نظّم المركز الليبي للدراسات الثقافية، أمس الإثنين، بدار حسن الفقيه، محاضرة عن الذاكرة الثقافية ألقاها الشاعر صالح قادربوه رئيس المركز، مبينًا في ورقته أن جميع أشكال ومستويات الثقافة تعبر وتشارك في ثلاثة جوانب أساسية، وهي القيم والافتراضات والرموز.
وأشار إلى أن التوجه إلى مناقشة مفهوم التأصيل والتجذير في الحقل الثقافي، هو محاولة لتفكيك ما خلف المفهوم من أسئلة ديناميكية، تتعلق بالشكل الاجتماعي في رغبة بنيوية علمية وملحة للعقل.
مضيفا أن ربط التأصيل بالذاكرة يقدم لنا على الطاولة مادة مغرية للتشريح؛ حيث يتعلق الأمر، حينئذ، بدرس الآليات ومدى ملاءمتها لألعاب المنهج والمعرفة والعلم.
ويرى قادربوه أننا نواجه واقعيا بمجموعة من الأسئلة، منها هل الذاكرة الجمعية في التفكير الاجتماعي الثقافي قابلة للتأصيل، وأي أنواع التأصيل أو محاولات أكثر جماعة، وفي مستوى الهوية، أين تقع ثقافتنا، عند العمل على تأطير شكل ذاكرة مجموعتنا البشرية، وهل العمل سيكون انتقائيا، وكيف نرسم ملامح مقربة للحالة الثقافية التي توحدنا.
وفي إجابة على جزء من هذه الأسئلة، توقف الباحث حسين المزداوي عند أهمية تعريف الذاكرة وأدخلها حيز الممارسة، لكي يصبح لهذا التعريف جدوى علمية، ودلالته من وجهة نظره لا بُد أن تسير في شقين أفقي واصطلاحي.
وقدم المزداوي شواهد تاريخية تنهض على سؤال رئيس ماذا تعني الذاكرة، وتوقف عند أحداث بعينها كدلالة على ضرورة الالتفات والانتباه لمعنى الذاكرة في مفهومها الثقافي، ولكونها تمثل وجدان وكيان وسيرة التاريخ الاجتماعي والديني والسياسي كذلك وتأصيل لمنابت هذا البلد.
تعليقات