Atwasat

عبدالله مليطان: صنعنا لعنتنا بأنفسنا حين ولينا الثقافة من ليست له صلة بها

طرابلس - بوابة الوسط: عبد السلام الفقهي الثلاثاء 02 فبراير 2021, 03:25 مساء
WTV_Frequency

بلد لديه تاريخ مسرحي لما قبل الميلاد ولا يوجد به مبنى واحد للعرض

هناك من حظرني على «فيسبوك» لإلحاحي عليه إرسال استمارة المعلومات

البعض أرسل سيرة ذاتية لا تحمل من صحة المعلومة إلا اسمه

يشكل العمل المعجمي في تتابعه وتراكمه رصيدًا مهمًّا في ذاكرة المشهد الثقافي والفكري، وهو ينهض على أسئلة تعنى بتتبع سيرة النص عبر رحلة كاتبه والعكس، وهو يرسم المسار العام لتاريخ النتاج الأدبي الذي يجسد زمن ظهوره تشخيصًا ببلوغرافيا لأبعاد التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجتمع.

ولكن ما المعايير الحاكمة في التصنيف المعجمي للنصوص، وكذا العراقيل التي تواجه مسارات هذا التوثيق، وكيف تبدو طبيعة العمل الأرشيفي لهذا الفضاء، أسئلة كانت مرتكز حوار أجرته «بوابة الوسط» مع الكاتب الدكتور عبدالله مليطان حول مسيرته مع التأليف المعجمي.

• ما المعيار الذي تبني عليه اختياراتك المعجمية؟
المعيار في مثل هذه الأعمال هو الاختصاص وتحديد إطار يرتبط بمجال محدد، أو بلد أو زمن معين، فعلى سبيل المثال الشعر مثلًا خصصت معجمًا للشعراء الليبيين صدر في طبعتين، الأولى في مجلد واحد عام 2001م والثانية في ثلاثة أجزاء العام 2008م، وحددت إطاره بالشعراء الذين صدرت لهم دواوين خلال الفترة من صدور أول ديوان شعري ليبي وحتى مارس 2008م «تاريخ صدور المعجم»، وهكذا كان ولادة معجم «القصاصين» في طبعتين الأولى العام 2001م في مجلد، والثانية العام 2008م، أما مدونة المسرح الليبي فقد صدرت طبعتها في ثلاثة أجزاء العام 2008م أيضًا، بمعنى أنني لم اتخذ معيارًا يتصل بجودة المنجز بل بمجاله وطبيعته، ذلك أن طبيعة المعاجم تتصل بحصر النوع، فيما تبقى تقدير قيمته مسؤولية النقاد وهي المهمة الرئيسة في نظري والأجدى، واتخذت لذلك ترتيبًا زمنيًا لعله يساعد في التعرف على التطور الذي شهده كل لون من هذه الألوان الإبداعية، وهو ليس بدعًا فقط صدرت أعمال مماثلة من قبلي على هذا النسق الذي يسهل فعلًا على الباحث تتبع مدى التطور الذي حدث في المشهد، إلى جانب ما يقدمه من معلومات عن سير وتراجم المترجم لهم في المعجم.

• هناك من يرى إجحافك في المساواة بين من ألف كتابًا وآخر صدر له أكثر من مطبوع؟
يصح ذلك، عندما تكون هناك انتقائية، مع أن مؤلفًا واحدًا قد يتجاوز من حيث القيمة عشرة مؤلفات «مع الأخذ في الاعتبار اختلاف الموضوعات»، لكن عملي المتواضع هو «معجم المؤلفين الليبيين»، أي بطبيعته يجمع صاحب الإصدار الواحد والمئة كتاب، وهو يضم أيضًا النتاج المترجم والمحقق والمصنف والمحرر والمعد، إلى جانب الكتب ذات التأليف المشترك، بمعنى أن هذا المصنف يتناول كل من ألف كتابًا من الليبيين دون النظر إلى قيمة أو أهمية الكتاب أو مؤلفه، وتبقى المفاضلة في قيمة ما أنجزوه، كما ذكرت خارج مسؤوليتي في هذا المعجم فلست في مستوى تقييمها بحكم عدم اختصاصي.

