أقيمت بزنقة باكير بالظهرة، الخميس، أمسية احتضنها بيت «عبدالرزاق العبارة» أحياها الفنان يوسف الغرياني الشهير بـ«قزقيزة»، الذي سلط في ورقة له بعنوان «من الإبداع إلى الإمتاع» الضوء على جوانب من الحياة الشخصية والفنية للكاتب والشاعر الراحل أحمد الحريري وذكرياته معه، التي استمرت لخمس وثلاثين سنة، ملمحا إلى دوره ككاتب طليعي وشاعر تنويري عبر بالأغنية الليبية من وضعيتها النمطية الساكنة إلى أفق مغاير من التجدد والنضوج.
وعقب كلمة حيا خلالها المسرحي عبدالرزاق العبارة الحضور، تطرق الباحث مختار دريرة في حديث تعريفي بالمحاضر إلى ملامح من سيرة «الغرياني» الذي شهدت أزقة وحواري المدينة القديمة منابت طفولته، ثم يلتحق بالجامعة متحصلا على بكالوريوس بعلم الاجتماع، حتى دخوله عوالم الفن، مشيرا إلى تجربته في فن المونولوج واتصالاته بمسرح قرطاج، وعمله مع الفنان محمد حقيق، إضافة إلى تقديمه العديد من الأعمال الركحية بمسرح الغزالة، وكيف مثلت سينما النصر محطة أخرى في حياته من خلال تأثره بالأعمال الكلاسيكية للسينما المصرية بألوانها الأبيض والأسود.
محطات من حياة الكاتب
توقف الممثل يوسف الغرياني عند محطات من حياة الكاتب أحمد الحريري المولود 1943، بالمدينة القديمة، الذي أجبرته ظروف أسرته على ترك الدراسة ليتجه إلى سوق العمل متدرجا من حرفة لأخرى حتى قادته الصدف للعمل مع خائط الأحذية اليهودي برخاني، الذي علم الحريري فن المقامات الموسيقية، ومع بدايات اكتشافاته هذا الفضاء تعرف على فنانين وأعضاء فرق موسيقية، ورموز ثقافية عملت على تشجيعه كالرائد الراحل فؤاد الكعبازي.
وأشار الغرياني إلى منعطف مهم في حياة الحريري وهو دخوله عالم السلطة الرابعة إثر تعرفه على الصحفي عبدالسلام المسلاتي، الذي قدمه للأديب عبدالقادر بوهروس، ثم تتواصل رحلته في هذا المجال بعد أن اكتشف فيه الكاتب الصادق النيهوم موهبته وقدمه إلى الصحفي هاشم الهوني لينضم إلى أسرة جريدة الحقيقة ببنغازي.
كما عرض «قزقيزة» من أرشيفه الخاص نماذج لنصوص نشرت للحريري بجرائد الميدان والحرية والرائد.. إلخ، وكذا صور شخصية وجماعية تبين بعضا من تفاصيل عمل الشاعر الراحل داخل حجرات الاستوديو أثناء التجهيز لأحد الأعمال الفنية.
وقدم الفنان بشير الغريب في ختام الأمسية عزفا على آلة العود عددا من الأعمال ألفها الحريري ضمن إسهاماته في مجال الأغنية مثل «الديس وتعدينا» و«يا سيد الحلوين».
تعليقات