ألقى الباحث في مجال الجيولوجيا الأثرية، رمضان الشيباني، الأربعاء، محاضرة بالمركز الليبي للمحفوظات بعنوان «ممتلكاتنا الثقافية: تراث ينهب وتاريخ يطمس»، تطرق خلالها إلى السرقات التي تعرضت لها الآثار الليبية من تماثيل وأوانٍ ومجسمات تجسد مراحل وعصور مهمة من التاريخ، وكيف يمثل فقدانها خسارة ثروة وطنية لا تقدر بثمن.
وأشار إلى أن القرنين الثامن والتاسع عشر يمثلان بداية خروج الآثار من ليبيا، والتي قسمت إلى آثار مهجرة والمقصود نقلها أثناء الحقب الاستعمارية، والثانية ما يجري سرقته على مدار اليوم والساعة، وغالبا ما يكون مصدرها من المتاحف أو المخازن أو الودائع الموجودة في بنوك الدولة إضافة إلى النبش والبحث عن الكنوز وهو منتشر بكثرة، وكذلك يسهم في فعل السرقة التقصير والإهمال من الجهات المعنية بالمحافظة عليها.
وذكر الشيباني أن السرقات في القرنين المذكورين تجري بفعل البعثات الأجنبية حيث وجد في منزل القنصل الإنجليزي قائمة بمنقولات بلغت 500 قطعة أثرية وكذلك إسهامه في نقل 40 عمودا من مدينة لبدة إلى مالطا ثم بريطانيا، وما تجرى على يد القنصل الفرنسي من نقل 29 عمودا من لبدة أيضا سنة لتزيين قصر فرساي.
وعرضه بواسطة تقنية التصوير الضوئي للعديد من التماثيل الموجودة في المتاحف الأوروبية كتمثال أبوللو بشحات، و13 جسما منحوتا من منطقة قرزة الأثرية وغيرها من مناطق الجبل التي تعرض 65 قصرا أثريا منها للتدمير بفعل القصف العثماني لها أثناء احتلالهم للمنطقة؛ وهنا يتوجب الاستفادة من الاتفاقيات الثنائية الموقعة مع بلدان مثل أميركا وإيطاليا وتركيا لتعويض هذا الخراب بالصيانة أو بإقامة مشاريع بنية تحتية وغيرها.
وتوقف كذلك عند الخراب والتدمير الذي تعرضت له المتاحف الليبية بعد 2011 دون استثناء، وحجم العبث الذي طال بعضها أثناء تواجد تنظيم «داعش»، داعيا إلى دق ناقوس الخطر حماية لما تبقى خصوصا ونحن نعايش وضعا أمنيا هشا.
تعليقات