• هل يعتمد المعجم على تجميع المادة فقط.. أين تكمن بصمة الإعداد؟
نعم، هو تجميع سير وتراجم المؤلفين من واقع الاتصال المباشر بالأحياء منهم «أمد الله في أعمارهم» والتواصل مع أقارب المتوفين منهم «رحمات الله عليهم» أو من لهم صلة بهم من أجل الحصول على المعلومات التي يمكن أن تفي بحقهم من حيث التعرف عليهم وعلى سيرهم الذاتية ومؤلفاتهم ومساهماتهم في مجال المعرفة، أما عن بصمة الإعداد فتكمن في تصنيف وترتيب الأسماء والتحقق من المعلومات المتصلة بضبط عناوين مؤلفاتهم وتاريخ وأماكن نشرها، إلى جانب ما أمكن من ضبط أماكن وتواريخ نشر بحوثهم، خاصة في الدوريات العلمية الصادرة عن الجامعات والمراكز البحثية، وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية المقالات والبحوث المنشورة في المجلات العلمية التي يفوق كثير منها أهمية الكتب لدقتها وخصوصية موضوعاتها، ذلك فإن هناك بعض المؤلفين لم ينشروا إلا كتابًا واحدًا بينما لديهم عشرات الأبحاث الموزعة بين أعداد تلك الدوريات، وهي ذات أهمية كبيرة للبحاث والدارسين، لذلك أفردت لها قسمًا خاصًا من الاستمارة التي أعدتها لجمع المعلومات، مراعيًا الدقة في عناوين الأبحاث وأماكن نشرها وتوثيق تاريخ ورقم العدد حتى يسهل الوصول إليها، وقد واجهتني معضلة الاطلاع عليها وفرزها لعدم توفر كل الدوريات العلمية في مكان واحد، وهي المأساة التي أعانيها كثيرًا ويعانيها غيري من الباحثين، وبعد سنوات سيشعر الجميع بهذه المأساة حينما يطوي الزمان من كانوا يهتمون على نحو شخصي بالتوثيق والأرشفة.

قاعدة البيانات أمر مربك في المشهد الليبي ولا يبدو الاكتفاء بمراسلة الكتاب مرضيًا لطموح الباحث.. كيف تعاملت مع هذه المسألة؟
الكاتب لا بد أن يحترم ويعطى قدره.. الذين يعرفونني عن قرب يدركون جيدًا كيف أتعامل مع الكتاب على اختلاف أعمارهم ومقاماتهم واتجاهاتهم، سواء في لقاءاتي الودية أو عبر تواصلي معهم ضمن إطار برامجي الإذاعية والتلفزيونية، أو فيما يخص عالم الصحافة أثناء رئاستي للقسم الثقافي بصحيفة «الشمس» في بداياتها مطلع التسعينات، ثم رئاستي لتحرير مجلة «الإذاعة» وصحيفة «الفتح الثقافي» وكذا صحيفة «المشهد» ومجلة «الجليس». كان مكتبي في كل هذه المواقع يتشرف يوميًا بزياراتهم ويزدحم لدرجة يتعذر معها القيام بواجب ضيافتهم، في كثير من الحالات كنت أظل واقفًا بينهم أو جالسًا على الأرض، مقابل أن أكسب وقتًا أطول في الحديث معهم، ولم تحدث مشكلة مطلقًا مع أي منهم بسبب مقال نشر أو نحو ذلك، تعلمت منهم واستفدت من تجاربهم وكنت محل تقديرهم... أتواصل مع البعيد منهم هاتفيًا وأزور القريب وأتراسل مع من لا يتاح التواصل معه بشكل مباشر، تواصلت مع عبدالقادر أبوهروس ومحمد فريد سيالة ووهبي البوري وعلي الساحلي ومصطفى كما المهدوي، وزرت التليسي في بيته ودخلت مكتبه منذ كنت طالبًا في الثانوية، وصاحبت وصادقت المصراتي وخشيم والزواوي، لذلك كنت حريصًا خلال الإعداد لمعاجم الشعراء والقصاصين والمؤلفين حاليًا على التواصل مع الجميع بشكل مباشر وبلا وسيط، لأنني أعرف قدر كل منهم، لذلك أرفض مراسلة أحدهم ليبعث لي بسيرته الذاتية، حتى الآن لم أفكر في أن أعلن بأنني أعد عملًا وعلى الكتاب إرسال سيرهم... هذا أسلوب أرفضه وأستهجن فعله وبالتالي لن أفعله...ليت بعضهم وهم قلة يدركون ذلك!

