادة خصبة تعكس رؤيته الفنية، وكأنَّه يعكس الواقع المحيط دون الاكتراث لما يحمله من مستقبل.

هدية من مواليد طرابلس 1967، وكانت بدايته مع الرسم حين قرر أنْ يكون أحد مؤسسي نادي المواهب للفنون التشكيلية بمنطقة أبوسليم في طرابلس منذ سنة 1982، كما أنَّه عضوٌ في وحدة الفنون التشكيلية بالعاصمة، شارك بعد ذلك في مهرجانات ومعارض محلية ودولية.يقول هدية في حوار خاص لـ«بوابة الوسط» عن الفن التشكيلي الليبي بعد ثورة ليبيا وإسهامه في بناء الدولة:
- لا أشعر بوجود الفن التشكيلي بيننا لا قبل ولا بعد الثورة، لسبب وهو أنَّ كل المعارض التي تُقام هي بمجهودات فردية تجعل الفنان يستصعب مشوار هذا الفن، ولم تكن الدولة داعمة في كلتا المرحلتين، لكن لابد على كل فنان بذل جهد لإنعاش الفن والثقافة لأنهما السبيل لبناء الدولة.

كيف هي علاقتك بخامة الألوان وملمسها ؟ وأيها تُفضِّل المائية أم الزيتية أم غيرهما؟
- لا أدري كيف أجيب، أشعر بأنَّ كل فنان سيقول إنَّها علاقة حب أبدية، جمال الألوان وهندسة اللوحة يخطفان الأنفاس، أُفضِّل الألوان الزيتية على غيرها لأنها خامة تسمح بشطب وتغيير العناصر متى أردت ذلك.

ما الذي تتوقعه من خلال تراكم معارفك الفنية لهذا الوطن؟
- أتوقع خيرًا في هذا الوطن، لأنَّه يملك من الخامات والكوادر البشرية ما يكفي للسير في الطريق الصحيح.

هل تفكر في لوحة لا تحمل شفرة؟
- لا أفكر في لوحة تحمل أية دلالات، أحب العمل الذي لا يحمل غموضًا، وبذلك أميل إلى الرسم التصويري والتوثيقي.

إن كنت تضع لمراحل مجموعاتك من الأعمال التشكيلية عناوين؟ فماذا تسمي المجموعة الراهنة؟
- لم أضع عناوين لمجموعات من الأعمال، ولكن أجد نفسي أسير في نمط واحد لا يخرج من منظور «المباني والمدن القديمة المتمثلة في مباني الطين، والتلال والجبال» فتسترسل المجموعات حتى يكتمل المشهد المُنفَّذ في مخيلتي.

ترى هل تستطيع نقد الآخر الذي يجادلك في هذا الراهن؟
- أبتعد كثيرًا عن مثل هذه المحادثات والمجادلات سواء كانت في الفن أو السياسة أو غيرهما، فالراهن شائكٌ ومتشعبٌ، أرغب في الاحتفاظ برؤيتي التي أراها بعيني وأشعر بها بإحساسي.