في مثل هذا اليوم منذ ثلاثة عشر عاما رحل رئيس وزراء ليبيا الأسبق القاضي، والمحامي، والأديب والشاعر الأستاذ عبدالحميد مختار البكوش، الذي أطلق على ليبيا «أم السعد». ولد في طرابلس، ودرس بها مراحل تعليمه الأولى، أما المرحلة الجامعية فأتمها بمصر، إذ تخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة ونال درجة الليسانس في القانون، ثم دبلوم في القانون الدولي سنة 1959.
عين بعد رجوعه إلى ليبيا في القضاء ثم مارس مهنة المحاماة في بداية الستينات، كذلك عمل مستشارا قانونيا لشركة البترول البريطانية «برتش بتروليوم». في سنة 1964 انتخب عضوا في مجلس النواب، ثم اختاره سنة 1964 السيد محمود أحمد المنتصر وزيرا للعدل في حكومته في شهر يناير 1964. وفي مارس 1965 اختاره السيد حسين مازق رئيس الوزراء آنذاك، ليكون وزيرا للعدل في حكومته. ثم اختاره أيضا السيد عبدالقادر البدري رئيس الوزراء للمنصب نفسه في زارته في يوليو 1967.
في 25 أكتوبر 1967 كلفه الملك إدريس السنوسي بتشكيل الوزارة، وانصب مشروعه على «الشخصية الليبية» و«ليبيا أولا». وبعد استقالته من رئاسة الحكومة سبتمبر 1968، تولى منصب سفير ليبيا في الجمهورية الفرنسية. وبعد سقوط المملكة الليبية في سبتمبر 1969، عاد من فرنسا، فاعتقل، وسجن، وفرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله؛ ثم رحل إلى القاهرة سنة 1977 ومكث بها إلى 2001، ثم اضطر إلى مغادرة مصر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة من بعد تحسن العلاقات بين الدولة المصرية والنظام الجماهيري، بسبب تعرضه لمحاولة اغتيال في القاهرة في نوفمبر 1984، وأسهم في فضحها بتعاونه مع السلطات المصرية لكشف تلك المؤامرة، التي انتهت بالقبض على المتورطين فيها، وعرض السيد وزير الداخلية المصري، تفاصيل هذه المؤامرة، في مؤتمر صحفي نقلته وسائل الإعلام المرئيّة، وفي مقدمتها، التليفزيون المصري. نشر العديد مِن شعره ومقالاته في الصحافة الليبية، ثم في الصحف المصرية والعربية والدولية. له أكثر من ديوان شعر، واختتم إحدى قصائد هذه الدواوين قائلا:
«لكن العيد سيقبل يا ولدي
في يوم العيدِ
وأجيء بلادي مشتاقًا في يوم الوعد
سأجيئك يومًا يا بلدي خذ هذا العهد
سأجيئك يومًا يا ليبيا.. يا أم السعد»
رحل عنا يوم 2/5/ 2007، ووسد ثرى أبوظبي في اليوم التالي.
* بتلخيص من مقالة للأستاذ إبراهيم الهنقاري
تعليقات