• الطبيعة المزاجية للكتاب الليبيين ربما تضعك أمام تحدٍ صعب في الحصول على سيرهم الذاتية؟
البوح بالحقيقة في الإجابة عن سؤالك هذا صعبة جدًّا، ومحرجة للغاية، وأمزجة الناس بالطبع مختلفة «وأنا أقدر ذلك»، وسرد الحقيقة هنا يحتاج إلى حديث طويل وطويل جدًّا وسيكون في مقدمة عمل قادم حال اكتماله.. تصور أن هناك من بين المؤلفين من تواصلت معه لثلاث سنوات على أمل أن يجيبني عن أسئلتي حول سيرته دون فائدة، وفي نهاية الأمر أرسل لي نصف صفحة لا تحمل من صحة المعلومة إلا اسمه فقط، فهو لم يجب عن تاريخ مولده ولا عن الشهادات العلمية التي نالها ولا تواريخ حصوله عليها ودون أن يذكر كل كتبه وما ذكره لم يذكر أين ولا متى نشرت ،ومع ذلك أعود إليه ولا فائدة.. هناك من يعطي معلومة عن شهادة علمية عالية كان قد كتب أنه نالها دون تفاصيل، لا من أي جامعة ولا متى وعندما تعود إليه لتسأل عن ذلك لا يرد «متناسًا أن العقاد لا يملك من الشهادات إلا الابتدائية لكنه العقاد»، ناهيك عن أن عددًا منهم لم يكترث بالرد أصلًا.... تصور هناك من حضرني على الفيس لأنني ألح عليه بالرد على استمارة المعلومات التي أرسلتها له، وهو أستاذ جامعي «معنى ذلك أن الطالب الذي يسأل كثيرًا في محاضراته الله أعلم بمصيره»، لدي مراسلات لأسماء ظللت وأرتجي إجابتهم لعامين حتى انتقلوا إلى رحمة الله ولم أظفر بمعلومة عنهم في أي كتاب يمكن أن أستعين به... وقد تستغرب جدًّا لو قلت لك هناك من أساتذة الجامعات من المؤلفين من مواليد الثمانينيات ولا يتعامل مع أبسط التقنيات على الحاسوب، ويتعلل بأن الاستمارة لم تفتح لديه، وهناك أصناف أخرى يؤسفني الحديث عن معاناتي معها، وإذا صدر المعجم وليسوا ضمن الأسماء الواردة فيه سترى ما سيقولون، وعموما لن يهمني مثل هذه الأقوال لأنني سوف أنشر ضمن المعجم قائمة بمن تواصلت معهم ولم يستجيبوا، وقد أنشر في خاتمة المعجم المراسلات التي تمت بيني وبينهم، حتى يعرف القراء حجم تلك المعاناة ولن يصدفوا بأنفسهم ما سيقال حينها...أشهد الله أنني لم أقصر في التواصل مع الجميع دون استثناء باختلاف توجهاتهم وأفكارهم ومشاربهم... قليلون فقط من استجاب وبشكل سريع ودقيق، ومع ذلك يبقى المؤلف هو أساس هذا العمل، وعلي بالتالي تحمل أمزجتهم وفهم ظروفهم.

هناك لو سمحت لي ملاحظة مهمة وهي أنني حتى اللحظة أتعامل مع أكثر من ثلاثة آلاف مؤلف وإلى الآن لم أعلن لا في صفحتى ولا في أي وسيلة أخرى طلب الاتصال بي أو إرسال المعلومات لبريدي، أنا المعني بالبحث عن الأسماء والاتصال بها، مع العلم أنه قد يعرض أحد الأصدقاء إعطاء نسخة من الاستمارة لصديق له من المؤلفين حتى أن هناك من قال لي في اتصال إن فلانًا بجانبه لإعطائه استمارة، لكنني أرفض وبشدة، أنا من يتصل به شخصيًا احترامًا وتقديرًا له، ألا يستحق هذا الإكرام إكرامًا بالعناية والاهتمام.

• قابلت الكثير من الشخصيات الأدبية الليبية وكتبت حولها.. ولكن تبقى هناك أسماء تستوقفك تجربتها؟
أسماء ليبية كثيرة تحتاج إلى اهتمام وينبغي الكتابة عنها أو تجميع ما كتب عنها على الأقل لتلفت إليها الأنظار على مستوى البحث العلمي، حيث سيسهل ما نشر عنهم مجمعًا مهمة الباحث في الاستدلال على الجوانب المهمة في تاريخهم وسير حياتهم، وقد سبق لي جمع ما كتب عن بعض الأسماء الفاعلة في المشهد الثقافي الليبي منذ عدة سنوات، ولدي الآن مجموعة من الأسماء التي شارفت على إعداد ملفات كبيرة حولها لتنشر على شكل كتب إحياءً لذكراهم، ومنهم على سبيل المثال «ابن الأجدًّابي» و«خليفة التكبالي» و«علي الرقيعي» و«بشير الجواب» لأهميتهم و«محمد فريد سيالة» و«عبدالقادر أبوهروس» لريادتهم في تاريخ الثقافة الليبية و«أحمد الحريري» و«نادرة العويتي» و«شريفة القيادي» لأنني عرفتهم عن قرب، وأشعر بأنه وعلى الرغم من أهميتهم في تاريخ الثقافة الليبية لم يلقوا الاهتمام الذي يستحقونه، لذلك كان من المهم أن تسلط عليهم الأضواء، وهذه ليست جهودًا ابتكارية ولا بحثية، هي تدخل ضمن المحررات وضمن إطار الإعداد وستقدم خدمة مهمة للباحثين وستشجع على الاهتمام العلمي والنقدي بهم.

