Atwasat

في ألمانيا.. «مستعمرة فنانين» تواجه «كورونا»

القاهرة - بوابة الوسط السبت 28 مارس 2020, 03:14 مساء
WTV_Frequency

أطلق فنانون مبادرة للمساعدة على تقديم الترفيه للسكان المحتجزين في منازلهم في ألمانيا، بسبب جائحة فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد-19».

وحملت إنغريد إهنين-هاس، الميكروفون في يدها وبدأت تأدية أغنيات لإديت بياف من منزلها في برلين، حسب «فرانس برس».

وقالت إنغريد «71 عاما»: «إن مفهوم إقامة الحفلات الموسيقية من المنزل فكرة رائعة، خصوصا بالنسبة إلى الكبار في السن الذين يضطرون إلى ملازمة البيت».

ومع إغلاق قاعات الحفلات الموسيقية والمطاعم ومعظم المحلات التجارية، توقفت الحياة العامة في ألمانيا مع حض السكان على البقاء في المنزل للمساعدة في احتواء انتشار الفيروس.

وانضمت إنغريد وزملاؤها في «مستعمرة الفنانين» في جنوب غرب برلين إلى أشخاص آخرين لتسجيل ألبومات أو كتب ومشاركتها عبر الإنترنت.

وحوّلت هذه العاملة الاجتماعية السابقة، التي كانت تغني بانتظام في صالات صغيرة عبر العاصمة، غرفة معيشتها إلى استوديو تسجيل.

كورنيليا شونفالد
في منطقة مشتركة خارج شقتها، تجلس الفنانة الكوميدية كورنيليا شونفالد على مقعد وتقرأ بصوت عال قصة قصيرة لإريك كايستنر، وهو كاتب شهير في أدب الأطفال الألماني.

ويسجّل قراءتها المصحوبة بزقزقة العصافير، كريستيان سيكولا وهو أحد المسؤولين في الجمعية التي تدير الحياة الثقافية في «مستعمرة الفنانين»، وسيقوم بعد ذلك بتوليف الفيديو ونشره على الموقع الإلكتروني للجمعية، الذي عادة ما يعرض مسرحيات ونشاطات ثقافية أخرى.

وقالت شونفالد بعد اتخاذ برلين إجراءات إغلاق للحد من انتشار فيروس «كورونا»: «ليس لدي حاليا أي عروض لأقدمها»، لكن بدلا من التحسر على وضعها، فهي مقتنعة أن ثمة فوائد في هذه المرحلة مع اضطرار الجميع إلى البقاء في المنزل.

وأوضحت: «إنها مصدر غنى لأنها تسمح لنا بالتركيز على ما هو مهم فعلا». وأضافت مشيرة إلى الطبيعة غير المستقرة لعمل الفنان: «ربما، كفنانين، نتعامل بشكل مختلف مع تقلبات الأوضاع. نحن معتادون على هذه التغيرات أكثر».

مستعمرة الفنانين
أسست «مستعمرة الفنانين» في فيلمرسدورف في العام 1927، عندما اشترت جمعيتا فنانين ثلاثة مبانٍ وحولتها إلى أماكن إقامة بأسعار معقولة للموسيقيين والممثلين والكتاب في المدينة.

في ذلك الوقت، كانت الفنون مزدهرة في برلين، حيث كانت المسارح والنوادي الليلية تعج بالرواد في مشاهد تذكر بتلك الموجودة في المسرحية الموسيقية «كاباريه».

وتضم هذه «المستعمرة» المؤلفة من 80 منزلا وساحات داخلية، أزهار النرجس الأصفر التي تضيف ألوانا حية إلى الأبنية التي تعود إلى عشرينات القرن الماضي.

وعاش الكاتب الألماني الحائز جائزة نوبل، غونتر غراس، في مكان قريب من الموقع كما المنظرة السياسية، هانا أرندت، قبل ملاحقتها من النازيين وإجبارها على الهرب من البلاد.

وما زالت المنازل محفوظة للفنانين والمثقفين النشطين أو المتقاعدين الذين يحصلون على دخل متواضع، وفق «فرانس برس».

بالنسبة إلى الفنانين الذين أرجئت معارضهم أو ألغيت، فإن أزمة تفشي وباء «كوفيد-19» هي أزمة وجودية.

وقال سيكولا «الأشخاص الذين يعملون يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع ليس لديهم احتياطات مالية. ثمة أزمة اجتماعية على الأبواب».

ورغم مخاوفهم الخاصة، سيستمر سكان المجمع في دعم بعضهم البعض وتقديم الخدمات الصغيرة التي تشكل نسيج حياة المجتمع.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
فنانون أيرلنديون يطالبون بمقاطعة «يوروفيجن»
فنانون أيرلنديون يطالبون بمقاطعة «يوروفيجن»
لأول مرة.. ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب في 2024
لأول مرة.. ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب في 2024
ذكرى الوحدة الوطنية تحت مجهر القبة الفلكية
ذكرى الوحدة الوطنية تحت مجهر القبة الفلكية
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم