تمر اليوم الذكري 43 لحدث بغيض لم يعتده الليبيون منذ استشهاد شيخ الشهداء عمر المختار سنة 1931 عندما شنق وسط حشد من الليبيين ارغمهم المستعمر الإيطالي على حضوره في قرية سلوق. لا تذكر الأجيال من بعد هذا التاريخ عملية إزهاق روح خنقا إلاّ يوم 7 أبريل 1977 بميدان الكاتدرائية في بنغازي. حدث ذلك عند الساعة الثانية من ظهر ذلك اليوم.
الذين يعرفون الفرق ما بين الشنق والخنق قالوا أن ما نفذ لم يكن شنقا وفق أساليب هذا العمل المرعب، فالشنق يسبقه كسر فقرات الرقبة نتيجة السقوط المفاجئ فيغمى على الضحية، ولكن ما حدث كان خنقا وحشيا، فلقد راقب الناس مرغمين باكيين الوقت الذي عاناه الشهيدان عمر على دبوب ومحمد الطيب بن سعود، ففيما كانا مكبلي اليدين، كانت رجليهما طليقتين، فظلتا وسليتهما الطبيعية في رفض إزهاق روحيهما، وشاهد الناس الباكيين كيف التقط أحد الجلادين سلكا كهربيا ووثق به أرجل الشهيدين.
أما الشهيدين عمر الصادق الورفلي (الشهير بعمر المخزومي) والشهيد أحمد فؤاد فتح الله (المصري الجنسية) فقد خنقا بميناء بنغازي البحري. ويوم 7 أبريل سنة 1983 شنق الشهيد محمد مهذب احفاف بكلية الهندسة طرابلس. وفي اليوم نفسه شنق داخل سجن طرابلس الشهداء: عمر خالد وناصر محمد سريس وعلى أحمد عوض الله وبديع بدر وعبد الله ابوالقاسم المسلاتي وصالح الزروق النوال وحسن أحمد الكردي.
وفي أبريل سنة 1984 شنق الشهيدين رشيد منصور كعبار، وحافظ المدني الورفلي، داخل حرم جامعة طرابلس،. وفي اليوم نفسه ولكن في جامعة بنغازي شنق الشهيد مصطفى ارحومة النويري. وبناء على أحكام المحكمة العسكرية الخاصة، نفذت إعدامات أخرى بدأت يوم السبت 2 أبريل 1977 في بعض معسكرات بنغازي وطبرق وطالت مجموعة الضباط الذين اتهموا بالمشاركة في حركة الرائد عمر المحيشي العام 1975.
لكل من هؤلاء الشهداء حكاية تطول ظروفها ومأثرها، وليبيا لم ولن تنسى شهدائها ونحن في هذا اليوم لا نملك إلاّ الترحم على أرواحهم الطاهرة، مبرزين أن 7 أبريل هو يوم حزين لا نملك فيه سوى الابتهال أن يرحم الله شهداء ليبيا كافة. رحم الله الشهداء الذين سطروا تاريخاً بدمائهم، وضحوا بأرواحهم والتاريخ لا ينسى أبطاله، ولا جلاديهم. وسيظل الشهداء نشيد شرف يتغنى به الليبيون على دوام 7 أبريل، ووصمة عار في تاريخ جلادي ذلك اليوم.
تعليقات