Atwasat

«فخر» صيني بعد إدراج فن «تاي-تشي» القتالي ضمن قائمة «يونسكو»

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 14 يناير 2021, 10:38 صباحا
WTV_Frequency

يمسك مدرّب «التاي-تشي» بتلميذه قبل أن يطرحه بقوة أرضًا، لكن مع ابتسامة تعلو محياهما.. فهذان الصينيان، على غرار كثير من مواطنيهما، يبديان «الفخر» بإدراج هذا الفن القتالي في قائمة «يونسكو» للتراث العالمي غير المادي.

وقال وانغ جانجون (47 عاما) من قاعة التدريب الواقعة على تخوم ساحة تيانانمن في بكين: «مساهمة ثقافتنا في تحسين اللياقة البدنية لدى أناس في العالم أجمع أمر مفرح للغاية»، وفق «فرانس برس».

وأضاف المدرّب الذي علّم تقنيات التاي-تشي إلى الممثل جت لي نجم أفلام الحركة: «أنا سعيد للغاية».

وأدرجت «يونسكو» منتصف ديسمبر «التاي-تشي»، بمسمّاه الصيني «تايتشيتشوان»، على قائمتها للتراث العالمي غير المادي.

ويشكّل ذلك محطة إضافية في الاعتراف العالمي بالحضارة الصينية، بعد إدراج الخط الصيني (2009) وأوبرا بكين (2010) والوخز بالإبر (2010) على القائمة عينها.

وتعود جذور «التاي-تشي» إلى قرون عدة، وقد ابتُكر أساسا ليكون من الفنون القتالية على أرض المعركة. وبات يُنظر إليه بشكل خاص على أنه من أشكال التدريب الجسدي أو الجمباز البسيط.

ويمارس كثر من الفئات العمرية كافة هذا الفن القتالي في الصين، خصوصا في الشوارع أو الحدائق، حيث يمكن رؤيتهم يقومون بحركات بطيئة أو سريعة للإبقاء على صحة الجسم والروح.

زيادة الجمال
ويوضح وانغ تشويوو أستاذ «التاي-تشي» (63 عامًا): «أنا قصير القامة. لتفادي الإيقاع بي من جانب مَن هم أكبر مني حجما، تعلمت في سن مبكرة المصارعة والتاي-تشي والفنون القتالية كوسيلة للدفاع عن النفس». ويدرّس وانغ «التاي-تشي» في أروقة متنزه ريتان الخضراء في الحي الدبلوماسي بالعاصمة بكين.

ويقوم «التاي-تشي» على سلسلة خطوات إفرادية أو حركات قتالية ضد الخصم. وتُنسب إليها مزايا عدة بينها تحسين الشكل وتقوية الجسم وتعزيز ليونة المفاصل.

ولهذا النشاط البدني ميزة لا تقل أهمية، إذ إنه «يزيد ممارسيه من الجنسين جمالا»، وفق وانغ شانجون الذي يشير إلى أن هذه الميزة تعود بجزء منها إلى الممارسة الرياضية وأيضا إلى القدرة على تحسين التنفس وتحسين مستوى الأكسجين في الدم.

سلاح ضد «كوفيد-19»
ويقول وانغ جانجون: «في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، توجه والدي وهو معلّم في المجال، إلى اليابان وأوروبا خصوصا فرنسا لنشر التاي-تشي».

ويضيف: «عمل الجيل السابق يؤتي اليوم بثماره، بما أن أجانب كثيرين باتوا يسلكون الطريق المعاكس ويأتون (إلى الصين) للتعلم».

ولـ«التاي-تشي» «مدارس» عدة غالبا ما يُعرّف عنها باسم فئة معينة وتتباين ممارساتها.

في الغرب، يبقى النمط الأكثر انتشارا من هذا الفن القتالي هو «يانغ»، بحركاته الدائرية البطيئة. أما مدرسة «تشين» التي يمارسها وانغ جانجون، فتتميز بحركات أكثر حماسة تعكس الروح القتالية للاعبي «تاي-تشي».

وإضافة إلى هذه الحركات، تُستخدم أسلحة بينها السيوف والعصي والخناجر.

وتنظم مسابقات عدة لـ«التاي-تشي». لكن حتى الساعة، لا يزال هذا الفن القتالي خارج قائمة الرياضات الأولمبية، ربما بسبب صعوبة توحيد أساليبه المختلفة.

وفي الانتظار، قد يثبت «التاي-تشي» فعاليته ضد «كوفيد-19»، وفق وانغ جانجون الذي يقول إن «ممارسة تاي-تشي تتيح تعزيز بنيتنا الجسدية ومناعتنا وقدراتنا القلبية الرئوية»، وبالتالي فإنها «مفيدة بطبيعة الحال ضد الأمراض وكوفيد».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
منصور بوشناف: مشروعي الحقيقي النبش في الموروث المعرفي الليبي
منصور بوشناف: مشروعي الحقيقي النبش في الموروث المعرفي الليبي
الشرطة تغلق شكوى قدمها مصور ضد والد تايلور سويفت
الشرطة تغلق شكوى قدمها مصور ضد والد تايلور سويفت
عزالدين الدويلي في تجربة أولى للتأليف والإخراج
عزالدين الدويلي في تجربة أولى للتأليف والإخراج
فيلم عن سيرة بوب ديلان بطولة تيموتيه شالاميه
فيلم عن سيرة بوب ديلان بطولة تيموتيه شالاميه
في الذكرى الـ 90 لرحيله.. محمود مختار «أيقونة» فن النحت المصري
في الذكرى الـ 90 لرحيله.. محمود مختار «أيقونة» فن النحت المصري
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم