ضمن النشاط الثقافي لجمعية براح، قدم نائب مدير مختبر بنغازي للسيميائيات وتحليل الخطاب، الدكتور إبراهيم اغنيوة، محاضرة بعنوان «نظرية الفوضى» (chaos theory)، احتفالًا باليوم العالمي للفلسفة.
وتحدَّث المحاضر حول «ماهية هذه النظرية والتي تدرس ما هو غير متوقع للظواهر الفيزيائية والذي يختلف عن معطيات الظروف الأولية للظاهرة واطرادها المعتاد، بحيث يكون حدث صغير على سبيل المثال سببًا لأحداث كبيرة غير متوقعة مثل بعض الظوهر المناخية أو حتى السياسية».
- محاضرة عن اللسانيات ومسارات النقد بمجمع اللغة
واستشهد المحاضر بـ«ما أحدثة مثلًا قيام البوعزيزي في تونس العام 2011 بحرق نفسه (وهو حدث بسيط على الصعيد العام) والذي أدى إلى زلزال سياسي في المنطقة العربية بأسرها، لا يمكن أن نتوقعه بهذه الكيفية التي حدثت قبل ذلك أو مثال الفراشات اللواتي يُحدثن حركات بجناحهن تؤدي إلى تأثيرات مناخية كبيرة».
وتابع اغنيوة، وهو أيضًا عضو هيئة التدريس بكلية الهندسة بجامعة بنغازي، بالقول إن «هذه النظرية تقود إلى طرح سؤال هل هذه الفوضى هي نظام آخر لا نفهمه حتى الآن أم هي حالة فوضى لا تخضع لحالة إطراد قانوني منتظم؟»، وفق صفحة المختبر في «فيسبوك»، الجمعة.
فيزياء الكوانتم
وأوضح أنه «بالإضافة إلى علاقتها بفيزياء الكوانتم التي تدرس العالم تحت الذري والتي طرحت مبدأ عدم التيقن والتعيّن superposition والذي يعني وجود المادة في حالتين متناقضتين في الوقت ذاته والذي يتعارض مع المنطق الأرسطي الصوري».
وأضاف اغنيوة «كما أن هذه النظرية تطرح سؤالاً حول إمكانية وقدرة الإنسان في مجال توقع الظواهر من عدمه، وهل الوجود يحمل الغموض في تكوينه ولا يجعلنا قادرين على التوقع والفهم بشكل مطلق، وكيف سيكون تأثير هذه النظرية على منهجية الدراسات المستقبلية والتي تنطلق من فرضية (hypothesis) إمكانية معرفة حالة الظاهرة في المستقبل أو على آلية وجدوى اختبارات الفروض الإحصائية»
تعليقات