في مثل هذا اليوم منذ 28 عاما رحل عنا المطرب الفنان محمد صدقي، الذي قبل أن يبتدئ مشوار الغناء كان منشدا دينيا مشهورا؛ ولد في بنغازي العام 1929 وكان عصاميا، مأخوذا بالإنشاد الديني، فاشتهر بجمال الصوت والأداء . العام 1959 اكتشفه الشاعر عبدالسلام قادربوه، فأخذ إليه الموسيقار حسن عريبي، الذي أعجب بقوة صوته وعذوبته فقدمه من خلال الإذاعة الليبية بأغنية (كيف نوصفك للناس وأنت عالي) ومنها توالت أغانيه، إذ بلغت أكثر من أربعمائة أغنية.
أصبح من أهم مطربي قسم الموسيقى، وبسبب حضوره الدائم وتمكن الموهبة الموسيقية منه، أكتشف وقدم العديد من الأصوات، ثم أنشأ شركة للأسطوانات، قدم من خلالها مجموعة من الأغاني لنفسه ولعدد من الفنانين الليبيين والعرب، منهم الفنانة فائزة أحمد وحورية حسن وعادل مأمون وشريفة ماهر، وقدم العديد من الأصوات النسائية مثل الثنائي نزهة وسعاد والثلاثي الليبي ولحن لهن بعض الأغاني، وفوق ذلك أخذ بيد عدد من الملحنين، وشهدوا له بذلك، وأنشأ فرقة إنشاد ديني، أصبحت من فرق الإذاعة.
سنة 1968شاركت فرقة الإذاعة الموسيقية في مهرجان الأغنية المغاربية في المغرب، قد خلاله أغنية (إيجينا الليل) فلاقت نجاحاً كبيراً. وتظل أغنية (طيرين في عش الوفاء) التي كتب كلماتها عبد السلام قادبوه ولحنها يوسف العالم، في منتصف ستينيات القرن الماضي هي الأغنية المفصلية في تطوير الغناء الليبي وأكثر أغاني تلك الحقبة شهرة، أما نشيد "هذه الأرض هي الإرث لنا" التي كتب كلماتها سالم بشون، كانت وما زلت ملحمة وطنية متميزة.
توفى الله المطرب الفنان محمد صدقي، فهو مثلما تعلم مدينته هو المنشد المتميز محمد ابراهيم العوامي ، وهذا هو اسمه الحقيقي. توفى يوم 18/ 3 /1994 ووسده اهله ومحبيه ثرى بنغازي في اليوم نفسه.
* بتلخيص من مقالة للكاتب زياد العيساوي بصفحة "هنا الاذاعة الليبية " ومن صفحة الفنان عبدالرزاق بن نعسان
تعليقات