لو حددنا السؤال أكثر عن شخصيات كان لها أثر الإلهام في مسيرتك الكتابية؟
حياتي الأدبية رأت النور مع الصحفي والشاعر الأستاذ محمد بشير السوكني، لا يمكنني التنكر لفضل هذا الرجل، فهو من عرفني بالوسط الثقافي وبأبرز شخصياته من الصحفيين والكتاب، كنت بمعيته نزور الصحفي الكبير محمد فخرالدين رئيس تحرير صحيفة «طرابلس الغرب» في بيته والصحفي الكبير محمد الشاوش في بيته إيضًا، وعن طريقه تعرفت بالكاتب أحمد الحريري الذي عملت معه فيما بعد كمدير لتحرير مجلة الإذاعة وعرفني الأستاذ السوكني على الكاتب محمد الزوي والناقد نجم الدين غالب الكيب والكاتب تيسير بن موسى والشاعر محمد المطماطي «رحمات الله عليهما» وغيرهم، وكان يوجهني للقراءة ويحثني على مواصلة دراستي الجامعية والعليا، في وقت لاحق كان تأثير الأديب الكبير علي مصطفى المصراتي «أطال الله في عمره» كبيرًا.. تعلمت من رفقة هذا الهرم قيم الوطنية والنبل والترفع عن الصغائر والاهتمام بتراث الوطن ورموزه، الدكتور علي فهمي خشيم أستاذي ومعلمي المنهجية العلمية والجلوس للبحث من خلال إشرافه على رسالتي للماجستير وأطروحتي للدكتوراه، شجعني هذا المعلم الكبير على البحث الذي يقتضي الصبر والجلوس طويلًا إلى المصادر والمراجع وأن الإنجاز العلمي هو الأبقى، وطلب مني خلال عملي على إنجاز الدكتوراه أن أترك كل شيء سواها إذا أردت أن أحصل عليها، كما تعلمت من الكاتب التونسي الكبير أبوالقاسم كرو رحمه الله الدقة والنظام واستثمار الوقت في الإنجاز، كنت كلما زرت تونس أقابله ولذلك عندما توفي أحسست بأن طعم زيارتي لتونس قد تغير، وكان لابد لي من المرور بتلك الأماكن التي ألتقيته فيها وأتواصل مع كبار محبيه وتلاميذه كالأديب محمد المي الصديق المشترك بيننا والذي يذكرني دائمًا به لدأبه وحيويته ونشاطه وسيره على خطاه في مجال التأريخ للثقافة التونسية وآدابها، أما في مجال عملي بالإذاعة فإنني لا يمكن أن أتجاوز راحلين عزيزين كانا قد دعما مسيرة عملي بها وهما الفنان مصطفى المصراتي الذي وجهني إلى مسالك العمل الإذاعي والفنان الكبير أحمد الغزيوي الذي تشرفت بالعمل تحت رئاسته في إدارة البرامج المسموعة لسنوات طويلة، يا الله كم كان سخيًا كريمًا معي. فتح أمامي كل طرق ووسائل النجاح ومنحني خلال رئاسته فرصة إكمال دراستي العليا وكان حريصًا على أن أتجاوز مراحلها التمهيدية، كما لا يفوتني أن أسجل بالغ تقديري للصديق العزيز والشاعر الرقيق الأستاذ نوري الحميدي الذي خاطب مصلحة العمل وقتها بخصوص تعييني بالإذاعة حين كان مديرًا لها، وكان داعمًا لي ولمشروعي الثقافي حين توليه أمانة الثقافة.

• الحديث عن التصنيف ينقلنا للتوقف عند بدايات الأدب الليبي.. هل باستطاعتنا الإشارة إلى تاريخ محدد لبروز الفنون الأدبية الحديثة؟
في فن القصة لا أحد من كتاب ليبيا كان أسبق من القاص عبدالقادر أبوهروس في إصدار مجموعته «نفوس حائرة» سنة 1957م، كما لم يسبق زعيمة الباروني من الليبيات حين أصدرت مجموعتها «القصص القومي» سنة 1958م، وفي شأن الشعر كثيرون يعتقدون أن ديوان مصطفى بن زكري هو أول ديوان شعري ليبي «كلاسيكي» صدر العام 1892م لكن هناك من كان أسبق، وسوف أعلن عن ذلك قريبًا.. وفي شأن الشعر الحديث لابد من الإشارة إلى أن هناك مغالطة كبرى في أن «الحنين الظامئ» لعلي الرقيعي هو أول ديوان شعري حديث وقد صدر العام 1957م والحقيقة أن الشاعر محمد الفيتوري أصدر قبله بعامين ديوانه الأول «أغاني أفريقيا» سنة 1955م، أما ديوان «في القصيدة التالية أحبك بصعوبة» لفوزية شلابي فهو أول ديوان شعر يصدر لليبية بخلاف ما روج لغير هذا بعض الكتبة وأدعياء التوثيق والوطنية، لكن الرواية الليبية الأولى هي بلا منازع «اعترافات إنسان» لمحمد فريد سيالة الصادرة سنة 1962م والقول بخلاف ذلك ادعاء باطل لا يستند إلى حقيقة، والقول بأن ثمة رواية ليبية سبقت «اعترافات إنسان» مجرد أوهام وتضليل للباحثين، وإذا تبث العكس فإنني أمتلك من الشجاعة لأعتذر عن ذلك للعلن، فالتراجع عن الرأي والاعتراف بالخطأ والتقصير من سمات الباحث الذي يسعى إلى الحقيقة.

يرتبط الإبداع بالصحافة التي رأت النور ستينات القرن التاسع عشر.. هل هناك ببلوغرافيا لأوائل النصوص المنشورة سبقت النتاج الذي ذكرته لكن لم تتوفر لها ظروف الطباعة؟
لا أستذكر أول نص شعري نشر في الصحافة لكن أول نص شعري عرفه تاريخ الشعر الليبي يعود إلى القرن الخامس الهجري وهو للشاعر أبي الحسن علي بن أبي إسحاق إبراهيم الوداني الذي ذكره ابن القطاع الصقلي في كتابه «الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة» وهو ينسب إلى ودان وقد كان معاصرًا لابن رشيق القيرواني يقول النص:

من يشتري مني الـنهار بليلـة لا فرق بين نجومها وصحابي

دارت على فلك السمـاء ونحن قد درنا على فلك من الآداب

دان الصباحُ ولا أتى وكأنّـه شيبٌ أطل على سـواد شباب

وكأنما شفق السماء خضابه يبدو كنعمان بأرض سراب

أما في القصة فإن مجلة «ليبيا المصورة» التي كانت تصدر مطلع الثلاثينات من القرن الماضي نشرت أول النصوص القصصية لوهبي البوري، لكنني لا أذكر نصًّا بعينه، لكن الرواية الأولى التي نشرت عبر الصحافة الليبية كانت لمحمد فريد سيالة بعنوان «وتغيرت الحياة» نشرت سنة 1957م على حلقات بمجلة «هنا طرابلس الغرب» أي قبل أن يطبع روايته الأولى «اعترافات إنسان» في كتاب العام 1961م لتكون أول رواية ليبية مطبوعة، وبالطبع هناك كتاب كثر نشروا نتاجًا أدبيًّا ولم يواصلوا الكتابة بسبب ظروفهم الشخصية التي أبعدتهم عن مواصلة الرحلة، هناك من توقف باختياره هناك من فارق الحياة وكانت له تجربة متميزة في الكتابة، مثلًا أذكر على سبيل المثال في الشعر محمد السباعي وهو شقيق الموسيقي الدكتور عبدالله السباعي، وفي القصة «على الغودي» كان ينشر في طرابلس الغرب وقد عرفت الاثنين شخصيًّا.

• هل تعتقد أن هناك فترة مفقودة من السرد الأدبي إذا ما نظرنا إلى تاريخ الصحافة الليبية؟
نحن يا سيدي على مر التاريخ لا نهتم بالتوثيق ولا نعنى بالتراكم رغم أننا نتوفر على قدر من الإنجاز الذي يستحق التوثيق، ويشكل إذًا ما تواصل تراكمًا يجعلنا نفخر به، لن أقول لك عن مدرسة قورينا الفلسفية التي كانت قبل ميلاد المسيح قبلة لدارسي الفلسفة، يأتون إليها من أثينا بلد الفلاسفة الكبار، كان بما أنفق من أموال لا طائل من ورائها أن ننشئ أكاديمية لتدريس الفلسفة بجميع فروعها وبكل لغات العالم ونجعل من قورينا قبلة لعلماء الأرض في هذا المجال...قلت لك لن أقول عن مدرسة قورينا لأن هذا حلم كبير قد لا يمكن تحقيقه الآن ببساطة، طرابلس الغرب التي كانت أسبق من الأهرام اُستبدلت بالعلم وانتهت، «الأسبوع الثقافي» التي كانت قبل «أخبار الأدب» بسنوات طويلة والتي نشرت لكبار الكتاب العرب ومنها تخرجت العشرات وصاروا كبارًا، بلد تتربع على شاطئها مسارح تعود إلى قبل ميلاد المسيح ولا يوجد بها مبنى مسرحي واحد، نحن يا سيدي تلاحقنا لعنة كبيرة صنعناها لأننا نولي من لا صلة له بالثقافة مقاليدها ليعبث بأموالها ويهدرها في غير جدوى، قليلون من تولوا الثقافة وكانت لديهم القدرة والإمكانات للإنجاز، ولكنهم اُستبدلوا بالعابثين أو أنهم لم يدعموا بالأموال التي تحقق مشاريعهم وتَعطَّل إنجازهم، أموال صرفت لتذهب إلى جيوب السراق أو أُنفقت على مشاريع وهمية وتافهة، كانت بالإمكان أن توظف لمشاريع تبقى مع الزمن، ضيعها العابثون الذين جيء بهم لخدمة أشخاص وتشغيل شركاتهم الوهمية والعرض ماثل أمامك.

