- راديو الوسط
| - |
- جريدة الوسط
| - |
- قناة الوسط
| - |
- الجمعة 19 / أبريل / 2024|
حضرت أناشيد الذكر بقوة، صباح الثلاثاء، في رواق مسجد الدعوة الإسلامية بميدان الجزائر، ابتهاجًا بذكرى مولد النبي محمد «صلى الله عليه وسلم»، وفيما تحلق مشائخ الزوايا على أضواء الشموع، مرددين في إيقاع جماعي ساحر أشعار المديح وأوردة في وصف الرسول الكريم، ينعكس صداها الروحي على رواد الحلقة من أطفال وشيوخ وشباب، وهم يستمعون بإعجاب لموسيقى أبيات وتواشيح تمزج بين التفاعل الوجداني والبعد الديني، وهي تتجسد كتقليد يعبر عن تاريخ المكان وثقافة وهوية البلد.
وانتقلت مظاهر الاحتفال في مرحلة ثانية من المسجد إلى ميدان الجزائر، في اتجاه ساحة الشهداء، في مشهد كرنفالي تصاعدت فيه روائح البخور وتشابكت معه إيقاع الدفوف مشبوكة بأصوات الجمهور، الذي كان ملتحمًا مع المنشدين وأضفى رؤية جمالية للمشهد.
وكان التعبير عن المناسبة يأخذ إلى جوار مسار جوقة الدفوف مظاهره الفردية، كل على طريقته الخاصة نساء ورجالًا، تماهيًا مع الإيقاع العام.
مفهوم التواصل
قال المواطن فتحي الكريو في حديث إلى «بوابة الوسط» إن «المولد علاوة على ارتباطه بمناسبة عزيزة على نفوسنا كمسلمين، فهو أيضا لقاء اجتماعي يعزز مفهوم التواصل واللحمة بين الناس بعيدًا عن أي مغالطات دينية أو دعاوى شركية التي يحاول البعض إلصاقها بالمحفل النبوي».
ويرى فايز بن غشير كمتابع لهذه التظاهرة أنها فاعلية ثقافية بامتياز وتشكل وشيجة نفسية للتقارب وعاملًا مقاومًا للتطرف، ولكونها أيضا منصة رئيسة للبهجة ومحاولة لتناسى الآلام.
حفاظ على الموروث
أكد الدكتور محمود الديك على أن «أهمية الاحتفاء بمولد الرسول وما يصاحبه من حضور للأهازيج والأغاني، هو استحضار وحفاظ على موروث تضرب منابته في ذاكرة تاريخنا الديني والاجتماعي بقوة وبصورة تجعله يشكل إحدى المفردات المهمة للالتقاء شرقا وغربا شمالا وجنوبا».
ولخص المواطن فتحي البشوشي مجيئه للاحتفال كنموذج للإسهام في استمرار هكذا مناسبات، ورغبة ذاتية للانتشاء من مظاهر الفرح والحاجة لتجديد العلاقة الروحية بيننا كبشر وبين الفرد والمجتمع هي صيغة من صيغ التجدد وتجاوز الأخطاء أو استدراك شروخها اللاحقة.
تعليقات