Atwasat

الرسام «بول جوجان» ولوحة بـ300 مليون دولار

القاهرة - بوابة الوسط: محمد عقيلة العمامي الأحد 15 نوفمبر 2020, 07:09 صباحا
WTV_Frequency

الرسام التشكيلي «بول جوجان» 

يعد «جوجان» من أعظم الرسامين، فلقد تغرب في أماكن كثيرة، وموحشة بحثا عن ذاته، عن إلهام، عن ألوان حتى وجدها وهي التي تعلم منها، فيما بعد، الكثيرون. من نوادره أنه احتفظ بكتاب عنوانه «عجائب المنبوذين» كتبته جدته «فلورا ترستان» سنة 1838 وظل معه حتى رحيله.

ولد في باريس يوم 7 يونيو 1848 تزامنا مع الثورة الفرنسية، وقيام الجمهورية وتعاقب إمبراطورياتها. وعلى الرغم من تأييد والده الصحفي الثورة الفرنسية، إلاّ أنه كره لوي نابليون، فهاجر إلى (بيرو) ليؤسس جريدة هناك، ولكنه توفي فجأة، وما كان من الأم إلاّ أن سافرت بأطفالها إلى «ليما» عاصمة بيرو، حيث رحب بها عمها فعاشت سنوات وأطفالها في مدينة جميلة، تبدو «وكأنها مكسوة بأشعة الشمس الرائعة»، وكانت الألوان في كل الأشياء من المباني إلى الزهور إلى قمم جبال الأنديز المكسوة بالثلوج. في هذه الألوان عاش جوجان طفولته.

ولكن الأسرة عادت إلى فرنسا بسبب قلاقل سياسية عمت بيرو. وأرسل جوجان إلى مدرسة داخلية، واعتقد مدرسوه أنه تلميذ غريب حاد الطباع، فهم لا يعلمون أنه افتقد الألوان والشمس المشرقة، وما إن بلغ السابعة عشرة حتى قرر أن يكون بحارا، فقضى في البحر خمسة أعوام.

اهتمامه بالرسم جعله ينتسب إلى فصول دراسة مسائية لتعلم الرسم، وصور بطريقة تقليدية للغاية، متأثرا بالانطباعيين، وتعد لوحة «حديقة في شارع كارسيل» من بواكير أعماله نفذها سنة 1881 بالأسلوب الانطباعي. في العام 1886 عرض بعض لوحاته في معرض الانطباعيين الثامن، ولكن بالكاد التفت إليه النقاد. في ذلك المعرض كان فنان شاب اسمه «جورج سارا» نجم الرسامين، فلقد ابتكر أسلوبا في الرسم باستخدام نقط صغيرة من أنابيب الألوان، مباشرة وغير مخلوطة، وهي تلك الحركة التي سميت بالمدرسة التنقيطية. ومنها حاول جوجان أن يجد لنفسه إلهاما وسعى إليه بالسبل كلها، فلقد قرر أن يكون رساما ولا شيء غير ذلك. ولذلك أعلن أنه سوف يرسم كل يوم، وعمل بجد لكنه لم يبع لوحاته، يئست زوجته وأخذت أطفالها لتعيش مع أسرتها في كوبنهاجن، ولحقها جوجان ولكنه لم يكن على توافق مع أسرة زوجته، سنة 1885 رسم «بورتريها شخصيا» ولكن ألوانه داكنة، تختلف عن تلك المشرقة التي استخدمها فيما بعد. لم يعره النقاد اهتماما، وظل يبحث عن إلهام يبتدع من خلاله أسلوبا فنيا. سنة 1886 رسم لوحة «نساء بريتاني الأربع».

ظلت ذكريات طفولته في بيرو تطارد جوجان، إلى أن رحل سنة 1886 إلى بنما، وفي السنة التالية رسم لوحته «نباتات استوائية». سنة 1888 تعرف على فان جوخ، وأخيه الذي باع له بعض لوحاته، وفي السنة نفسها رسم «جوجان» بورتريها شخصيا سماه البؤساء بناء على نصيحة صديقه فان جوخ، وفي السنة نفسها رسم «بورتريه فان جوخ وهو يرسم زهور عباد الشمس». وترافق جوجان وفان جوخ، ورسما في استوديو معا، ولكن صداقتهما لم تستمر طويلا، إذ لم يتوافقا، وبدأ الخلاف بينهما بسبب طبائعهما المختلفة، ووجهة نظرهما في الرسم. قال فان جوخ لأخيه: «إن جوجان شخصية قوية للغاية، ومبدع كبير»، ولكن سريعا ما أعلن جوجان: «أن فان جوخ إنسان مشوش، وانفعالي للغاية»، فيما وجد فان جوخ أن جوجان إنسان متسلط ومنتقد لأي شيء. يؤخذ على جوجان أنه صعب المراس، أناني، حتى إنه لم يشارك في جنازة صديقه فان جوخ سنة 1890 فأثار حفيظة أصدقائه ومنهم «شفينيكر» وأيضا «أميل رنار».

