في مثل هذا اليوم منذ 51 عامًا رحل عنا المعلم والكاتب يوسف الدلنسي، الذي يعد من الجيل المؤسس للحركة الأدبية المعاصرة في ليبيا، بدأ حياته معلمًا شابًّا في مدرسة الأمير الابتدائية ما بين 1948 و1952، ومثل بقية الشباب المثقف المستنير في بنغازي، نشط وبحماس في كشّافة جمعية عمر المختار ومارس الرياضة فكان ملاكمًا ولاعبًا في كرة القدم، وخلال اشتغاله بالتدريس اهتم كثيرًا بتلاميذه واعتبر أن ما يقوم به واجبٌ وطنيٌّ؛ متناولًا في الوقت ذاته، كصحفي، القضايا والموضوعات ذات الصلة بهموم الوطن والمواطن. وكتب، باسم «ابن الأندلس»، المقالة، والقصة، بالإضافة إلى نظم الشعر والأغنية الشعبية، مستلهمًا فيها التراث الشعبي الجميل، فقدمته الإذاعة الليبية في ذلك الوقت. هذه (التعددية) تعد من سمات أبناء جيله من كتـَّاب وأدباء تلك المرحلة.
وُلد سنة 1930 في بنغازي، وما أن بلغ مرحلة الشباب، التي قضاها في مسقط رأسه، حتى تفرد في حيويته وقلقه، ومعاناته، وفي علاقاته مع زملائه، مثل طالب الرويعي والشريف الماقني، ومحمد زغبية ودعاباته معهم، وحبه للحياة واندماجه الكامل ـ رغم المرارة أحيانًا ـ في مباهجها، واحتوت روحه المتوثبة في ذلك كله، انطلاق الشباب واندفاعه، وحكمة الشيوخ ورزانتهم، وبوهيمية بعض الفلاسفة، غير أنه يظل باستمرار وفقًا لهذا النهج الذي اختاره راضيًّا، مثالًا للمثقف الناضج الذي لا يهدأ في تصرفاته وسلوكياته وجرأته وإبداعه الفني والأدبي.
ومن بعد استقلال ليبيا، بقليل، انتقل إلى طرابلس موظفًا في شعبة المحاضر بمجلس الشيوخ، ثم مديرًا للإدارة التشريعية. وبعدما استقال من المجلس المذكور، ثم عُيـِّنَ لاحقًا في وزارة العدل وظل بها حتى رحل عنا يوم 1969/4/23 ووُسِّد ثرى مقبرة سيدي عبيد في اليوم نفسه.
* بتلخيص، من مقالة الأستاذ سالم الكبتي: «الدلنسي.. في ذكراه الأربعين وكذلك بعض الصور ».
تعليقات