هل يمكن استثناء المثقفين من القصور الحاصل.. أعتقد أن الأمر لا يتوقف على المسؤول فقط بل يتعداه إلى سلوك المثقفين أنفسهم؟
المثقف الليبي، وأعني هنا الكتاب نسيج مختلف عن كل الكتاب الذين عرفتهم في عالمنا العربي «إلا ما ندر» لا يحبون الأضواء ولا يسعون إليها، مطالبهم قليلة لا تتعدى تقدير عملهم والتعامل معهم باحترام؛ لذلك لا يمكن في هذا المقام إلا أن نستذكر الفترة التي تولى فيها وزارة الثقافة بعض المثقفين الحقيقيين الذين احترموا الكتاب وتعاملوا معهم برقي.. كيف التفوا حولهم ووقفوا إلى جانبهم، لم يمارسوا تعاليًا ولا «عطنزة» وهناك من انفض الكتاب والمبدعون الحقيقيون من حولهم «الذين يشكل إبعادهم أو بعدهم عن الثقافة فقدًا كبيرًا للثقافة» لتدور بهم بعض الكائنات الرخوة التي لا تشكل أي قيمة في تاريخ الثقافة الليبية، مجرد فقاعات ستتلاشى بمرور الزمن.

• هل يمكن القول بوجود أدب ليبي له خصوصيته وهويته وموضوعاته.. أم لازلنا في مرحلة التأسيس؟
نعم وبقوة نقولها، لدينا أدب ليبي بهوية وخصوصية ليبية، وإن وجدت محاكاة أو تقليد فهي بين الكتاب أنفسهم، لدينا الآن قامات أصبحت تقلد «بضم التاء» لتميزها وبحضور فاعل ولافت على المستويين العربي والعالمي، ولنا حضورنا من خلال ترجمات ما أنجز لعدد من كتابنا في مجال الرواية والشعر، متمنيًا أن يتطور هذا الجهد في الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى للتعريف بالمنجز الإبداعي الليبي.

• كيف وجدت ممارسة العمل الثقافي داخل الفضاء الجامعي بعد ممارستك إياه خارجها؟
العمل الأكاديمي عندما يحتكم إلى القواعد والأصول العلمية الحقيقية يقيدك لكنه سيكون مؤثرًا جدًّا وفاعلًا، لكن ما أراه اليوم، خاصة في الجامعة التي أدرس بها كارثة، حتى عندما أصدرت كتابًا عن تاريخها كان مجرد عبث ليس فيه ما يستحق الاهتمام والاحترام إلا الصور المرسومة لرؤساء الجامعة، وقد كتبت عن ذلك في حينها لكن لأن العبث يضرب أطنابه في الجامعة لم يهتم أحد بذلك، هذا نموذج من النماذج، يفترض أن ما يصدر عن الجامعة يكون نموذجًا للمعايرة لغيره، وكأن الجامعة لا تتوفر على أساتذة وعلماء بمقدورهم أن يضطلعوا بهذه المهمة، لم يكلف رئيس الجامعة ولا أي من نوابه عناء المطالبة بتصويب الأخطاء التي تضمنها ذلك الكتاب الذي كان من المفترض أن يكون مرجعًا لتاريخ الجامعة، لم يكن إلا بندًا من بنود الإنفاق لا غير، للأسف هذا حال الجامعة، لذلك فإن مناخ كمناخ الجامعة غير مشجع إطلاقًا عن العمل سواء من خلال تقلب أمزجة مسؤوليها أو من عمليات القفز التي تحدث على سلم الدرجات العلمية التي يفترض أن يحتكم فيها إلى الإنجاز، لكن الجامعة تقفز عليها بالشللية والمجاملات والتوصيات، حتى وزير التعليم دخل بتجاوزاته هذا الخضم منتهكًا حرمة وقدسية السلم العلمي، وليحقق الإنسان مشروعه عليه أن يخلق لنفسه مناخه الخاص بعيدًا عن كل هذا العبث وينى بنفسه عن الدخول في تلك الدوائر التي لا أهمية ولا قيمة لها ولا فائدة منها.

