Atwasat

الهادي البكوش يكتب: الدراما الليبية من المحلية للعربية

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 25 أبريل 2022, 11:14 صباحا
WTV_Frequency

تطورت الدراما الليبية في السنوات الأخيرة بعد نكسة ألمَّت بها في السنوات الماضية.

فقد شهدت صناعة الدراما في ليبيا عدة تحولات منذ نشأتها مع افتتاح التلفزيون الليبي في بداية السبعينيات من القرن الماضي، حيث كانت الدراما الليبية هي المتنفس للمشاهد الليبي وكان لها جمهورها، بالرغم من أن التلفزيون الليبي كان يُطعِّم برامجه بالأعمال العربية وخصوصا الدراما المصرية، إضافة إلى الدراما اللبنانية ومن بعدها الدراما الأردنية، كما قامت ليبيا بإنتاج مشترك مع لبنان والأردن ومصر.

إضافة إلى إنتاج خاص بالتلفزيون الليبي بممثلين عرب، أتذكر منها مسلسل «الأمانة والفصول الأربعة» وغيرها من الأعمال الأخرى.

في الوقت الذي كان فيه إنتاج أعمال ليبية من إخراج وتمثيل (فنانين ليبين فقط)، وتعددت هذه الأعمال منها من لاقى نجاحا ومنها ما كان دون المستوى.

أعمال ليبية
وأستعرض هنا بعض الأعمال التي أنتجها التلفزيون الليبي، خلال نصف القرن الماضي على سبيل المثال وليس الحصر..

وأذكر من هذه الأعمال: «السانية» و« صندوق العجب» و« منزل للبيع و«القضية» و«السجين» و«مقادير» و«الجانب الوضيء للحب» و«عايدة» و«الكادح» و«الساهرون» و«الفال» و«السوس» و«المنحرفون» و«الغابة» و«سائق الشاحنة» و«الندم» و«حي البسطاء» و«صابرين» و« موال الحب» و«الحومة» و«الهاربة» و«فندق البخلاء» و«العمارة» و«مفيدة» و«شريفة» و«الحاجة قميرة» و«أصيلة» و«الحواجز» و«آخر الليل» و«أمان يا عرب» و«الخطوة الأولى» و«الصراع» و«الكنز».

والعديد من البرامج الرمضانية منها: «فكر واكسب» و«مكتب مفتوح» و«البسباسي» و«اللمة والشاهي واللوز» و«قالوها» و«خالتي مشهية» وغيرها.

كل هذه الأعمال هي من إنتاج القطاع العام التي احتكرها أسوة باحتكاره لكل الصناعات بما فيها صناعة الدراما، فكان التلفزيون هو المنتج وهو المالك لهذه الأعمال.

وهذه أحد الأسباب التي لم يظهر فيها منتجين من القطاع الخاص، بسبب وجود تلفزيون الدولة فقط ولا يوجد منافس له من القطاع الخاص.

وكان في الغالب التلفزيون ينتج عملا واحدا بالسنة، وفي حالات نادرة ينتج أكثر من عمل، وبالتالي يكون العمل متاحا لمخرج واحد فقط.

وأحيانا تكون هذه الأعمال موزعة بين اثنين أو ثلاثة من المخرجين، يتبادلون عليها من سنة الى أخرى ويبقى بقية المخرجين من دون عمل لسنوات. وبذلك لم يتسن إتاحة الفرص للشباب أمام غيرهم من المخضرمين.

تذبذب الصناعة
كل هذه الأسباب جعلت من صناعة الدراما متذبذبة ولم تتطور، في الوقت الذي كانت فيه صناعة الدراما بالدول العربية تتطور بسرعة رهيبة، وخصوصا بالجانب التقني.

إلى أن جاءت الثورة التي أطلقت حرية الإعلام والتعبير وألغت احتكار الدولة للإنتاج الدرامي، وبظهور القطاع الخاص مع تعدد القنوات الخاصة لاحظنا كمية من الإنتاج الدرامي، وبروز لأسماء من الشباب في تجارب متعددة شجعت القطاع الخاص على الدخول لمجال الإنتاج.

وظهرت مجموعة من الأعمال الدرامية التي لاقت استحسان المشاهد مثل «زنقة الريح» و«الغسق» وأخيرا «السرايا» و«السيرة العامرية»، مع ظهور شباب مخرجين مثل أسامة رزق، وعلي القديري، ونزار الحراري ومصطفى الكرماجي، ومجموعة أخرى من الشباب سيكون لهم دور كبير في صناعة الدراما الليبية.

أعمال تكاملت أركانها الفنية
إن ما شاهدناه هذه السنة من أعمال تكاملت أركانها الفنية (النص والمنتج والمخرج) مثل «السرايا» و«السيرة العامرية»، أيضا تكاملت عناصرها من ممثلين أثبتوا أنهم فنانون يملكون أدواتهم الفنية من حيث الأداء المبهر أسوة بزملائهم الفنانين العرب.

أيضا رأينا الصورة الجميلة والكوادر المتنوعة بمهنية، إضافة إلى تصميم الإضاءة والموسيقى المصاحبة للعمل، وكذلك الملابس ومواقع التصوير قد تم اختيارها بعناية، وخلفها مخرج متمكّن لا يقل عن المخرجين العرب.

بل ربما يفوقان أعمال عربية شاهدناها هذا العام؛ لذا نجزم بأن صناعة الدراما الليبية استطاعت أن تدخل سباق رمضان هذا العام مع المعروض من المنتوج العربي.

ما ينقصنا الآن هو عملية التسويق والتعريف بمنتوجنا لسوق الإنتاج الدرامي، نعم نحن الآن انتقلنا من المحلية إلى العربية وبشهادة مختصين في هذا المجال من صحفيين متخصصين بصناعة الدراما ومخرجين عرب أشادوا بمسلسلي «السرايا» و«السيرة العامرية».

- الدراما الليبية.. من «الهاربة» إلى «زنقة الريح»

لا يسعني هنا إلا أن أتقدم بدعوة لقنواتنا الخاصة بأن تسهم في هذه الصناعة التي ستعود عليهم بالفائدة، علما بأنه أصبح لدينا كما هائلا من الممثلين الشباب، الذين أثبتوا مقدرتهم في هذه الأعمال وما سنحتاجه هو إعداد مجموعة من الشباب في الجانب الإنتاجي.

ودعوة خاصة لمؤسسات الدولة، للمساهمة في إقامة ورش عمل لكتاب السيناريو وفنيي التصوير والصوت والمهام المرافقة للعملية الإنتاجية.

الفنانة زبيدة قاسم (بوابة الوسط)
الفنانة زبيدة قاسم (بوابة الوسط)
مسلسل السيرة العامرية (الإنترنت)
مسلسل السيرة العامرية (الإنترنت)
مسلسل السرايا (الإنترنت)
مسلسل السرايا (الإنترنت)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز على منصة «نتفليكس» قريبا
«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز على منصة «نتفليكس» قريبا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية في تركيا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية ...
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل سنوات قلِق على المستقبل
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل ...
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة «إيسيسكو»
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم