Atwasat

لبدة الأثرية تبحث عن زوار

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 01 أكتوبر 2021, 10:08 صباحا
WTV_Frequency

يوصف موقع لبدة الأثري الواقع في غرب ليبيا، بأنه «روما أفريقيا»، الذي يتمتع بمقومات سياحية كبيرة، لكن عدد زواره لا يعكس أهميته التاريخية والحضارية.

ولا يستقطب هذا الأثر الروماني المهم المشرف على البحر في مدينة الخمس (غرب ليبيا) سوى قلة من الزوار، وبالكاد يطوف عدد محدود منهم في ممرات الموقع المدرج على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.

ويقول الليبي الستيني عبد السلام ويبة، خلال زيارته المكان: «عندما تدخله، كأنك تعود قروناً إلى الوراء»، حسب «فرانس برس».

شيد الفينيقيون «لبتيس ماغنا» المعروفة بـ«لبدة الكبرى»، ثم احتلها الرومان، وفيها وُلد الإمبراطور سيبتموس سيفيروس الذي حكمها بين العامين 193 و211 وجعل منها إحدى أجمل مدن الامبراطورية الرومانية آنذاك، بحسب منظمة اليونيسكو.

وشيد فيها الامبراطور بازيليكاً وميداناً لسباقات الخيل ومسرحاً يستوعب 15 ألف متفرج، ويوفر إطلالة خلابة على البحر الأبيض المتوسط.

ويرى أحمد العميم، وهو ليبي كمعظم زوار المعلم الأثري، أمام نصب يشبه قوس النصر الباريسي، أن السياح الذين يزورون ليبيا «من الضروري أن يمروا» بموقع لبدة الذي تبلغ مساحته نحو 50 هكتاراً.

تقريباً غير مستكشفة
أما إيهاب، فجاء مع عائلته من العاصمة طرابلس التي تبعد 120 كيلومتراً عن المكان، ويتذكر أنه زار لبدة صغيراً، ويقول: «كنت تلميذاً، واليوم أعود مع أبنائي».

ويلاحظ الطبيب (34 عاماً) أنها «مدينة جميلة، وهي أجمل موقع روماني خارج إيطاليا»، مشيراً إلى أنها «تقريباً غير مستكشَفة».

آثار تدهور الوضع الأمني والفوضى في البلاد منذ عشر سنوات مخاوف حول مصير هذا التراث المهم الذي صنفته منظمة اليونسكو العام 2016 مع ثلاثة مواقع أخرى من بين أهم الأماكن التراثية العالمية المعرضة للخطر.

ونجا موقع «لبتيس ماغنا» بآثاره الأخاذة من الصراع المسلح الذي شهدته ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي.

ويؤكد رئيس مصلحة الآثار في الموقع، عزالدين الفقيه، أن «المدينة لم تتعرض رغم الحروب لأي هجوم أو تهديد مباشر بعد الثورة». غير أن الموقع مهمش ويشكو «نقصاً في الموارد والدعم الحكومي منعدم»، بحسب الفقيه.

ويتابع: «في العام 2020، تمكنا مع ذلك من إطلاق مشاريع كان من المفترض تنفيذها قبل خمسين عاماً، كغلق المنطقة الشرقية، وتركيب مرافق حيوية وهي حمامات عامة ومكاتب إدارية، لكن الحفريات توقفت، وأعمال الصيانة تبقى سريعة و مستعجلة».

ويوضح المسؤول أن «ثمة مشاكل أكبر» ينبغي حلها، بالنسبة إلى الحكومات الحالية. وتوقف عمل بعثات الحفريات الأوروبية، خصوصاً منها الإيطالية والفرنسية بسبب انعدام الاستقرار في البلاد، «فرانس برس».

مصدر دخل
وشهد القطاع السياحي في ليبيا طفرة خجولة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكنه يبقى اليوم مغيباً في بلد يعتمد اقتصاده أساساً على النفط.

وفي تلك المرحلة كان بالإمكان زيارة ليبيا بعد عزلة طويلة عن المجتمع الدولي. فعلى إثر رفع الحظر الأممي عليها العام 2003، تم منح تأشيرات سياحية للمرة الأولى، واستُحدثَت وزارة خاصة بهذا القطاع الاستراتيجي بهدف دفعه وتطويره.

وتوقف كل شيء في العام 2011 مع سقوط نظام القذافي ومقتله. إلا أن أمام «روما أفريقيا» فرصة اليوم في ظل استعداد ليبيا لطي صفحة عقد من الفوضى، ويرى الفقيه أن هذا الموقع يمكن أن يشكل للبلد الذي يبلغ عدد سكانه سبعة ملايين نسمة «مصدر دخل» وأن «يوفر آلاف الوظائف، إذا تم استغلاله بالطريقة الصحيحة». ويضيف أنه قادر على استقطاب «ملايين السياح»، مما يسهم في ضخ «مليارات الدولارات في رصيد الدولة». ويعتبر أن «مدينة لبدة تزداد أهمية بمرور الزمن وسيأتي يوم يختفي فيه النفط لكن لبدة باقية».

ويدعم عمر حديدان (49 عاماً) هذا التوجه ملاحظاً أن المدينة «أهملت دائماً من قبل الدولة ولا توجد حفريات ولا اكتشافات جديدة ولا حملة سياحية». ويخلص حديدان إلى أن «لبدة أفضل من عشر آبار نفطية».

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
نقابة الممثلين المصرية تمنع الإعلام من عزاء «السعدني».. وتعتذر للصحفيين
نقابة الممثلين المصرية تمنع الإعلام من عزاء «السعدني».. وتعتذر ...
انطلاق فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مالمو للسينما العربية في السويد
انطلاق فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مالمو للسينما العربية في ...
جلسة وجدانية حول «زياد علي» في مركز المحفوظات الأربعاء
جلسة وجدانية حول «زياد علي» في مركز المحفوظات الأربعاء
«سيفيل وور» يواصل تصدّر شباك التذاكر في الصالات الأميركية
«سيفيل وور» يواصل تصدّر شباك التذاكر في الصالات الأميركية
نقل المغني كينجي جيراك إلى المستشفى بعد إصابته بطلق ناري
نقل المغني كينجي جيراك إلى المستشفى بعد إصابته بطلق ناري
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم