في مثل هذا اليوم منذ 14 سنة رحل السيد حسين مازق، الذي يعد من أهم الشخصيات الوطنية الليبية السياسية، التي خدمت الوطن بالإخلاص كله والنزاهة. بدأ حياته السياسية عندما كان يبلغ الثانية والثلاثين من العمر، إذ تولى قبل الاستقلال حقيبة الزراعة في حكومتي فتحي الكيخيا، ومن بعده عمر باشا الكيخيا، أثناء حكومة إمارة برقة سنة 1949، ثم تولى الداخلية في حكومة السيد محمد الساقزلي أيام الإمارة. وبعد الاستقلال في العام 1951 استمر ناظرا للداخلية في الحكومة نفسها.
في مايو 1952 تولى ولاية برقة، واستمر في منصبه وفقا للنظام الاتحادي الذي أقره الدستور في السابع من أكتوبر 1950 حتى أكتوبر 1961، إذ ترك قبل إلغاء الفيدرالية وقيام النظام الاتحادي.
تولى وزارة الخارجية من يناير 1964 إلى أبريل 1965، وكان خلالها رئيس لجنة مفاوضات جلاء القوات الأميركية، وتبني موقفا صلبا جعل الأميركان يشكونه لدى الرئيس عبدالناصر، وقد ثبت ذلك أثناء التحقيقات معه، وأيضا خلال المحكمة من بعد سقوط النظام الملكي.
كلف برئاسة الحكومة من أبريل 1965 إلى يوليو 1967، وعلى الرغم من قصر مدة هذه الحكومة، استمر في مواصلة تنفيذ الخطة الخمسية الأولى، التي أقرتها حكومة السيد محيي الدين فكيني، وهي أول خطة خمسية للدولة الليبية. وبدأ في تنفيذ مشروع إدريس للإسكان وأكمله، وقام بتعديل قانون البترول رقم «25» لسنة 1955 فوفر هذا التعديل أموالا للخزينة الليبية غطت تكاليف المشاريع.
في عهده تأسست الخطوط الجوية للمملكة الليبية وبدأت نشاطها سنه 1965، وشرعت حكومته ببناء الجامعة الليبية، وشيدت المدينتين الرياضيتين في كل من طرابلس وبنغازي، ونفذ الطريق الساحلي، ووقع عقدي مستشفيي 1200 سريرا في طرابلس وبنغازي.
ويشهد له التاريخ بقوة دفاعه عن الملك وإخلاصه لتلك العلاقة الروحية التاريخية بينهما أثناء محاكمة نظام القذافي له، فالمعروف أنه عاد إلى الوطن، بعد سقوط النظام الملكي وحكم عليه بالسجن عشر سنوات، قضى نصفها وخرج سنة 1974.
ولعل نظام القذافي أحس بظلمه لهذه الشخصية الوطنية، فأثناء مرضه ووبعد أن تقرر ضرورة إجراء عملية جر له، بعثت له حكومة القذافي باقة ورد، وأبلغته بقرار تخصيص طائرة تنقله إلى أي مكان يختاره للعلاج، فشكرهم قائلا: «باقة الورد تكفي»، ثم رفض لاحقا تخصيص مرتب استثنائي له، ثم رفضت أسرته تسلم مبلغ كبير إثر وفاته.
أما مدينة بنغازي التي أحبها وأحبته، فلم تنس مقولته يوم عودته إليها بعد الإفراج عنه: «ليلة واحدة في بنغازي نستني مرارة حبس خمس سنين».
توفى الله هذه الشخصية الباسمة الدمثة والمخلصة لله وللوطن والملك يوم 12\5\2006 عن عمر ناهز 88 عاما ووسد ثرى بنغازي في اليوم نفسه.
______________________
* النبذة أعدت من معلومات وافانا بها الأستاذ سليمان منينه
* الصور من أراشيف الوسط، وبعضها من سليمان منينه وأيضا من الأستاذ خالد القرقوري.
- ربط لقصيدة رثاء:
https://www.facebook.com/alfa.bravobeghazi/videos/1905361163125159/UzpfSTEwMDAwNzI0NzE2Nzc5NjoyMTkyNjI3NTc0MzIyMTI3/
تعليقات