الفنان البديع محمد بن لامين

كنت أعرف أن محمد بن لامين، فنان تشكيلي وكفى، لكن تجربته المرعبة، التي مر بها، وتحدث عنها، ووثقها لوحات، كانت كفيلة بانتباهي إلى موهبته الواضحة. التجربة تمثلت في خطفه إبان ثورة فبراير 2011 وسجنه في سجن «بوسليم» المرعب في طرابلس، وتزامن ذلك مع حصار مدينته مصراتة، وما تعرضت إليه من قصف مدمر وقتل، وتنكيل، فرسم ما يعتمل في صدره من قبح على جدران زنزانته، وهي التي صورتها عدسة فريق «بي بي سي» عندما دخلت سجن بوسليم، بعد سقوطه وتحرير المعتقلين، ثم عدت مثلما عاد المهتمين إلى أعماله التي نشرت من قبل على موقعه "السقيفة" وصفحته الفيسبوكية قبل القبض عليه، وهي التي واكبت أحداث الثورة التونسية، وأيضا ميدان التحرير بمصر.

نحن القبح إن أردنا ونحن الجمال، ايضا!

عن تجربته المريرة تلك قال: حاولت أن أحيل مواد القتل والقذائف وصنوف الرصاص كهيئة الراقصين العشاق، وأنفخ في جمهرتهم شيئا من الابتهاج والإصرار على الحب والحياة ليأتي العمل الفني باثا لرسالة مفادها أننا نحن القبح إن أردنا ونحن الجمال، ايضا!، ويستطرد: من هنا يواصل الفن دوره في تجريم وتبغيض القتل والعنف وانتهاك الإنسان وانتزاع أراضٍ وسماوات جديدة تكرس الأمل والحب والسلام فلا يمكن لأحد أن ينعم بالحرية الحقيقية، وهو يرزح تحت قيود الأنا الضيق والذات المخالطة للفساد.

انتشر عالميا منذ أن انتصبت منحوتة «شمس الحب»  فيى الصين

ولد الرسام والنحات محمد بن لامين العام 1969 في مدينة مصراتة. استهل مسيرته الفنية بالرسم، ثم اتجه إلى النحت، ومنه إلى التصوير. كانت مرحلة البحث عن الذات، عن وسيلة تعبيره عن قلقه وقلق جيل تسعينيات القرن الماضي، في ليبيا عموما، وفي مدينة مصراتة تحديدا، بمحاولات ورواء، وبأساليب وتقنيات جديدة. وكان ذلك سبب تميز أسلوبه منذ قناعته بالتجدد والبحث، فجرب مواد مختلفة وجديدة في الرسم، ومن ثم في النحت. وسريعا ما انتشر عالميا منذ أن انتصبت منحوتة «شمس الحب» سنة 2007 في حديقة عامة في إحدى المدن الصينية. في أبريل 2014 وبدعم من منظمة DCA، وهي منظمة غير حكومية دنماركية موجودة في ليبيا، والمركز الليبي للألغام LibMAC، انجز نصب فني زجاجي على شكل حرف (NO) بالإنجليزية خارج صالة القادمين الجديدة في مطار مصراته الدولي، وذلك في إطار برنامج حماية الأمن والاستقرار، التي تمولها الهيئة الأوروبية للمساعدات.

وضع كتاب مشترك عن صورة النور في كتاب «مشكاة الأنوار» لأبي حامد الغزالي.

شارك في كثير من المعارض المحلية والدولية في مصراتة وطرابلس وبنغازي وفلورنسا والصين وغيرها، ومن تلك المشاركات الفنية المهمة، مشاركته بفعاليات الدورة الأولى لملتقى «نحت دبي» في مارس 2013، الذي نظمته دار الثقافة والفنون في دبي، مع أربعة عشر نحاتا، يجسدون عنوان هذا الملتقى، وهو «روح دبي» في أعمالهم النحتية. ومشاركته في شهر أكتوبر 2015 بمعرض رتوش الجماعي الخيري للفنون، الذي نظمه نادي الهواة الجامعي في مدينة مصراته، والذي خصص ريعه من شراء أعمال الفنانين المشاركين فيه، إلى العائلات المحتاجة وأسر المتضررين من الحرب والنازحين.

عمل مع الفيلسوف الجمالي الإيطالي المعروف «إيتيلو تافيرنا» على وضع كتاب مشترك يتناول جماليا وتشكيليا صورة النور في كتاب «مشكاة الأنوار» لأبي حامد الغزالي.

 - - معذرة، لقد  استعصى علىّ تسمية اللوحات مثلما اعتدت، فاللوحات مبهجة وحزينة في آن واحد. تتداخل الوان البهجة مع مسحة حزن. لوحة واحدة اسميتها من عندي "  شن صار.. شن صار ! " 

راجع الرؤية الفنية لأعماله من خلال الربطين: 

http://alwasat.ly/news/art-culture/27715

http://makamin.blogspot.com/2019/02/blog-post_93.html

الفنان محمد بن لامين

" شن صار .. شن صار ! "

اثناء عملة في منحوتة نصب الحب في الصين

الفنان وشمس الحب