Atwasat

فنانة مغربية توظف الرسوم المصورة لتحرير المرأة

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 31 مارس 2021, 02:25 مساء
WTV_Frequency

تنشط الرسامة المغربية زينب فاسيكي بانتظام دورات تكوينية في الرسوم المصورة لحث الشباب على صقل مواهبهم من أجل «تغيير المجتمع» وتحرير المرأة، وتعد الفنانة الشابة (26 عاماً) من رواد الرسوم المصورة، التي توظفها للدفاع عن المساواة.

استقطبت مداخلتها الأخيرة نحو عشرة تلاميذ ورسامين محترفين أواسط مارس في الدار البيضاء تهدف إلى مساعدتهم على إيجاد أجوبة إبداعية، للرد على تعليقات مسيئة بثها بعض رواد المواقع الاجتماعية، بخصوص مبادرة «حتى أنا» (أنا أيضاً) للتنديد بالاعتداءات الجنسية ضد النساء، وفق «فرانس برس».

وتعرب زينب عن استهجانها، قائلة: «نحن هنا لمواجهة ثقافة الاغتصاب هذه التي تحمل الضحية مسؤولية ما تتعرض له، بينما تبرئ الجاني»، قبل أن تترك للمشاركين حرية التعبير سواء بأقلام الرصاص أو على لوحات رقمية.

تعرف زينب فاسيكي عن نفسها بأنها «فنانة ناشطة» تجمع بين الفن والدفاع عن حقوق المرأة. ويعد الفن بالنسبة إليها «وسيلة أساسية من أجل التغيير، فالصورة تملك سلطة خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي».

وشاركت أخيراً في توثيق حلقة من سلسلة «حتى أنا» الوثائقية على «يوتيوب»، تتضمن شهادة صادمة لشابة مغربية (22 عاماً) كانت ضحية اغتصاب لسنوات من طرف شقيقها، مقابل لامبالاة تامة من والديهما.

عار
خلافا لحركة «مي تو» التي ظهرت في الولايات المتحدة قبل بضع سنوات اختار معظم الضحايا المشاركات في هذه السلسلة الحديث من وراء حجاب، حيث خضعت أصواتهن لتعديل تقني وركبت على رسوم مصورة.

فزيادة على الشعور «بالعار» والوصم الاجتماعي يمكن أن يتحول فضح اعتداء جنسي إلى ملاحقة الضحية بمقتضى قانون يجرم إقامة علاقات جنسية دون زواج، كما يذكر منتج هذه السلسلة يوسف الزيراوي.

تقول زينب فاسيكي إنها أصبحت مناضلة نسوية وهي في الرابعة عشرة حين تولد لديها هذا الوعي «تزامناً مع سن البلوغ، وشعورها بأن المرأة ينظر إليها في الغالب كأنها خطيئة». وتضيف: «الثقافة التي ترى أن من حق الرجل الوصاية على المرأة ومراقبتها، في إطار منظومة أبوية تعامل فيها المرأة كأنها ليست كائناً مسؤولاً عن اختياراته».

وتناضل زينب من خلال رسومها من أجل «تغيير القوانين التي صاغها رجال للتحكم بأجساد النساء». وتعتبر الكاتبة والناشطة النسوية الفرنسية سيمون دو بوفوار مثلها الأعلى ومؤلفها «الجنس الآخر» مرجعها.

أما تكوينها الفني فيعود إلى «مطالعتها قصص الرسوم المصورة» منذ طفولتها، قبل أن تبدأ الرسم في سن المراهقة و«تلتقي مؤلفي رسوم مصورة خلال مهرجانات» عندما صار بمقدورها السفر.

اشتهرت الفنانة العصامية خصوصا على المواقع الاجتماعية من خلال رسم نفسها عارية، «ثم من خلال رسوم تظهر أجساد نساء كما هي دون أية خطوط حمراء».

مقاومة
وتتابع: «تعتقد بعض المناضلات النسويات أن رسم أجساد عارية لا يخدم القضية، لكنني أظن أنه بمثابة ثورة ومقاومة إزاء تاريخ مبني على الأبوية».

ومنحها ألبوم «حشومة» (عيب) الذي نشر أخيراً صدى أكبر ويتناول «الثقافة التي ترى في التعرض لجسد المرأة نوعاً من العيب»، في بلد ما تزال فيه التربية الجنسية غائبة عن المناهج التعليمية. نشر هذا الألبوم في باريس العام 2019 بعدما رفض ناشرها المغربي اعتماده، وأعيد طبعه مرات عدة محققاً «مبيعات جيدة» في المغرب، وفق ناشرها فلوران ماسو.

ويقول ماسو: «زينب جد شجاعة وتبقى دائما إيجابية رغم أنها تتعرض للكثير من الشتائم على المواقع الاجتماعية».

تحضر الفنانة «معرضاً كبيراً» في متحف الفن المعاصر بتطوان (شمال) الخريف المقبل، كما ستشرع في تقديم دروس لطلبة مدرسة الفنون الجميلة بالمدينة. وتعرب عن سعادتها الغامرة لأنها «ستواجه» من تصفهم بـ«الفنانين الذين يعارضون العري الفني».

تطمح زينب أيضاً من خلال الدورات التكوينية التي تشرف عليها إلى «تطوير حضور النساء في الميدان الفني» و«مساعدة الفتيات للتخلص من التحكم الأسري». وتقول: «عندما بدأت أنشر على المواقع الاجتماعية خيرتني أسرتي بين التوقف أو أن أعتبر نفسي خارجها»، لكنها لم تتوقف.

بالنسبة إليها «هذا النوع من التحكم في أطفال لا يقترفون أي ذنب سوى التمتع بهواياتهم دمر آلاف المواهب».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز على منصة «نتفليكس» قريبا
«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز على منصة «نتفليكس» قريبا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية في تركيا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية ...
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل سنوات قلِق على المستقبل
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل ...
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة «إيسيسكو»
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم