يقول «جنقي» في قصة الأصدقاء: «أنا أقول لك.. اسمع، أن التعويض الوحيد الذي يُمنح للإنسان حين يموت هو أن يُودع آخر أنفاسه فيما يتحلق كل أصدقائه حول سريره. ذلك هو التعويض الوحيد!».
وفي مثل هذا اليوم منذ 19 سنة، وفيما كان عدد كبير من أصدقائه قد أمضوا ثلاثة أيام أمام المستشفى يتابعون حالته، سألني أحد الممرضين، عن اسمه، لأنه لم يشاهد في حياته، مثلما قال، هذه الكثرة من الناس تتجمع أمام مستشفى من أجل مريض. ورحل في ذلك اليوم خليفة الفاخري، الذي وصفه صادق النيهوم بأنه ينحت كلماته نحتا.
ولد الفاخري في بنغازي العام 1942 وحفظ أجزاء كثيرة من القرآن الكريم في جامع الحدادة. شغفه بالخط العربي جعله في الجامع خطاط (الختمة). لفتتْ نظره الكتب المعروضة في مكتبة بوقعيقيص، التي كانت في مواجهة الجامع، ولما انتبه صاحب المكتبة اهتمامه بالكتب دله على المركز الثقافي المصري. عرف كيف يستعير الكتب. شغف بها حد الحفظ. أرغمه الفقر مبكرا إلى ترك الدراسة. وساعدته لغته وخطه وثقافته من العمل مبكرا في (نظارة المعارف) سنة 1958.
قراءاته في الآداب المترجمة جعلته يضع نصب عينيه تعلم لغة أجنبية. سافر سنة 1970 إلى بريطانيا لدراسة اللغة الإنجليزية. تنقّل بين الوظائف، واختتمها كمستشار ثقافي بوزارة الخارجية واستقال منها العام 1988.
إصدارات ثلاثة: «موسم الحكايات»، «غربة النهر»، «بيع الريح للمراكب» وبعدها كتب عددا من مقالات ألحقت بكتاب «منابت الريح» الذي حوى سيرته.
رحل «جنقي» مثلما لقبه والده، الذي يحبه كثيرا، وظل الفاخرى يوقع رسائله لأهله وأصدقائه بهذا اللقب توفي يوم 6/6/ 2001 بمستشفى «5 أكتوبر» في بنغازي، جراء جلطة دماغية، وفي اليوم التالي شيعته جماهير مدينة بنغازي في جنازة مهيبة جماهير و وسدته ثرى مقبرة الهواري.
تعليقات