Atwasat

لا كرامة لـ«جليلي» في وطنه.. مأساة مخرج إيراني

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 12 نوفمبر 2021, 04:50 مساء
WTV_Frequency

يعبر المخرج الإيراني، أبو الفضل جليلي، دومًا عن استغرابه لمنع سلطات بلاده عرض أفلامه، رغم تحقيقها نجاحًا عالميًّا كبيرًا، غير أن ذلك لم يطفئ شعلة عزيمته.

ويشارك جليلي حالياً في مهرجان السينما الإيرانية في شانتيي قرب باريس، بينما يعزو الجفاء الرسمي الإيراني تجاه أعماله إلى أن «المسؤولين لا يرتاحون لي»، وفق «فرانس برس».

ومع ذلك، «إذا ما أراد المرء فهم إيران، عليه متابعة أعمالها السينمائية لأنها تمثل روح هذا البلد»، وفق علي رضا خليلي، أحد منظمي مهرجان السينما الإيرانية، الذي يقام بدورته الأولى في منطقة شانتيي قرب العاصمة الفرنسية، ويستمر حتى الأحد.

ويُعرض في ختام المهرجان فيلم «الطريق المعاكس»، أحدث أعمال أبو الفضل جليلي. لكن هذا العمل لم يحصل على إذن بالعرض في بلده الأم، فمن أصل نحو اثني عشر فيلمًا أخرجها جليلي، وحده فيلم واحد نال إذنًا بالعرض في إيران، ولأسبوع واحد فقط.

والفيلم المذكور صدر سنة 1987 بعنوان «غال» ويروي قصة مراهق متهم بنشر صحف محظورة يتم إرساله إلى مركز تأهيل.

ويوضح جليلي: «سألت ذات مرة: لأي سبب تمنعون عرض أفلامي؟ فأجابوني: الناس يعتقدون بأن ما يظهر في أفلامك واقعي وما يحصل فيها حقيقي».

وفي فيلم «الطريق المعاكس» (2020) الفائز في مهرجان السينما الآسيوية في شنغهاي، يروي جليلي قصة سينمائي شاب يدعى «إمكان» يصطدم برفض مؤسسات بلاده عرض أفلامه.

ولدى سؤال المخرج عن الشبه بينه وبين بطل فيلمه، يقول جليلي الذي بدأ مسيرته بتصوير وثائقيات ويؤخذ عليه أسلوبه المباشر للغاية: «إمكان لم يعانِ سوى عشرة في المئة مما عانيته أنا في مجال السينما».

وعلى صعيد نشر الإنتاجات الثقافية الإيرانية، تعتمد الجمهورية الإسلامية سياسة ملتبسة: إذ أن الرقابة ليست صارمة في كل الأحيان وبعض السينمائيين يحظون بدعم رسمي كبير، وتفاخر طهران بتقديم أعمالهم، من بينهم أصغر فرهادي، فيما يواجه آخرون حظرًا في بلدهم.

الإبقاء على التواصل
بذلك، رغم فوز فيلمه «رجل نزيه» بجائزة في مهرجان كان السينمائي سنة 2017، حُكم على المخرج محمد رسولوف بالسجن عاماً واحدًا بتهمة القيام بدعاية سلبية ضد النظام الإيراني.

وبعض المخرجين الآخرين يقبعون في منطقة رمادية، إذ يكال لهم المديح أحياناً، فيما يواجهون الحظر في أحيان أخرى أو يتم الترويج لأعمالهم فقط في الخارج، ومن بين هؤلاء أبو الفضل جليلي.

وبدأ جليلي المولود سنة 1957 في مدينة ساوه وسط إيران، مسيرته بإخراج أفلام تلفزيونية. ورغم العقبات، لا يزال يعمل على أفلامه ويصورها في بلده ويركز في أعماله على شخصيات لأطفال أو مراهقين.

ونالت أعماله مكافآت عالمية كثيرة: في مهرجان البندقية سنة 1996 فيلم «ديت يعني فتاة»، وفي مهرجان لوكارنو العام 1999 فيلم «رقصة الغبار». كما شارك في المسابقة الرسمية بمهرجان كان السينمائي العام 1999 بفيلم «قصص كيش».

ويوضح جليلي: «عندما أعترض، يسألونني عن سبب امتعاضي بما أن أفلامي تحقق نجاحاً في البلدان الأخرى».

ويعتمد أساليب مختلفة للإبقاء على التواصل مع الجمهور الإيراني. ويقول :«أدلي بمقابلات وأقوم بمداخلات في الجامعات عبر إنستغرام». ويقول إنه يقصد السينما لرؤية الناس وليس فقط لمشاهدة الأفلام. ويحضِّر أبو الفضل جليلي لفيلم طويل ويأمل الإفادة من أكبر قدر ممكن من الدعاية.

ويضيف: «البعض يقول لي إني يجب أن أستبعد الولايات المتحدة. لكن واجبي كفنان يقتضي بجذب الجميع من دون استثناء»، فيما يسود توتر شديد علاقات البلدين منذ عقود.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية في تركيا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية ...
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل سنوات قلِق على المستقبل
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل ...
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة «إيسيسكو»
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة ...
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم