منذ الإرهاصات المبكرة لثورة فبراير كانت سلوى سعد بوقعيقيص حاضرة، وبقوة. فكانت ضمن المعتصمين الأوائل أمام المحكمة المطالبين بمعرفة مصير شهداء أبو سليم، وظلت حاضرة منذ بداية الثورة، بصفتها محامية وناشطة سياسية وحقوقية ليبية.
كانت أحد مؤسسي المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، وكانت وراء ترشيح عدد من رموزه، ثم شغلت منصب نائب رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، ولم يكن لها هدف سوى قيام الدولة المدنية وقيام ديمقراطية الحكم والقرار. وعندما تعالت أصوات وأفعال الرافضين للدولة المدنية، وارتفعت الرايات المتطرفة المؤدلجة، أسست (ائتلاف 17 فبراير) الجسم الذي كان يدير شؤون بنغازي رفقة آخرين بينهم الناشط المغتال عبد السلام المسماري.
لم تصمت حتى بعدما بدأ رفاقها يسقطون برصاص الرافضين لقيام الدولة المدنية غير التي يريدونها، بل ارتفع صوتها منددة، واصبح حضورها في مختلف المناشط أمرا افتراضيا. فظلت طوال السنوات الثلاثة التي أعقبت ثورة فبراير أيقونة الثورة بحق. إلى أن اغتالها ملثمون في منزلها يوم 25 /6/ 2014.
ولدت سلوى سعيد بو قعيقيص في مدينة بنغازي في 24 /4/ 1963. تخرجت في الجامعة الليبية بليسانس من كلية القانون، وامتهنت المحاماة، وتواصلت مشاركاتها المدنية والقانونية، حتى تولت منصب نائب رئيس الهيئة التحضيرية للحوار الوطني الذي تشرف عليه الحكومة الليبية لإجراء مصالحة وطنية شاملة.
كان آخر ظهور للأيقونة ثورة فبراير ،قبيل اغتيالها، عبر محطة تلفزيونية ليبية خاصة كشاهد عيان على الاشتباكات التي جرت بين الجيش النظامي ومليشيات ملثمة في محيط منزلها بمنطقة الهواري في مدينة بنغازي. وصبيحة يوم اغتيالها اختتمت آخر عمل لها بالمشاركة بالأدلاء بصوتها في الانتخابات التشريعية. حيث نشرت على فيسبوك صوراً لها وهي تدلي بصوتها في مكتب اقتراع.
شيعتها جماهير بنغازي وإعلاميون ونشطاء سياسيون وحقوقيون وعدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني، يتقدمهم رتل عسكري في جنازة مهيبة، ووسدت ثرى مقبرة الهواري 27 /6/ 2014.
نعتها الحكومة الليبية والمجلس البلدي في بنغازي وتيارات وشخصيات سياسية ليبية ودولية بينها الأمين العام للأمم المتحدة والخارجية الأمريكية والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومنظمات دولية منها (هيومن رايتس).
تعليقات