Atwasat

«ذاك الذي حكى البحر».. وفاة حكيم الرواية الجزائرية

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 04 يناير 2021, 10:45 صباحا
WTV_Frequency

فقدت الأوساط الثقافية العربية واحدًا من أهم الروائيين الجزائريين، بعدما شيعت، الأحد، الروائي مرزاق بقطاش، الذي توفي عن عمر ناهز 75 سنة.

وُلد بقطاش في 1945 بالعاصمة، وبدأ مشواره صحفيًّا في العام 1962 بوكالة الأنباء الجزائرية وعدد من الصحف والجرائد العربية والفرنسية، منها: «الشعب» و«المجاهد»، وبالموازاة واصل دراسته بجامعة الجزائر، وفق «الشروق».

في رصيد بقطاش عدة كتب ومؤلفات منها «طيور الظهيرة» و«رقصة في الهواء الطلق» و«جراد البحر» و«بقايا قرصان». آخر أعماله «مدينة تجلس على طرف البحر» صدر العام الماضي عن «أناب»، وكانت روايته الجديدة التي أعلنتها نفس المنشورات «كواترو» ينتظر أن تصدر الأحد المقبل، سبق وفاز بجائزة آسيا جبار في سنة 2017 عن روايته «المطر يكتب سيرته». كما نال وسام الاستحقاق الوطني من مصف «جدير».

طالع: فوز الكاتب مرزاق بقطاش بجائزة «آسيا جبار» للرواية

تعرض بقطاش لمحاولة اغتيال في العام 1993 ونجا بمعجزة، بعدما اخترقت الرصاصة رأسه وخلفت تلك التجربة أثرًا كبيرًا في نفس الكاتب، لكنه عاد من باب الإبداع وقدم رائعته «دم الغزال».

عُرف بقطاش بالتواضع والهدوء، حيث لقب بـ«حكيم الرواية الجزائرية»، نعته الساحة الثقافية بحزن عميق، حيث كتب روائيون وكتاب كلمات مؤثرة عن صاحب شخصيات «خويا دحمان وعزوز الكبران»، وتوشحت صفحات الكتاب والروائيين بالسواد وكلمات مؤثرة في حق روائي ومثقف عشق البحر وعاش بعيدًا عن الأضواء زاهدًا في الشهرة رغم كونه أحد أهم الأصوات الإبداعية.

إلى جانب مساهمته في المنجز الروائي الجزائري، اشتغل أيضًا على ترجمة الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية إلى العربية، على غرار «ألف عام من الحنين» لرشيد بوجدرة، فضلًا عن كونه سيناريست شغف بالرسم والموسيقى إلى جانب الكتابة، فقد كان الراحل موسوعة متنقلة درس إلى جانب الفرنسية التراث العربي الإسلامي والآداب الأجنبية، كما اهتم بالأدب الإنجليزي إذ كان واحدًا من المعجبين بإرنست همينغواي، إعجابه بشعراء القرن 19.

عين مرزاق بقطاش عضوًا في المجلس الأعلى للإعلام، وعضوًا في المجلس الأعلى للغة العربية، وعضوًا في المجلس الأعلى للتّربية، وممثلًا للصحافة المكتوبة في وزارة الاتصال، كما كان أيضًا عضوًا في المجلس الوطني الاستشاري الذي أطلقه الرئيس الراحل محمد بوضياف العام 1992 لكنه ما لبث أن استقال بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها.

ونعت وزارة الثقافة الكاتب في تعزية وجهتها إلى عائلته والعائلة الأدبية والثقافية التي فقدت برحيله «كاتبًا عصاميًّا» استطاع «أن يسجل حضورًا مختلفًا في الثمانينات من القرن الماضي، وفاجأ المشهد العربي بوعيه الكبير بالكتابة السردية». وأضاف بيان التعزية الوزارية قائلًا إن بقطاش سيبقى «بأعماله الكبيرة «كوزة» و«الموسم والبحر» و«دم الغزال» و«خويا دحمان» و«المطر يكتب سيرته» وغيرها من «تحفه المتقنة»، فهو «المكافح» الذي الذي صنع اسمه وكوَّن شخصيته العميقة عصاميًّا، تفرد في حياته بحضور العظماء المترفعين، وعاش تجارب قاسية لم تغير من توجهاته وأصالته.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
نجاح المسلسل يعزز مبيعات سلسلة ألعاب «فولاوت»
نجاح المسلسل يعزز مبيعات سلسلة ألعاب «فولاوت»
إحياء الذكرى الخمسين لوفاة الأديب الفرنسي مارسيل بانيول
إحياء الذكرى الخمسين لوفاة الأديب الفرنسي مارسيل بانيول
شاهد: «الدراما الرمضانية.. تحدي التجديد، فهل من جديد؟»
شاهد: «الدراما الرمضانية.. تحدي التجديد، فهل من جديد؟»
تحضيرات مكثفة للدورة الثالثة لمعرض بنغازي الدولي للكتاب
تحضيرات مكثفة للدورة الثالثة لمعرض بنغازي الدولي للكتاب
بوشناف: الفن مرآة المجتمع
بوشناف: الفن مرآة المجتمع
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم