في مثل هذا اليوم منذ 14 سنة رحلت عنا شخصية قابلتها، أو بمعنى أدق التقيتها أول مرة في حياتي، منذ حوالي 15 عاما. كنت في مصراتة في مناسبة ثقافية، وحدثني صديقي الكاتب يوسف الغزال عنها، وأخذني لزيارتها في منزله. لم يخطر على بالي أن هذه الشخصية هي التي كتبت قصة «الشيخ شعلان» وقصيدة «حوار مع شبح صامت»!
كان مسجى في فراشه لا شيء يتحرك منه سوى عينيه! فلقد أصيب بمرض نادر تسلط على أعصابه، أفقده السيطرة تدريجيا على أطرافه إلى أن شلها بالكامل! عندما قابلته لم تكن تتحرك سوى عينيه، عندها فقط توقف عن الكتابه، أما قبلها كان يملي على ابنته ويكتب إبداعاته.
إنه القاص والشاعر عبدالله السعداوي، الذي ولد في مصراتة يوم 22/5/1949 تعلم في مدارسها ثم أتم دراسته في الجامعة الليبية في بنغازي، وتخرج في كلية الاقتصاد ونال البكالوريوس في إدارة الأعمال سنة 1974.
عاد إلى مصراتة وعمل بشركة المختار للتأمين حتى سنة 1980، سافر بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية للدراسة، وتخرج في جامعة «أوكلاهوما سيتي» وتحصل على (ماجستير) في المحاسبة.
عاد إلى سابق عمله في مصراتة، ومنها انتقل العام 1995 إلى مدينة دمشق مديراً عاما لشركة الاتحاد العربي لإعادة التأمين حتى العام 2003. وهناك أصيب بالمرض، ولازمه حتى رحيله يوم الجمعة الموافق 23/6/2006 ووسد ثرى مصراتة في اليوم نفسه.
كتب عن مجموعته القصصية (عودة الديناصور) الأستاذ الناقد عبدالحكيم المالكي دراسة نقدية، وقال عنه: «المرحوم عبدالله السعداوي ظاهرة أدبية خاصة، رجل استطاع في زمن مرض عضال (جعله غير قادر على القيام بأي حركة) أن يكتب مجموعة قصصية وديوان شعري وكتاب سردي أقرب للسيرة. تجربة شديدة الخصوصية ودرس في قدرة الإنسان على مقاومة الآلام والتغلب على الظروف وقهرها. الدراسة تناولت بشكل عام المجموعة القصصية المذكورة».
*بتلخيص من صفحة السقيفة الليبية
تعليقات