Atwasat

بيت إسكندر يختتم أمسياته الرمضانية بحوارية عن المسرح الليبي

طرابلس - بوابة الوسط: عبد السلام الفقهي الثلاثاء 26 أبريل 2022, 02:50 مساء
WTV_Frequency

اختتم بيت إسكندر للفنون أمسياته الرمضانية، بأمسية حوارية عن المسرح الليبي، بالتعاون مع منتىدى أصدقاء المسرح ألقى خلالها الفنان عبدالرزاق العبارة ورقة رئيسة بعنوان «التراث في المسرح الليبي».

وأشار الفنان المسرحي إلى الظواهر والأشكال المسرحية السابقة لوجود هذا الفن في صورته الحديثة المتجسد في مواكب الأعياد والطرق الصوفية بأهازيجها، كذلك الحكواتي وخيال الظل وغيرها من أشكال الفرجة، وأوضح أن أقرب الألوان الشعبية للمسرح هي حفلات «العراسة» كشكل مرتجل للمسرح.

وأوضح العبارة أن المسرح الليبي تعامل مع التراث بتركيزه على العلاقة بين الرجل والمرأة مظهرًا الشخصية التقليدية للزوج الليبي المتكبر المتعجرف الذي يصر على معاملة الزوجة بقسوة، بينما تكتفي بخدمته وليس لها حق الرفض والاختيار، وهوما انعكس على تصرفات الأبناء أيضًا وقد جاءت معالجة هذه الأفكار في مسرحيات مصطفى الأمير ومحمد شرف الدين على سبيل المثال.

المسرح واللهجة
وأشار عبدالرزاق العبارة إلى استخدام اللهجة العامية التي جاءت متأخرة للمسرح الليبي العام 1948في مسرحية «ضربة القدر» لمصطفى الأمير، لتصبح فيما بعد بديلًا عن الفصحى وبرر أهل المسرح ذلك بكونها لغة الناس والحياة اليومية.

وتوقف عند عناوين أعمال مسرحية وظفت القالب الشعبي عبر شخصيات فرضت وجودها الاجتماعي مثل «القبضي» أي الفتوة الذي يرعب الناس بعضلاته، حيث صورها المؤلف خليفة ماعونة في مسرحية «انقدوني إن كنتم مؤمنين»، إضافة إلى مسرحيات «شباب يحترق»،«العريس يتعرس والمشوم يتهرس» التي قدمتها فرقة الجيل الصاعد 1982، ومسرحية «العمر نهبه والضحك حكمه» لفرقة المسرح الوطني بدرنة، وعمل بعنوان «اخطى راسي وقص» لفرقة المنتدى للتمثيل.

وذكر المحاضر عددًا من الأعمال التي تستلهم أحداثها من الأمثال الشعبية منها مسرحيات «اللي تظنه موسى..يطلع فرعون»،«لبس الكتان ونسي ماكان»،«مايوكلك الحلو كان أصباعك»، كما تناول استفادة المسرح من الألعاب الشعبية وتقديمها في قالب تمثيلي مثل لعبة «السلطان والوزير»التي تصيدها الكاتب المسرحي البوصيري عبدالله وألمح فيها بإسقاط ذكي إلى ما يعانيه الواقع العربي من ويلات حكامه.

تجارب ومطالعات
وتحدث الباحث حسين المزداوي من خلال تجربته ومطالعاته عن أعمال مسرحية قدمت في مناطق متفرقة من قرى ومدن ليبيا منها مثلًا مسرحية باللغة العربية العام 1948 عرضها شباب مدرسة مزدة في بني وليد، وأرادوا الذهاب إلى طرابلس إلا أنه أمام إلحاح المتفرجين في بن وليد تأجل سفر الفرقة وعرضت لليلة الثانية على التوالي ثم سافرت الفرقة الى طرابلس، ومنها إلى مزدة.

أيضا اسكتش مسرحي في أبريل 1923 عرض في رمال منطقة العوينات الصحراوية «جنوب شرق الكفرة بـ350 كلم» قام به الشاعر بوحليقة المجبري «في الكفرة عام 1981» وقد استعان الممثل بجزء من خيمة الرحالة أحمد حسنين، وببعض أفراد من قبيلة التبو استخدمهم معه، وقد نالت استحسان وضحكات أعضاء الرحلة ومنهم أحمد حسنين.

