في مثل يوم أمس 5/27/ 2020، منذ 49 عاما، رحل عنا السيد سالم لطفي القاضي، أحد بناة الدولة الليبية. ولد في مدينة مصراتة، العام 1909وتعلم في كُتاتيبها، شأن أبناء جيله، القرآن؛ ثم درس علوم اللغة والفقه على أيادي كبار علماء مصراتة. أحب شيخنا الفاضل الأدب العربي والتاريخ، وأغرم بالشعر العربي، خصوصا ذلك المملوء بالفخر والعزة، ونشأ متفتحا على العالم يتابع تطور العلوم الحديثة، والأنشطة السياسية والاقتصادية، فأصبح مرجعا بين أبناء عصره، فبرز اسمه في طليعة الطبقة السياسية الواعية.
تولى بلدية مصراتة بعد اندحار إيطاليا، فلقد كان من البداية من المؤيدين، والداعمين لجهود الأمير إدريس السنوسي في مقاومة الاحتلال الإيطالي، ساهم إعلاميا، وعلميا في نشر وتوضيح نداء الأمير الذي وجهه الأمير في 9 أغسطس 1940 بضرورة تأسيس الجيش الليبي.
وشارك في النشاط السياسي في الحزب الوطني، ثم المؤتمر الوطني برئاسة الزعيم بشير السعداوي ثم انضم إلى مجموعة زعماء المؤتمر، الذين انشقوا عن السيد بشير السعداوي، وهي المجموعة التي ترأسها الشيخ أبوالأسعاد العالم مفتي الديار الليبية. اختير عضوا في لجنة الواحد والعشرين التحضيرية للجنة الستين التأسيسية.
من بعد استقلال ليبيا أصبح وزيراً للزارعة في حكومة ولاية طرابلس، التي شكلها محمود المنتصر في مارس 1951، واستمرت الحكومة حتى إعلان الاستقلال في 24 ديسمبر 1951. أصبح وزيراً للاقتصاد من ديسمبر 1954حتى مارس 1956؛ ثم وزيراً للمواصلات من مارس 1956إلى مارس 1957 في حكومة مصطفى بن حليم.
شارك في تأسيس جمعية الهلال الأحمر الليبي عام 1957، وانتخب في العام نفسه رئيساً لمجلس النواب، وظل رئيس له حتى فبراير 1960. عُين وزيراً للمعارف في حكومة عبد المجيد كعبار في فبراير 1960 حتى سبتمبر من نفس العام. ثم وزيراً للمالية لأول مرة في حكومة محمد عثمان الصيد حتى مايو 1961. عُين بعد ذلك سفيراً لليبيا في المملكة العربية السعودية، ثم أصبح أول سفير ليبي في الجزائر بعد استقلالها عام 1962.
ثم عُين في حكومة محمود المنتصر وزيراً للمالية والاقتصاد في يناير 1964، وتولى وزارة المالية في حكومة السيد حسين مازق، التي تولاها بالوكالة سنة 1966 حتى يناير1968، وتولى وزارة الصحة في حكومة ونيس القذافي، حتى سُجن مع رجال العهد الملكي بعد انقلاب 1969 في ليبيا، وغادره محمولا على الأكتاف، من بعد أن أسلم فيه الروح ، ثم وسد ثرى مقبرة أبو عليم بمنطقة الدرادفه مسقط راسه بمصراته في اليوم نفسه.
تعليقات