سلط موقع جريدة «الشرق الأوسط» اللندنية، على شبكة الإنترنت، الضوء على الكتاب الصادر حديثا عن مجموعة «الوسط» للإعلام، تحت عنوان: «مختارات من وثائق الإدارتين البريطانيتين في برقة وطرابلس الغرب»، في الفترة من 1940، وحتى 1951، من جمع وترتيب وترجمة الباحث الليبي، محمد علي حمامة، على مدى ثماني سنوات.

راجع الكتاب تاريخيا سالم الكبتي، وترجم الاتفاقية الإيطالية - المصرية الخاصة بترسيم حدود ليبيا الشرقية، عن الفرنسية، كمال التواتي بوشاح.

الكتاب الذي يقع في 912 صفحة، يضم 400 وثيقة من مراسلات وتقارير ضباط وموظفي الحكومة البريطانية إبان فترة الأربعينات من القرن الماضي، وخلال اندلاع الحرب العالمية الثانية وحتى بداية الخمسينات، وكانوا قاموا بإرسالها إلى الإدارات أو الوزارات التي يتبعونها في لندن، أو المتبادلة مع أقرانهم في برقة أو طرابلس والسفارات البريطانية في القاهرة وروما وبغداد والأمم المتحدة، ويخص بعض هذه الوثائق وزارة الحرب البريطانية، كما يخص البعض الآخر وزارة الخارجية، وبعد أربعين عاما، تم الإفراج عن بعضها في سنة 1982، وهناك الكثير لا يزال حبيس الأدراج؛ إذ إن بعض الوثائق محجوزة لمدة 75 سنة. وهذه الوثائق، بخاصة التقارير منها، كتبها بريطانيون من واقع ما عاشوه ولمسوه خلال تبادل القوات المتحاربة أراضي برقة، ثم دخول قوات الحلفاء إلى طرابلس الغرب، ووضع الإقليمين تحت الإدارة العسكرية البريطانية، وفق تقرير «الشرق الأوسط».

طالع: سلسلة «كتاب الوسط» تصدر «التاريخ يتجهم والحياة تضحك»

وبحسب التقرير نفسه، «تغطي الوثائق تفاصيل الحياة كافة في إقليمي برقة وطرابلس، وخطط البريطانيين لمستقبل كل منهما، وعلاقة القادة الإنجليز على الأرض بالسكان، فضلا عن رموز ومشايخ القبائل هناك، ومن بينها رسالة موجهة من الجنرال مونتيجمري إلى سكان برقة يذكرهم بأنها تحررت من الإيطاليين بفضل قوات الجيش البريطاني، ويوضح أن إدارتها ستتم وحتى نهاية الحرب بواسطة حكومة عسكرية بريطانية».

كما أبرز التقرير وثيقة كانت محفوظة برقم 230 في مجلد رقم 151، تشير إلى أن «الحكومة العسكرية لن تتدخل بالأمور السياسية المقبلة، وسوف تحاول إدارة الأمور بحزم وعدل مع الأخذ في الاعتبار مصالح سكان البلاد، ودعا مونتيجمري السكان إلى السلوك السلمي الحسن، وإطاعة أوامره وأوامر ضباطه، كما أنه لن يشجع الخلافات والمكايد بين الأفراد أو أي قسم من السكان، وسوف يعاقب كل شخص يقدم بلاغات كاذبة ضد الآخرين بتهمة تعكير السلم.

طالع أيضا: سلسلة «كتاب الوسط» تصدر كتاب «يمشي على مهل وسبقنا»

وختم مونتيجمري بيانه لسكان برقة بأن الجيش البريطاني لا يريد أن يضطر إلى اتخاذ الإجراءات التأديبية الصارمة ضدهم، لكنه لن يتردد في اتخاذها إذا ما اخترقت أوامره ولوائحه».

يستهدف الكتاب وفق ما كتب صاحبه في مقدمته، «تسليط الضوء على أحداث وقعت إبان تلك الفترة المهمة من تاريخ ليبيا الحديث، وليس انحيازا لطرف ضد طرف. ولا يتبنى آراء موظفي وضباط بريطانيا في ليبيا أو يروج لها، لكن الهدف منه وضع يد القارئ الليبي، خاصة على درج من أدراج الأرشيف الوطني البريطاني، وتركه ليكوّن عقيدته ورأيه في المواضيع التي أتيحت للباحث أن ينسخ وثائقها».

سلسلة كتاب الوسط
يذكر أن الأديب أحمد الفيتوري هو المحرر المسؤول عن سلسلة «كتاب الوسط» التي تصدرها مؤسسة الوسط الإعلامية، وانطلقت إصداراتها منذ بداية العام 2018.

وجاءت الإصدارات التي طرحتها سلسلة «كتاب الوسط» متنوعة لنخبة من الكتاب والأكاديميين الليبيين في عدة جوانب منها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

ومن أبرز هذه الإصدارات كتاب «الصادق النيهوم.. جامع المختلف عليه» من إعداد الكاتب أحمد الفيتوري، وكتاب «كلمات في محراب الوطن.. تحديات المخاض الديمقراطي» للأكاديمي زاهي المغيربي، وكتاب «التجريف الثقافي»، للقاص عمر الككلي، وكتاب «قهوة سي عقيلة»، للكاتب محمد عقيلة العمامي، وكتاب «يمشي على مهل ويسبقنا»، للدكتور نجيب الحصادي، وكتاب «ليبيا المكان والزمان والإنسان» للأكاديمي منصور محمد الكيخيا، وكتاب «التاريخ يتجهم والحياة تضحك» للكاتب سالم العوكلي، وكتاب «مختارات من وثائق الإدارتين البريطانيتين في برقة وطرابلس الغرب» للأستاذ علي محمد حمامة، وكتاب «بين الأمل والألم» مذكرات للسجين السياسي عمر المختار الوافي، كتاب «صورة نجيب سرور» للكاتب عبدالعظيم قباصة.