Atwasat

هشام نزيه من «موكب المومياوات» إلى هوليوود

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 18 مايو 2022, 05:00 مساء
WTV_Frequency

قبل عقدين، غزت نغمات موسيقى تصويرية سينمائية من تأليف هشام نزيه هواتف الشباب المصري.. وحتى اليوم، لا تزال أعمال هذا المؤلف الموسيقي المصري تواكب أحداثًا عالمية، من «موكب المومياوات» في القاهرة إلى أحدث إنتاجات استوديوهات «مارفل» الهوليوودية.

ويتمحور مسلسل «مون نايت» (فارس القمر) الأميركي الذي أنتجته «مارفل» والمؤلف من ست حلقات، حول شخصية بطل خارق مُنح القوة من إحدى الآلهة المصرية القديمة. ويحقق العمل نسبة مشاهدة مرتفعة في مصر، خصوصًا لأن مخرجه محمد دياب وبعض ممثليه من الجنسية المصرية، وفق «فرانس برس».

وقبل عام تقريبًا، قدم نزيه «ترنيمة إيزيس» التي أُنشدت باللغة المصرية القديمة خلال احتفال بموكب مهيب لنقل 22 مومياء لملوك وملكات مصر القديمة إلى المتحف القومي للحضارة المصرية.

ويقول المؤلف الموسيقي الخمسيني في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» من الاستوديو الخاص به في القاهرة إن «الحضارة المصرية القديمة مغرية جدًا لأي مؤلف موسيقى حتى ولو لم يكن مصريًا». لكنه يؤكد عدم رغبته في حصر نفسه بهذا النمط الموسيقي المحدد.

تأثر نزيه في صغره، حسبما يقول، بما شاهد من أفلام كما تأثر بموسيقاها تأثرًا بالغًا «ومنذ ذلك الحين علمت أنني سأخوض هذا المجال (الموسيقى التصويرية) حتى أجعل الناس تشعر بما شعرت به».

لم يدرس نزيه الموسيقى بل الهندسة، وبدأ مسيرته الفنية في أوائل التسعينيات. وتخطت أعماله حتى اليوم الأربعين ما بين السينما والدراما.

- هشام نزيه يفوز بإحدى جوائز موسيقى الأفلام بالمملكة المتحدة

- «القاهرة السينمائي» يكرم هشام نزيه بمنحه جائزة «فاتن حمامة»

وأنجز نزيه الموسيقى التصويرية لأفلام عدة، من أبرزها «سهر الليالي» الذي أُنتج العام 2003 ووصل إلى التصفيات قبل النهائية لجوائز الأوسكار في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية. كذلك ألف سنة 2009 موسيقى فيلم «إبراهيم الأبيض»، آخر الأعمال السينمائية للفنان المصري الراحل محمود عبدالعزيز، وفيلم «الفيل الأزرق» المأخوذ عن رواية الكاتب المصري أحمد مراد بجزئيه الأول العام 2014 والثاني العام 2019. وسجل الجزء الثاني أعلى إيرادات السينما المصرية متخطيا 100 ملايين جنيه (5,4 ملايين دولار).

موكب المومياوات و«مارفل»
وفي أبريل 2021، تركت «ترنيمة إيزيس» أثرًا كبيرًا لدى المصريين لم يتوقعه نزيه، وجرى تداولها بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي. ويقول نزيه «رد فعل الناس كان مؤثرا جدا وعاطفيا بالنسبة لي» على موسيقى «موكب المومياوات».

وعقب هذا الحدث، بدأ نزيه العمل على موسيقى المسلسل الأميركي «مون نايت» الذي يحقق نسبة متابعة كبيرة من المصريين، خصوصًا وأن بعض القائمين على العمل من مواطنيهم، مثل الممثلة المصرية الفلسطينية مي قلماوي والمونتير أحمد حافظ والمخرج محمد دياب الذي استخدم في تترات بعض الحلقات أغنيات عربية شهيرة لمطربين من أمثال عبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة ووردة. ويضيف نزيه «حتى الآن لم أستوعب ما حدث، (مون نايت) مستوى مختلف تماما وحجم عمل غير معتاد بالنسبة لي»، وحظي بإعجاب متابعين من «ثقافات متنوعة». ويقول «استمتعت للغاية» بالعمل على موسيقى المسلسل «حتى في أصعب الليالي التي مرت».

حلم منذ الصغر
كان لبعض مؤلفي الموسيقى التصويرية للأفلام المصرية على مر الزمان، دور في ارتباط نزيه بهذا المجال، وبينهم مودي الإمام مؤلف موسيقى أفلام شهيرة مثل «الإرهاب والكباب» و«الهروب»، والذي تجمعه به صلة قرابة.

ويقول نزيه مازحا «مؤلف الموسيقى التصويرية لا يُحسب على السينمائيين لأنه موسيقي ولا على الموسيقيين لتواجده المستمر في السينما».

لكن يبدو أن تغييرًا ما يحصل على هذه العقلية. ففي العام 2018 تلقى نزيه «جائزة فاتن حمامة للتميز» من مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الأربعين، وكان أول موسيقي يحظى بهذا التكريم الممنوح عادة للسينمائيين والممثلين. ويعلق نزيه «فرحت بهذا التكريم بشكل غير معقول لأنه جعلني أشعر بأنني أنتمي إلى هذه العائلة الفنية التي تعتبرني جزءًا مؤثرًا فيها».

والعام الماضي، كُرم نزيه من مهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية عن مجمل مسيرته الفنية. ويلفت نزيه إلى أن الجمهور يتوق دائمًا لمفاجآت، مشيرًا إلى أن معظم نجاحاته كانت تثير لديه قبل طرحها شكوكا في مدى تقبل الجمهور لها.

وضرب مثلا بمسلسل «السبع وصايا» المصري الذي تُصنف أحداثه ضمن أعمال الرعب والإثارة وأنتج العام 2014 وألف نزيه موسيقاه التصويرية.

ومزج نزيه في هذا العمل بين الموسيقى و«الحضرة» التي يقوم بها الصوفيون ضمن شعائرهم الروحانية، ولاقت موسيقاه رواجًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي.

وكان هذا النوع من الموسيقى حلمًا يراود نزيه منذ الصغر، حسبما قال، حين استوقفه في أحد شوارع الإسكندرية مشهد لإحدى الحضرات الصوفية في مسجد صغير بحي الشاطبي وكان يبلغ من العمر تسع سنوات. ويستذكر، قائلًا «كانت أول مرة في حياتي أرى هذا المشهد وأصابتني شحنة طاقة مهيبة وإيجابية».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
نجاح المسلسل يعزز مبيعات سلسلة ألعاب «فولاوت»
نجاح المسلسل يعزز مبيعات سلسلة ألعاب «فولاوت»
إحياء الذكرى الخمسين لوفاة الأديب الفرنسي مارسيل بانيول
إحياء الذكرى الخمسين لوفاة الأديب الفرنسي مارسيل بانيول
شاهد: «الدراما الرمضانية.. تحدي التجديد، فهل من جديد؟»
شاهد: «الدراما الرمضانية.. تحدي التجديد، فهل من جديد؟»
تحضيرات مكثفة للدورة الثالثة لمعرض بنغازي الدولي للكتاب
تحضيرات مكثفة للدورة الثالثة لمعرض بنغازي الدولي للكتاب
بوشناف: الفن مرآة المجتمع
بوشناف: الفن مرآة المجتمع
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم