Atwasat

جيل جديد من المخرجات العربيات يبرز من خلال أفلام وثائقية جريئة

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 08 ديسمبر 2021, 10:33 صباحا
WTV_Frequency

إلى جوار النجوم والنجمات على السجادة الحمراء في مهرجان سينمائي نظم أخيرا في مصر، رائدة السينما في العالم العربي، برزت مخرجات شابات لفتن الانتباه بأفلامهن التسجيلية الجريئة التي تنوعت موضوعاتها، من قتل النساء إلى الثورات.

وأثناء مشاركتها في الدورة الخامسة لمهرجان «الجونة السينمائي»، تحدثت الممثلة والكاتبة العراقية زهراء غندور (30 عاما) إلى وكالة «فرانس برس» عن المحتوى الثقيل لفيلمها التسجيلي «نساء حياتي».

وقالت غندور إن «الموضوع الأساسي للفيلم هو حياة وموت سيدات شابات وفتيات في العراق. فهو يتناول طريقة تعامل المجتمع العراقي مع جرائم قتل المرأة كما لو كانت أمرا عاديا سواء قتلن على يد أفراد عائلاتهن أو نتيجة جريمة وقعت في الشارع». وأشارت الفنانة العراقية إلى «ظهور جيل جديد خلال السنوات الأخيرة بتوجه جديد»، خصوصا بعد انتفاضة العام 2019 التي طالبت بإزاحة الطبقة الحاكمة. وتابعت «نريد أن نخرج من القوالب الجامدة التي تضعنا فيها السينما العالمية».

ويتتبع فيلمها الذي يتضمن جانبا روائيا إلى جانب الجوانب الوثائقية، وتؤدي بنفسها دور إحدى شخصياته الخمس الرئيسية، جريمة شنعاء قتلت خلالها امرأة شابة، يشتبه في أن مرتكبيها هم أقارب زوجها. وقالت غندور «كامرأة تعيش في المدينة، أسمع كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع عن شابة قتلت. أنا شخصيا لا أشعر بالأمان». ورأت أن المجتمع العراقي لا يزال محافظا على نطاق واسع تحكمه التقاليد القبلية والعادات المتوارثة سواء في العاصمة بغداد أو في أبعد الأقاليم الريفية وهو ما ينعكس سلبا على النساء. وأضافت «إن حياتنا كعراقيين بشكل عام غير مستقرة ولكن قتل النساء بصفة خاصة لا يمكن الاستهانة به، فالأمر يتعلق بالحياة والموت».

حكايات أخرى
أما رافيا عريدي، وهي منتجة فلسطينية مستقلة، فتعتبر الأراضي الفلسطينية الممزقة بفعل الاحتلال الإسرائيلي لوحة سينمائية تروي من خلالها حكايات جديدة. وتعمل عريدي مع المخرجة الفلسطينية-الأميركية هند شوفاني على فيلمها الجديد «زرعوا أشجارا غريبة» الذي يجتهد طاقم العمل الدولي لوضع اللمسات الأخيرة عليه.

وتقول عريدي إن الفيلم «هو رحلة تأمل في الجليل تتبع الحياة اليومية للقرية التي تتحدر منها المخرجة، وتلتقي فيها أسرتها الكبيرة للمرة الأولى منذ أن تركتها قبل عشرين عاما بعد أن فقدت والديها». وتشرح عريدي كيف أن السينما الفلسطينية المستقلة بتراثها الثري هي التي فتحت المجال لظهور مخرجين بارزين مثل هاني أبو أسعد وإيليا سليمان اللذين تم اختيار أفلامهما للمشاركة في الأوسكار ولنيل جوائز في مهرجان «كان». وتضيف «نريد أن نوضح أن ثمة الكثير من الحكايات الأخرى في فلسطين غير الحرب والدمار والاحتلال وهو ما نراه في وسائل الإعلام الكبرى. ثمة حياة وهذه الحياة لها إيقاع معين».

الطريق لا يزال طويلاً
من جانبها، ما زالت كاتبة السيناريو والمخرجة التونسية فاطمة رياحي في المراحل الأولى من فيلمها الوثائقي الطويل الذي يحاول أن «يحكي تاريخ تونس خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة من خلال سيرة ذاتية وحكاية شخصية».

ويركز الفيلم على والدها والدور الجريء الذي لعبه ضمن مجموعة خططت لإطاحة نظام حكم الحبيب بورقيبة من خلال انقلاب عسكري في العام 1987، والأوضاع الراهنة بعد الثورة التي أطاحت خليفته زين العابدين بن علي في 2011.

وقالت المخرجة، وهي في منتصف الثلاثينيات، إنها تأمل في «أن يقدم الفيلم قراءة بديلة لثلاثين عاما من تاريخ تونس من الانقلابات إلى الثورات إلى ما نشهده حاليا في عهد قيس سعيد».

وحل سعيد الحكومة ومنح نفسه صلاحيات واسعة في الخامس والعشرين من يوليو مبررا ذلك بـ«تهديد وشيك» للبلاد. ويقول بعض معارضيه إنه يريد أن يفرض دكتاتورية جديدة.

ولاحظت السينمائية التونسية إن «عدد المخرجات من النساء أقل دوما من الرجال في السينما العربية، غير أنها ليست ظاهرة إقليمية فحسب بل هي دولية كذلك». وأوضحت دراسة أجرتها جامعة «نورثويسترن» بقطر في العام 2016 أن 26% فقط من صناع السينما المستقلة في العالم العربي من النساء، ولكنها أشارت كذلك إلى أن «المخرجات النساء ضعف المخرجين في مجال الأفلام المستقلة».

وفي مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» الذي اختتم الأحد، تنافس 22 فيلما على الجوائز الكبرى نصفها تقريبا من إخراج سيدات. وأكدت رياحي أن «الطريق لا يزال طويلا»

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
فنانون أيرلنديون يطالبون بمقاطعة «يوروفيجن»
فنانون أيرلنديون يطالبون بمقاطعة «يوروفيجن»
لأول مرة.. ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب في 2024
لأول مرة.. ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب في 2024
ذكرى الوحدة الوطنية تحت مجهر القبة الفلكية
ذكرى الوحدة الوطنية تحت مجهر القبة الفلكية
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم