في مثل هذا اليوم منذ عامين، وسد ثرى مقبرة الفيوم بمصر أحد الرجال الذين ساهموا في قيام الدولة الليبية الواحدة الموحدة، كان قد رحل عنا مساء اليوم السابق عن عمر بلغ 92 عاما، أنه سيف النصر عبد الجليل سيف النصر، سليل أسرة مجاهدة شهد لها أعدائها قبل أصدقائها، بمكانتها وقوتها في استقرار المنطقة، كان لفترة تسيدهم وحكمهم لجنوب ووسط ليبيا حتى سقوط النظام الملكي فترة أمن واستقرار لم تشهدها المنطقة من قبلهم ولا من بعدهم.
ولد سيف النصر عبدالجليل سنة 1926، وعندما كان طفلا انقذه أحد المجاهدين من رجال والده، جراء غارة مفاجئة نفذها المستعمر الإيطالي، وانطلق به عبر الصحراء ليتقابلا مع هودج يحمل عروسا، فحملته معها، وبقي في ضيافة قبيلتها، حتي لحق به والده علي الحدود مع مصر، ثم تنتقل الأسرة إلي مدينة الفيوم، حيث أقام والده نجعا ضم رجالها. درس سيف النصر عبد الجليل بالقاهرة وتخرّج في جامعتها.
في 9 أغسطس 1940 ساهمت أسرته مع الملك محمد إدريس في تأسيس الجيش السنوسي ، ومن بعد استقلال ليبيا عُيّن رئيسًا للمجلس التنفيذي لولاية فزّان ونائبًا لواليها في العهد الملكي. ثمّ وزيرًا للشؤون البلديّة. ثُمّ وزيرًا للدّفاع (لولايتين) في حكومة السيد حسين مازق. كان له دور في تأسيس البنية القانونيّة في ليبيا بالاستعانة بزملائه من خبراء القانون في مصر، وأيضا، في تأسيس الجيش الليبي ونظامه المتميّز، كما كان داعمًا للإعلام والصحافة الحرّة. وبعد ترك الوزارة توجّه للأعمال الحرّة، مقيما بالقاهرة حتى رحيله مساء يوم الخميس 14/6/2018 ووسد ثرى مقبرة الفيوم في اليوم التالي .
*بتلخيص من مقالتين للأستاذ مهدي القاجيجي والأستاذ شكري السنكي
تعليقات