• ربما تكمن المشكلة في النسق الكهنوتي الذي طبع شخصية الأكاديمي إلى مجرد موظف لا يتجاوز طموحه أعتاب المدرجات؟
هذا صحيح، وكم يؤسفني جدًّا أن الكثير من أساتذة الجامعات غير منتجين، اللهم بحوث الترقية التي يتجاوزون بها الدرجات العلمية المقررة داخل الجامعة، خاصة في هذه الفترة التي يتعللون فيها بالظروف، ولكنني أقول لهم ألم تكن الظروف قبل الآن مواتية كما يزعمون، كم لدينا في تاريخ الجامعات الليبية أساتذة أنجزوا ما أنجزه عمر التومي الشيباني ومصطفى التير وعلي الحوات وعبدالسلام الدويبي ومحمد هاشم فالوقي وعبدالله سويد ومحمد عبدالكريم الوافي وعقيل البربار ومحمود أبوصوة وعبدالحفيظ الميار ورجب الأثرم والهادي ابولقمة وخيري الصغير وإبراهيم المهدوي ونجيب الحصادي وعابدين الشريف وغيرهم، الأستاذ الجامعي لا ينبغي أن يظل رهين المدرجات فقط، بل يجب أن يتصدى للبحث العلمي والإنجاز المعرفي، الذي يسهم في خدمة البلاد والمجتمع، وبالطبع لن أقلل من دور الأستاذ الجامعي في حقل التدريس والتعليم لكنني أتطلع إلى أن يصاحب هذه المهمة إنتاج علمي يخرج به من دائرة المدرج إلى آفاق آخر تفيد الجميع.

هناك فرص ضائعة قد يستذكرها الكاتب بشيء من التحسر.. هل يمكن لنا معرفة بعض من تلك المواقف المعنية بصميم عملك المعجمي؟
في العمل المعجمي الذكريات مؤلمة جدًّا وتحتاج إلى براح كبير لسردها، لكن على مستوى العمل الإعلامي والصحفي وتوثيق الذكريات ثمة فرص كبيرة ضاعت ومن الصعب استردادها لأن التاريخ لا يمكن أن يرجع ليعطيك فرصة لإعادة التقاط الفرص، من المؤلم الذي لن يغيب عن ذاكرتي مثلًا: ربطتني صلة بالمناضل الكبير أحمد زارم «رغم فارق العمر والمقام» كنت ألتقيه في مكتبه بصندوق الجهاد وبأحد مقاهي ميدان الجزائر أحيانًا، صحيح وقتها لا توجد الهواتف المحمولة ولكن محلات التصوير ليست بعيدة، كم ندمت أنني لم أكن أحمل آلة تصوير معي ولم أستأجر مصورًا لأوثق ذكرى مع رمز تاريخي كبير.

في أديس أبابا وبمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، أضعت فرصة التقاط صور تذكارية مع زعماء القارة ورؤساء دولها يومها وجميعهم الآن في ذمة التاريخ بداية من «منقيستو هيلاماريم» إلى« جيري رولنقز» و«أياديما» إلى «الصادق المهدي»، كانت الفرصة متاحة والكاميرا معي لكن خانتني شجاعتي وقتها للأسف.

في العراق كنت التقيت طارق عزيز والكاميرا معي ولم أتشجع لالتقاط صورة معه، كما لم يسعفني الوقت في بغداد لزيارة اللواء محمود شيث خطاب وهو موجود حينها حيًّا وكنت قد حمِّلت برسالة شفوية إليه من صديقه الأستاذ المصراتي، أضعت فرصة إعادة الاتصال بنزار قباني وهو يرقد في أحد مستشفيات لندن بعد أن أعطاني الأستاذ المصراتي هاتفه وهاتفته ولم أجد جوابًا وقتها، وتكاسلت في إعادة الاتصال به مرة أخرى، قبل هذا أضعت فرصة التقاط صورة مع الكاتب الكبير الصادق النيهوم حين زرته في غرفته بالفندق الكبير مع الصديق الحميم الفنان زلي عصمان أثناء وجوده بطرابلس، كذلك أضعت فرصة التصوير مع المؤرخ الكبير الشيخ الطاهر الزاوي عندما قدمت خصيصًا من مصراتة إليه في دار الإفتاء بداية الثمانينات من القرن الماضي، الآن أحمل معي هاتفين ليسا «آيفون» أو ذوي الجودة العالية ولا أضيع فرصة التصوير مع من ألتقيه سواء من الشخصيات التي يشرفني التقاط صور معها أو حتى من يتوقع أن تأتي به الأقدار ذات يوم «إن شاء الله حتى وزير ثقافة».

