استوقفني تشبيه عجيب وبليغ للغاية ذكره الفنان، الأكثر عجبا: «سلفادور دالي» في مذكراته. قال: «كان الشبه بيني وبين شقيقي مثل نقطتي ماء!». أعترف أنني لا أعرف تشبيه أكثر منه دقة وبلاغة، فهل ثمة فرق، مهما كان بسيطا بين نقطتي ماء»؟ 

وأعترف أيضا أن نقده لأخيه، الذي قاله بعدما وصفه بأنه بالغ الذكاء، بأنه معجون بخبث عجيب بقوله: «إن عبقريته المبكرة مندرة بالسوء!»، وهو كما يتضح وصف فيه شيئا من لوحاته العجيبة الغريبة، المعروضة دائما في عددٍ من متاحف وصالات باتساع عواصم أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

 جنون العظمة الجمالية
قال أيضا في مذكراته إنه اكتشف الانطباعية، وكذلك، ما أسماه، جنون العظمة الجمالية! وبلغ مرضه بالجنس وبكل ما يثير الشبق الجنسي، وصور ذلك كله في لوحاته الماجنة المجنونة! وتأثر كثيرا بنظرية العالم النفساني (فرويد) التي أوردها في كتابه تفسير الأحلام.

وبمجرد ما أن بدأ النقاد يمدحون لوحاته التكعيبية حتى انتشر صيته، وكثرت لوحاته الجنونية، حتى أنه طُرد من الأكاديمية، وسُجن لأشهر بسبب أفكاره الثورية، ولكن المحققين لم يجدوا شيئا يبرز أنه كان يثير الرأي العام. واستمر حياته الغريبة القريبة من الجنون.

أحلام عقله الباطن
وقال عن ذلك الحال، يقصد إيحاءات وأحلام عقله الباطن: «يوما ما سيعترف الناس، بأن ما يعتبرونه واقعا حقيقيا ملموسا هو مجرد وهم وتخيل من عالم الأحلام..». واستمر في لوحاته العجيبة مفسرها كيفما شاء، ولكنه في النهاية أصبح اسما بارزا لا سيما في الأعمال السريالية.المتابع يجد الكثير من الغرائب والعجائب في أعمال هذا الفنان، التي يعتبرها كثيرون أعمالا جنونية، وأيضا في سلوكه وتصرفاته، ولوحاته العديدة.

الفنان سلفادور دالي المولود في إسبانيا سنة 1904، وعبر حياته وأعماله العجيبة قام بعديد البدع والإبداعات حتى وصل مرتبة فنية منحته إسبانيا من أجلها، سنة 1964 أحد أرفع الأوسمة. وافته المنية العام 1989 كان حينها قد ناهز الرابعة والثمانين عاما.