وأضاف المزداوي :«عندما كنت أعمل في الكويت تواصلت مع أحد أساتذة المعهد العالي للعلوم المسرحية بالكويت الذي أخبرني بأنه قام بتدريس مسرحية «سعدون» لعبدالكريم الدناع، وأن عدد 78 بحثًا قدمت من الطلبة حول هذه المسرحية، وتواصلت مع المؤلف، وأرسل عددًا من أعماله التي قمت بإهدائها إلى المعهد المذكور.

جهد مجهول
وتحدث أحمد الغماري عن دراسة نقدية حول المسرح الليبي ونشأته وتطوره، كانت قد أعدتها أستاذة اللغة العربية وآدابها بجامعة نابولي الإيطالية السيدة مونيكا روكّو وعنوانها: «المسرح الليبي بين الخصوصية الإقليمية والبحث عن مكانة عالمية» وقد نشرت في مجلة مختصة سنة 1997 تصدر عن «معهد الشرق» بمدينة نابولي، واستهلها بالإشارة إلى ما جاء في الدراسة من أن المسرح الليبي الحديث مجهول لدى الغرب وأن مصيره اليوم يشبه مصير المسارح الرومانية التي غطتها الرمال وحجبتها لقرون عديدة.

ونوه بأن الباحثة الإيطالية قد أعادت نشأة المسرح الليبي الحديث في دراستها إلى حفلات الطرق الصوفية وإلى الحفلات الشعبية المرتبطة بالتقاليد في المدن وفي البادية، وإلى دور الكتاتيب وبعض المشايخ الذين اعتبروا أن التمثيل والإنشاد يمكن أن يكون إحدى الوسائل المهمة التي تساهم في العملية التعليمية.

- البوصيري يرسم ملامح المسرح الليبي

أشار الغماري أن الباحثة قد أكدت على الدور التاريخي للمسرح في مقاومة المستعمر الإيطالي في أكثر من محطة من محطات دراستها، متسائلاً في السياق ذاته عن إهمال الأنظمة التي حكمت ليبيا، ولا سيما نظام القذافي الذي كان يدعي إشادته بحركة الجهاد والمقاومة، إلا أنه لم يبن مسارح حديثة في المدن الليبية الكبرى تكريمًا للدور الذي قام به المسرح إبان فترة الاحتلال.

وذكر الغماري أن الباحثة قد أشارت في دراستها أن النصوص المسرحية الليبية كانت في البداية موجهة إلى الداخل الليبي ولكن في عقدي سبعينيات ثمانينيات القرن المنصرم خرجت نصوص تخالف الخطاب السياسي الرسمي للنظام الليبي وعبرت تلك النصوص عن رسائل إنسانية عالمية ونظرة مختلفة متسامحة مع الغرب، ومن بين تلك النصوص والمسرحيات مسرحية «سعدون» لعبدالكريم الدناع ومسرحية «غزالات» للكاتب أحمد إبراهيم الفقيه.

وختم الغماري مداخلته بالإشارة إلى أن الباحثة لم تهمل دور المسرح في عقد التسعينيات إزاء قضية الحصار التي عاشها الشعب الليبي لفترة طويلة، مشيرة في دراستها إلى مسرحية «السور» التي ألفاها الشاعر مفتاح العماري والكاتب مجاهد البوسيفي، كانت قد مثلت الرغبة لدى الشعب الليبي في الخروج من حالة الحصار والعزلة التي فرضت عليه.

واختتمت الأمسية بتقديم درع من بيت إسكندر للفنون لمنتدى أصدقاء المسرح تقديرًا لجهودهم في إثراء المشهد الثقافي والفني.

الفنان التشكيلي أحمد الغماري (من صفحة بيت إسكندر/ فيسبوك)
الفنان التشكيلي أحمد الغماري (من صفحة بيت إسكندر/ فيسبوك)
جانب من حضور الأمسية (من صفحة بيت إسكندر/ فيسبوك)
جانب من حضور الأمسية (من صفحة بيت إسكندر/ فيسبوك)
جانب من حضور الأمسية (من صفحة بيت إسكندر/ فيسبوك)
جانب من حضور الأمسية (من صفحة بيت إسكندر/ فيسبوك)
جانب من حضور الأمسية (من صفحة بيت إسكندر/ فيسبوك)
جانب من حضور الأمسية (من صفحة بيت إسكندر/ فيسبوك)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
فنانون أيرلنديون يطالبون بمقاطعة «يوروفيجن»
فنانون أيرلنديون يطالبون بمقاطعة «يوروفيجن»
لأول مرة.. ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب في 2024
لأول مرة.. ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب في 2024
ذكرى الوحدة الوطنية تحت مجهر القبة الفلكية
ذكرى الوحدة الوطنية تحت مجهر القبة الفلكية
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم