في مثل هذا اليوم منذ 30 عاما رحل عنا الأستاذ عوض محمد زاقوب، الذي تزامن مولده مع الغزو الايطالي سنة 1911. حفظ مبكرا القرآن في زاوية شارع قصر حمد السنوسية، ببنغازي، ثم الحق تحصيله بألفية ابن مالك، التي ساعدته على حفظ، وفهم الكثير من الأشعار الصوفية. ثقف نفسه بالقراءة والإطلاع.
بداء نشاطه عمليا سنة 1933، إذ أسس مكتبة البشاير في (سوق الظلام)، وزع من خلالها المجلات والجرائد والكتب التي كانت تصله من مصر، من تلك الجرائد: الأيام السورية التي كانت تناهض الانتداب الفرنسي، ومجلة نور الإسلام المصرية، ومجلة الرسالة الشهيرة التي أصدرها أحمد حسن الزيات. ومن هذه المنشورات كتب القراءة الرشيدة، التي كان المدرسون الليبيون يشجعون التلاميذ على قراءتها، ولم تكن السلطات الإستعمارية راضية عن انتشارها بسبب طبيعة مواضيعها الوطنية، فاقتنصت فرصة في يوليو 1938 واعتقلته، وسجنته، ثم نقلته إلى طرابلس، ومنها نفوه إلى براك الشاطئ.
سنة 1943 وصل الفرنسيون إلى براك الشاطئ، في طريقهم إلى تشاد استغل الفرصة ورحل معهم، ومن هناك إلى السودان ومنها إلى القاهرة، وأقام مع أخيه محمود الذي كان آنذاك طالبا هناك، وبتواصل سيرته انخرط مبكرا في العمل الصحفي، وكتب المقالات السياسية والاجتماعية، ولما عاد إلى بنغازي عام 1944 واصل نشاطه الصحفي. وفي سنة 1948 ترأس تحرير جريدة الاستقلال. في سنة 1953 أسس جريدة البشائر، وإن كان قد كلف 1955 رئيسا لتحرير جريدة برقة الجديدة، ولكنه لم يستمر في منصبة طويلا. إذ عاد إلى جريدته التي استمرت حتى سنة 1972، ولما تأممت الصحافة، اقتصر نشاطه على الطباعة، إلى أن رحل عنا في 20مايو 1990.
تعليقات