ألقى الباحث رمضان الشيباني المختص في علم الآثار، محاضرة، بمنتدى السعداوي، حملت عنوان «تراثنا بين مطرقة الجهل وسندان العبث»، تناول خلالها الإهمال والتخريب الذي طال التراث الأثري الليبي وكذا الخطوات الواجب اتخاذها للمحافظة عليه.

وعدد الشيباني في محاضرته، التي ألقاها الأربعاء، دوافع التخريبيين التي تستند على جملة من العوامل كالتاريخي الذي يلحق الآثار بحقبة الاستعمار ويرى فيها رمزا للسيطرة والغزو، مع أن الكثير من الآثار حتى في الأزمان البعيدة بنيت برؤية وأياد ليبية، وأسهمت القبائل والمكونات الاجتماعية آنذاك في المحافظة عليها وحصانتها من التدمير.

ومن الدوافع ما هو ربحي يبحث فيه المخربون عن الكنوز والأشياء الثمينة بغية بيعها وتهريبها، بالإضافة إلى إشكاليات حجج الملكية التي يرى فيها المواطن أحقية التصرف في الموقع الأثري بسبب وجوده في حيز سنده العقاري، وهو ما أدى إلى ضياع ومسح العديد من المدن الحجرية القديمة بمعالمها النادرة.

طالع: توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين الشركة القابضة للاتصالات ومصلحة الآثار

ويلحق الباحث العامل الديني كذريعة يستخدمها البعض لإزالة الشواهد والتماثيل والقباب، التي ترمز لفترات زمنية مختلفة وتعطي صورة عن ملمحها المعماري والفني، كما أسهم ضعف المؤسسات المعنية بالآثار في تفاقم المشكلة خصوصا في غياب ما يعرف بإدارة الأزمة داخلها التي تسعى إلى إيجاد الحلول قبل وقوع الحادثة، إضافة إلى غياب الرادع القانوني والفساد.

ويصل المحاضر في حديثه إلى أن العامل المشترك في كل ما ذكر هو نقص المعرفة حول أهمية الموروث وكونه يمثل تاريخنا وهويتنا، وقدم نماذج في عرض ضوئي للمواقع التي تعرضت للنهب والتخريب في شحات وصبراتة والجغبوب وبني وليد، وكذا المتاحف كالسرايا وقصر الخلد وطلميثة وسوسة.

وتوقف الباحث عند غياب احترام الخصوصية الليبية فيما يخص المواثيق والمعاهدات الدولية حول الآثار، وشواهد ذلك في الاتفاقية الليبية الأميركية الموقعة سنة 2018، التي تنص في مادتها الأولى على عدم الاتجار بالآثار الليبية التي يرجع تاريخها في الفترة المحصورة بين 120000 و1750 سنة، ويبقى السؤال حول مصير الآثار الواقعة خارج هذه الفترة، وهل ستنجو من التزوير والسرقة؟

الباحث رمضان الشيباني يحاضر في منتدى السعداوي (فيسبوك)

الباحث رمضان الشيباني يحاضر في منتدى السعداوي (فيسبوك)