يعد الفنان التشكيلي القذافي الفاخري من المتفوقين من حيث خصوصية التعبير الأدبي الليبي، فأعماله دائمًا ترفض الثبات على رتابة الأسلوب الأكاديمي، لتفترض حيويتها وتمردها وتسهم في إضافة حياة أخرى للمشهد الفني الليبي.
تتميز أعماله بسرد شعري يستفيد من إرث فن الرسم ضمن كلاسيكيته، ناثرًا على خشبة المشهد التشكيلي عناصر تفرط مكابدة وصراعًا، وتلتف بلونها بحثًا عن الحرية والانطلاق السردي الشعري، إنها عناصر تجول اللوحة بحركة لون مجرد وخطوط إيحائية.
هذه الخطوط تجبرنا على تفعيل الحوار الداخلي وكأن الفنان يتعمّد هذا التحايل في جعل رسوماته مفتوحة بلا خواتم، لتظل هكذا: دائمًا ينقصها نهاية مشهد، مما يستقطب أو يستدرج إعادة القراءة والمشاركة في وضع نهايات لها،فأصبحت الأعمال ذات قيمة جمالية مكثفة الحضور، عبر تجريد فني يعرف كيف يستخدم خامة اللون بخبرة ناضجة اختمرت في ذاكرته.
استطاع الفاخري أن يمتلك رصيدًا غنيًا من المشاركات في المحافل الوطنية والعربية والعالمية، بين المعارض الجماعية والفردية؛ حيث تصل جسور المشاركات إلى إيطاليا والمغرب ودول مجاورة.
ولم يكتف الفاخري بالفن التشكيلي فقط، بل طالت تجاربه التطبيقية المسرح أيضًا عبر كتابة مسرحية «الوسواس» و «قطارة الملح».
تعليقات