يخضع معلَم طاق كسرى الأثري، الذي يبلغ عمره 1400 عام، والذي يُعد أكبر قوس مشيد من الطابوق في العالم، لأعمال ترميم، حسب السلطات العراقية.
ويعد النصب التذكاري الشهير الذي يعود إلى القرن السادس، والذي يقع على بُعد حوالي 30 كيلومترًا جنوب العاصمة بغداد، آخر مبنى لا يزال قائمًا من العاصمة الإمبراطورية الفارسية القديمة قطسيفون، وفق «فرانس برس»، الجمعة.
ونفذت أعمال ترميم في هذا الموقع الأثري المعروف أيضًا باسم طاق كسرى من اسمه الفارسي، في العام 2013 بعد سقوط جزء ضخم بسبب الرطوبة الناجمة عن الأمطار الغزيرة. لكن الطوب الجديد أيضًا بدأ في التهالك بعد هطول الأمطار العام الماضي.
وقال وزير الثقافة العراقي، حسن ناظم، خلال جولة في الموقع، الأربعاء، إن الأعمال الجارية تهدف إلى وضع دراسات عن التربة وعن الأساسات و«تدعيم» الموقع القريب من ضفة نهر دجلة والمعرض لخطر تسرب المياه الجوفية.
وقال خبير الحفاظ على التراث، ديفيد ميشيلمور، الذي يعمل مع فريق من علماء الآثار من جامعة بنسلفانيا إن المرحلة الأولى من الأعمال «الطارئة» التي بدأت في مارس الماضي تنتهي الشهر المقبل. وأضاف أن «ما يتداعى حاليا ليس البناء الساساني الأصلي ، بل الترميمات الحديثة».
وقال: «كان هناك الكثير من إعادة الإعمار في 2013-2014، وربما يحتاج الأمر إلى إزالة كل هذا واستبداله». وبدأ بناء القوس العام 540 بعد الميلاد خلال حروب السلالة الفارسية الساسانية الطويلة مع الإمبراطورية البيزنطية.
وكان جزءًا من مجمع قصر شيد قبل ثلاثة قرون. يبلغ ارتفاعه 37 مترًا، وهو أكبر قوس مبني من الطوب في العالم.
وأوضح رئيس هيئة الآثار والتراث ليث مجيد حسين إن المرحلة الحالية ممولة من التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع («الف») بموازنة قدرها 700 ألف دولار. وأعرب عن أسفه «لأخطاء عدة» في الترميم السابق ، بينها «وضع طبقة أسمنتية فوق الطاق».
وأضاف أن «ثمة خططًا كبيرة لإعادة تأهيل الطاق وترميمه بشكل كامل لكي يكون بحالة ثابتة صلبة لا تتعرض لاهتزازات وانهيارات».
وأعلن صندوق التراث العالمي في العام 2004 أن القوس مهدد بالانهيار نتيجة تسرب المياه. وجاء سقوط بلاطة بطول مترين في أواخر العام 2012 ليؤكد دقة هذه التحذيرات.
تعليقات