خضت العمل الصحفي في صحيفة «المشهد» ومجلة «الجليس».. ما الاختلاف في التجربتين؟
أنا أعشق إدارة العمل الصحفي جدًّا خاصة الأسبوعي الذي يمكِّنك من ملاحقة الحدث في حينه وبه تتفاعل مع الجديد دائمًا، لذلك كانت «المشهد» أقرب إلى نفسي، قبلت رئاسة تحريرها بشروطي، أهمها لمدة ستة أشهر فقط حتى تتاح الفرصة لغيري من أعضاء الرابطة لتولي رئاستها وثاني شروطي بلا مقابل حتى نرسخ قيم العمل التطوعي في إطار الرابطة، ومع أنني لم أرث ورقة ممن كلفوا بها قبلي ولم يصدروها، إلا أنني في أول عدد صدر منها أشدت بجهود من كانوا مكلفين بها بل واعتبرت أن صدورها تتويج لجهدهم «وهو مثبت والصحيفة موجودة»، في المقابل بعد أن طلبت إعفائي من «الجليس» وتولت إدارتها مجموعة من الكتبة نسفت في افتتاحية عددها الأول كل جهودي وزملائي بل واعتبرونا تقليديين وعاجزين وأن الزمن تجاوزنا، والأعداد موجودة للمقارنة لمعرفة كيف كانت وكيف حولها الكتبة إلى مجرد أوراق هزيلة تفتقر إلى أبسط المقومات التي يمكن أن تصبح بعدها شبه مجلة، أنا مصدوم حتى هذه اللحظة بما كتبوه، لكنني عندما أتذكر مرارة ومعاناة جمع مادتها وصورها وأغلفة كتبها وتبويبها وأتذكر إخراجها البديع أجد لهم العذر بل والعذر الكبير وأشفق عليهم أيضًا وأتذكر تلك القوله «ما لحقش العنقود قال قارص» أقولها وأتحمل تبعاتها إنني في كل المواقع التي أسندت إلي عملت بحب وإخلاص وجدية احترامًا لعملي أولًا ولتكون مسيرة عملي أنموذجًا للقياس والمعايرة ثانيًا... مثل الجليس في الصحافة الليبية أنموذجًا للعمل الخلاق فعلًا. صنعتها إرادة قررت أن تكون المعيار الذي يقاس عليه.

• ما المشروع الذي تعكف عليه الآن؟
مشروع مهم للغاية لكن لا يمكن للإنسان أن يدرك كل غاياته، وهو عمل أكبر من إمكاناتي الفردية وقدراتي لكنني قررت خوض غماره لعل الله يساعدني في إنجازه لأشعر بقليل من الرضا، العمل الذي أنا بصدده ضخم والضخامة هنا تعود لخصوصيته، هو باختصار يحمل عنوانًا «ليبيا.. مدخل إلى المصادر والمراجع» لكنه طويل جدًّا من حيث عدد أجزائه وسيوفر حال إنجازه على كل الباحثين في الشأن الليبي وقتًا طويلًا لمعرفة مصادر ومراجع كل ما يتصل بليبيا من معارف وعلوم، بداية من الهوية الليبية وعادات وتقاليد أهلها مرورًا بجغرافيتها وتاريخها وآثارها وتاريخ تعليمها وآدابها وفنونها وأعلامها وصحافتها وتربتها وزراعتها واقتصادها وعلاقتها بمحيطها وإقليمها والعالم.. عمل لا أستطيع الحديث عنه في عجالة بل سأترك للآخرين «إن قدر الله وأُنجز بالشكل الذي أردت» أن يتحدثوا عنه وإن كان لا يهمني من حديثهم إلا ما يعود علي بالفائدة في تلافي النقص الذي سيعتريه لأنني لن أستطيع بإمكاناتي أن أفيه حقه مع ثقتي الكبيرة بأنه إذا حقق 50 % من هدفه سيكون محورًا للحديث بين أهل الاختصاص من المعنيين بالشأن الليبي.

الدكتور عبدالله مليطان (بوابة الوسط)
الدكتور عبدالله مليطان (بوابة الوسط)
الدكتور عبدالله مليطان (بوابة الوسط)
الدكتور عبدالله مليطان (بوابة الوسط)
عبدالله مليطان: صنعنا لعنتنا بأنفسنا حين ولينا الثقافة من ليست له صلة بها
عبدالله مليطان: صنعنا لعنتنا بأنفسنا حين ولينا الثقافة من ليست له صلة بها
عبدالله مليطان: صنعنا لعنتنا بأنفسنا حين ولينا الثقافة من ليست له صلة بها

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
السجن لمسؤولة الأسلحة في موقع تصوير فيلم «راست»
السجن لمسؤولة الأسلحة في موقع تصوير فيلم «راست»
«سيرة الدوبلير» لـ«الأصفر» في معرض تونس الدولي للكتاب
«سيرة الدوبلير» لـ«الأصفر» في معرض تونس الدولي للكتاب
الإسبان ساخطون لتزايد السياح المفرط في بلادهم
الإسبان ساخطون لتزايد السياح المفرط في بلادهم
إغلاق الجناح الإسرائيلي في بينالي البندقية حتى وقف إطلاق النار في غزة
إغلاق الجناح الإسرائيلي في بينالي البندقية حتى وقف إطلاق النار في...
بريطانيون ضحية عملية احتيال نفذت بتذاكر حفلات تايلور سويفت
بريطانيون ضحية عملية احتيال نفذت بتذاكر حفلات تايلور سويفت
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم