لصديقي الفنان التشكيلي محمود الحاسي عين فنية ثاقبة، عين ترى حُسن الألوان وسحرها، عين تكتشف جمال اللون والظلال وبوحها. أنا أقول ذلك لأن الكثير مما يخفى على أمثالي، من الغاوين للتشكيل واحتفالات الألوان وبهجتها، اكتسبته من معلومات وتوضيحات فنية تعلمتها منه، الكثير من أسرار اللوحة، أية لوحة فنية من تشكيل وبدع الألوان وإضاءاتها، استقيتها منه، وكثيرًا ما أشار إليّ بمتابعة فنان واعد جديد يأخذ في الانتشار عبر ساحات ليبيا الفنية، وكثيرًا ما صدق حدسه. جاءني منذ أيام وعرض عليّ لوحة باهرة، لم أر مثلها في بلادي، وأنا المتابع لبِدع التشكيل واحتفالاته.

من الرسم الساخر إلى فن الديحيتل
اللوحة جديدة بالنسبة لي، أخبرني أنها من لوحات (الديجيتال) التي بدأت تأخذ وضعها الفني في ليبيا؛ لقد وقفت أمامها طويلاً، مأخوذًا بها وكلما تمعنت وجدت بها لوحات أخرى، كل لوحة بفكرة تختلف عن سابقتها غير أن الألوان وروابطها تجعل منها عملًا متكاملًا. وعندما بحثت عن سيرة مبدعها، وجدت أنه مجموعة فنانين، فهو رسام كاريكاتير متميز، ورسم قصص للأطفال، وتشكيلي انطباعي، ثم فنان في فن الديجيتال.

صالح العبار  ورياده  التاليف والرسم للأطفال
الفنان صالح محمد العبار من مواليد بنغازي 1962 لم يواصل دراسته من بعد المرحلة الثانوية، غير أن الرسم والتشكيل، أخذاه فواصل دراسته الذاتية متابعًا لكل ما يطور موهبته الفنية. التحق بمجلة الثقافة العربية، التي تأسست في مدينة بنغازي كرسام من 1983 الى 1990 وخلال تلك الفترة شارك في عدة معارض، استهلها بمعرض فردي، أقامه سنة 1983 رعاه الفنان الراحل محمد بودجاجة، في معرضه (جادو) الذي اشتهر كثيرًا في مطلع ثمانينيات القرن الماضي في منطقة سيدي حسين ببنغازي.

 لتتوالى مشاركاته القليلة في المعارض التي كانت تقام في بنغازي وغيرها من المدن الليبية، مجتهدًا في الوقت نفسه في تطوير إمكاناته الفنية من خلال الدراسة والمتابعة، والمشاركات القليلة في عدد من المعارض، التي أقيمت في المدن الليبية، ثم التحق بجريدة قورينا كرسام كاريكاتير منذ بدايتها حتى سنة 2011. متعاونًا مع مجلة الأمل التي تصدر من طرابلس كرسام ومؤلف قصص مصورة للأطفال. واستثمر موهبته ثم خبرته في رسمات الإعلانات الميدانية، والجداريات السياسية والتنويرية. أقول لمحبي التشكيل، ثمة موهبة حقيقية سوف يشار إليها طويلًا بالبنان إنه الفنان صالح العبار.