وفي سنة 1889 رسم لوحة «عائلة شفينيكر»، والمتخصصون يرون أنه تأثر في تلك الفترة بالفن الياباني من حيث التصوير المسطح والألوان الخالية من الظل والتصميمات البسيطة الجريئة. في تلك الفترة قال عن نفسه: «إني أمر بتلك المرحلة من الخروج من الوهم، بشكل لا أستطيع معه منع نفسي من الصراخ بأعلى صوتي». وسنة 1884 اهتم بالرمزيين، الذين تمردوا على أفكار الواقعيين والانطباعيين، وقال حينها: «يهتم الانطباعيون فقط بما هو واضح للعين، ولا يبالون بما هو غامض وخفي من الفكرة».

سنة 1891 رسم لوحة «فتاتان من تاهيتي»، ولوحة «المرأة ذات الزهرة»، وفي السنة نفسها رسم لوحة «أوباوبا»، أما سنة 1892 فرسم لوحة «متى تتزوجين؟» وتجسد فتاتين من تاهيتي، كانت عائلة «رودلوف ستايشيلين» قد باعتها سنة 2015، وقالت جريدة «نيويورك تايمز» نقلا عن مصادر في عالم الفن إن ثريا خليجيا دفع نحو 300 مليون دولار مقابل هذا العمل. والوكيبيديا تقول إنها بيعت بشكلٍ سري إلى المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني بمبلغ 210 ملايين دولار أميركي!

ولقد عرض «روبرت أندرسون» كاتب الجزء عنه لوحة قدمها تفصيلية من لوحات جوجان وصفها بأنها لوحة مليئة بالغموض. فقد كان جوجان يحب تصوير أساطير تاهيتي، وعرض الكاتب أيضا تفصيلية أخرى من لوحة «من نحن من أين أتينا؟ إلى أين ذاهبون؟» رسمها جوجان سنة 1897. وقال عنها: «قبل أن أموت وضعت كل طاقتي في هذه اللوحة. لقد رسمت تلك العاطفة تحت ظروف قاسية، وكانت الرؤية واضحة جدا دون أية تصميمات، وكان ذلك آخر ما صوره.. «لقد فقدت ابنتي». وقبل موته بقليل رسم بورتريها حزينا.

تدهورت حالته النفسية والصحية، منذ أن أصيب بداء في رجله، وأدمن الكحول وكثرت مشاحناته مع السلطات الفرنسية واجتنبه معظم المستعمرين الفرنسيين في تاهيتي، وتوفي في كوخه يوم 8 مايو 1903.

«متى تتزوجين؟» لوحة بيعت بـ300 مليون دولار
«متى تتزوجين؟» لوحة بيعت بـ300 مليون دولار
اوباريا حفلات تاهيتي كانت قد منعت
اوباريا حفلات تاهيتي كانت قد منعت
لوحة المرأة ذات الزهرة
لوحة المرأة ذات الزهرة
تفصيلة من لوحة ذات الزهرة
تفصيلة من لوحة ذات الزهرة
لوحة الرسام البائس
لوحة الرسام البائس
صورة فوتغرافية للرسام بول جوجان
صورة فوتغرافية للرسام بول جوجان
تفصيلية للوحة متى تتزوجين
تفصيلية للوحة متى تتزوجين
حديقة في شارع كارسيل
حديقة في شارع كارسيل
لوحة عائلة شفينكر
لوحة عائلة شفينكر
لوحة جوجان فان جوخ يرسم زهور عباد الشمس
لوحة جوجان فان جوخ يرسم زهور عباد الشمس
فتاتان من تاهيتي
فتاتان من تاهيتي
لوحة البؤساء
لوحة البؤساء
ما بعد الحداثة
ما بعد الحداثة
من نحن؟ من أين أتينا؟ إلى أين ذاهبون
من نحن؟ من أين أتينا؟ إلى أين ذاهبون
نباتات استوائية
نباتات استوائية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز على منصة «نتفليكس» قريبا
«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز على منصة «نتفليكس» قريبا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية في تركيا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية ...
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل سنوات قلِق على المستقبل
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل ...
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة «إيسيسكو»
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم